الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

75 مليون دولار ميزانية فيلم النجوم Don’t Look Up

بعد أن اشتكى الكثيرون من عدم تعامل الأفلاح بجدية مع القضايا الأكثر حيوية في عصرنا ومن أبرزها أزمة المناخ، يحاول فيلم Don’t Look Up أن ينبهنا للمخاطر التي تواجهنا في فيلم بلغت ميزانيته 75 مليون دولار.

ويزخر الفيلم بالنجوم مثل ليوناردو دي كابريو وجينيفر لورانس وميريل ستريب كيت بلانشيت، وتيموثي شالاميت، وأريانا جراندي.





الفيلم بالمناسبة اختاره معهد الفيلم الأمريكي ضمن أفضل 10 أفلام في العام الحالي بجانب أفلام مثل قصة الحي الغربي والملك ريتشارد.

ويتحدى المخرج آدم مكاي بسخرية حالة اللامبالاة السياسية التي تحيق بنا في تناول قضايا مصيرية، وهي هنا في الفيلم كارثة مذنب تلوح في الأفق قادم لكوكب الأرض في غضون 6 أشهر.

وتدور قصة الفيلم حول اثنين من علماء الفلك يكتشفان أن مذنباً بحجم جبل إيفرست سيصطدم بكوكب الأرض في غضون 6 أشهر ويمحو كل أشكال الحياة البشرية.

ويقدم العالمان النتائج التي توصلا إليها على وجه السرعة إلى البيت الأبيض، لكنهما لا يجدان آذاناً صاغية، ويشعران أن الجميع لا يفهم ما يقولانه أو لا يريدون أن يفهموا.

ويتعرض الفيلم لصراع العلماء مع البيروقراطية وجماعات الضغط السياسي والاجتماعي، والنزعة الاستهلاكية للمجتمع، وبيئة الشائعات وأنصار نظرية المؤامرة في مواقع سوشيال ميديا، والمصالح التكنولوجية الكبيرة التي تتضارب وتتصارع ويمكن أن تضحي بالكون من أجل منفعتها.

ويلعب ليوناردو دي كابريو دور عالم فلك في دور يتوافق مع مواقفه الحقيقية المناصرة للبيئة في الحياة.



وتشاركه البطولة متخرجة جديدة ذكية هي جينيفر لورانس، بينما تلعب ميريل ستريب دور الرئيسة الشريرة التي تسعى فقط لمصلحة الجهة التي تمثلها ولا يهمها سوى أصوات الناخبين.

ويرمز المذنب هنا إلى كارثة المناخ، لكن المشكلة أن جرعة الكوميديا أو السخرية فيه أثرت على الرسالة التي يوجهها.

ويتعرض الفيلم لموقف الحكومة الأمريكية الرسمي الذي ينحصر في مواجهة الكويكبات المقبلة من خلال إطلاق الصواريخ عليها، في إشارة إلى المواجهة في اللحظة الأخيرة وعدم التطرق لجذور الخطر والمشاكل.

وينبهنا السيناريو إلى تآكل قدرتنا على الرد في الوقت المناسب، والانشغال بالترفيه والشائعات عن مشاكل مصيرية وأخطار تهدد الكوكب.

ربما إحدى نقاط تميز الفيلم هو كم النجوم الهائل الذي يذخر به، ولكن قدرات هؤلاء كانت تحتاج إلى سيناريو أكثر عمقاً وذكاء، رغم أنه حاول أن يفضح اهتمامنا بالفضائح والشائعات على حساب مصيرنا، وتبسيط كل القضايا بطريقة مخلة مستفزة.



ففي مشهد واحد نرى ليوناردو دي كابريو، وأريانا غراندي، وكيت بلانشيت، وتايلر بيري، وجنيفر لورانس بجوار بعضهم البعض، مع سكوت ميسكودي (كيد كودي) على شريط فيديو، وهي لمحة افتقدناها كثيراً في أفلام هوليوود القريبة.

ولعب المونتاج دوراً في كشف لامبالاة أو إهمال المسؤولين في أكبر مؤسسة تنفيذية، متعمداً تقطيع الصور للرئيس الأمريكي، وهي هنا ستريب، مع المشاهير الآخرين.

بينما يصرخ ليوناردو دي كابريو «كلنا سنموت» في عرض يشبه «شارع سمسم» في لمحة تبكينا من شدة الضحك.

ويمكن القول إن كيت بلانشيت أجادت دورها، وأن الباقين بقدراتهم الهائلة كانوا يستحقون سيناريو يتيح لهم التعبير عن أحاسيسهم وإمكاناتهم الدرامية.