الجمعة - 04 أكتوبر 2024
الجمعة - 04 أكتوبر 2024

سينمائيون: صناعة الفن السابع غائبة خليجياً

لا تزال الحركة السينمائية في منطقة الخليج العربي تشهد حالة من البطء في التطور، والانتقال من طور استهلاك الأفلام إلى صناعة الأفلام الناجحة، فلا يزال هناك التحدي الأكبر، وهو محاولة كسب ود الجمهور الذي انشغل بالسينما الأجنبية والدراما التلفزيونية المحلية، وقال عدد من السينمائيين والنقاد إنه لا توجد هنالك سينما خليجية بالمعنى المعروف، لكن توجد أفلام خليجية تعد على أصابع اليد، ولم تتطور هذه الصناعة التي تعتبر غائبة حتى الآن، لأسباب عدة.

ليست صانعة للسينما

قال المخرج عبدالله الجنيبي، إن السينما صناعة، لكن هذه الصناعة غائبة في دول الخليج، وكل ما يتم في صناعة الأفلام الخليجية هي محاولات فردية أو بغرض توصيل رسالة معينة من جهة ما، وهذا ليس صناعة للسينما، مشيراً إلى أنَّ السينما تحتاج إلى أن يكون لها أهداف وخطط مستقبلية؛ لتستطيع أن تكون صناعة وتنافس على منصات التتويج أو تحقق إيرادات مثل كل دول العالم أو حتى بعض الدول العربية.

وأضاف الجنيبي، أنَّه لا يستطيع منتج أن يقوم بإنتاج فيلم بكلفة تصل إلى 80 مليون دولار حتى يشاهده 3.4 مليون شخص، إذا شاهد هذا العدد الفيلم أصلاً، مشيراً إلى أنَّه عند إنتاج فيلم بجودة غير عالية وبكلفة ضئيلة جداً في دولة مثل مصر، والتي يصل عدد سكانها إلى 100 مليون شخص، ويطرح هذا الفيلم في السينما فمن المتوقع أن يشاهده 10% من سكان مصر، وهذا العدد سيغطي كلفة الفيلم ويحقق إيرادات، لذا السينما الخليجية تحتاج إلى أن تكون سينما لكل الدول العربية، وأن يجذب الفيلم الجمهور العربي؛ لتحقيق إيرادات.

لا يتم الترويج له

وأكد المخرج راكان أنَّ هناك دراسة كانت لعام 2018 - 2019 أثبتت أن عدد الأفلام المستوردة في صالات السينما بالإمارات كانت 1500 فيلم، مقابل 16 فيلماً إماراتياً، كما أن المشكلة الحقيقية التي تواجه المنتج الإماراتي أن السينما تستقطع منه نسبة 50% إلى 60% من إيرادات الفيلم بداخلها، وتعامله كفيلم مستورد، بجانب أن الموزع التابع لدار العرض يستقطع من المستثمر الإماراتي نسبة 10%، وهذا كله يضر بصناعة السينما الإماراتية.

وأشار راكان إلى أنَّ مشكلة الفيلم الخليجي أنه لا يتم الترويج له مسبقاً على وجه العموم بعكس الفيلم الأجنبي أو الفيلم المصري، لذا يتأثر عدم الترويج للفيلم بالمشاهدات، موضحاً أن الأفلام الخليجية أغلبها غير مدعومة مادياً أو معنوياً، فنجد أن الفيلم الخليجي عندما يكون في صالات العرض السينمائية، إذا لم يحقق إيرادات متوقعة خلال يومين أو 3 أيام، يرفع من صالات السينما، وهو ما يضر بصناعة السينما الخليجية.

وأوضح أركان أنَّه يجب ألا تزيد كلفة إنتاج أي فيلم عن مليوني درهم بسبب الكثافة السكانية، وحتى يستطيع أن يحقق هذا الفيلم إيرادات وأرباح أو أن ينجح، خصوصاً أننا في الخليج ليس لدينا نجم نطلق عليه نجم الشباك في السينما، يستطيع أن يجذب الجمهور إليه.

اجتهادات شخصية

وأضاف المنتج والمخرج طلال محمود، أنَّه لا توجد سينما خليجية لكنها جميعا اجتهادات شخصية، موضحاً: «عندنا نوعان يعملان في صناعة السينما نوع يحصل على الدعم، لكن إنتاجه سيئ جداً، ونوع آخر لا يحصل على الدعم وإنتاجه جيد، فإذا تبدلت الأدوار لأصبح هناك صناعة جيدة، وإذا أردنا أن يكون هناك سينما خليجية لا بد أن يكون هناك نضج في الأفكار المطروحة حتى تستطيع الوصول إلى الجمهور العربي».

وأكد: «نحن نهتم بجودة الصورة ولا نهتم بالفكرة، لذلك الفيلم الخليجي لا ينتشر في الوطن العربي ولا يتواجد، فالفيلم المصري في الماضي كان يخاطب الإنسان لذلك استطاع أن يصل إلى الجمهور العربي ككل، واستطاع أن يعيش حتى هذه اللحظة".

أفلام جماهيرية

وقال الناقد أمجد ياسين، إن كل الخليج كان غائباً سينمائياً، حتى السعودية كانت غائبة حتى 2017، وبدأت تتحرك وتظهر بشكل مختلف، لماذا السعودية تفرق عن دول الخليج؟ لوجود كثافة سكانية، السينما في الخليج خسارة، أعني خسارة استثمارياً، لا تستطيع أن تستثمر في السينما في الخليج بسبب دور العرض القليلة، أين ستعرض فيلمك؟ كيف ستكسب مادياً؟ هذه مساحتنا في الخليج، لسنا كأمريكا فيها 42,000 دار عرض وغيرها من الدول التي تنتشر فيها صالات السينما مع الوفرة السكانية، للأسف نحن لا نستطيع تغطية كلفة المنتج الفني.

ويرى ياسين أنَّ السعودية في 2024 سيكون فيها ما لا يقل عن 2500 دار عرض، لذا فالسعودية تستطيع الانطلاق وتقود السينمائيين الخليجيين معها، ويستطيعون إعادة الأمل في تحولها من أفلام مستقلة إلى استثمار وتكبر وتصبح أفلاماً جماهيرية، أما الدعم الحكومي فمن الصعب وضع نظام خاص للسينمائيين مع القلة العاملة في هذا المجال.