الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

Crimes of the Future.. متلازمة التطور السريع وضحك من شدة الرعب

Crimes of the Future.. متلازمة التطور السريع وضحك من شدة الرعب

لقطة من «جرائم المستقبل».

يتسم فيلم Crimes of the Future أو جرائم المستقبل الذي عرض في مهرجان كان بنزعة تشاؤمية، يحذرنا من مستقبلنا الحالك الذي نستحقه لأننا ندمر البيئة باستنزافها وندمر أنفسنا بالظلم واللامساواة، ويمزج في الوقت نفسه بين الضحك والخوف في كوميديا سوداء.

وتدور أحداث الفيلم في أجواء من الفانتازيا والرعب، في مستقبل غير محدد دمره المناخ، حيث يمارس زوجان مشهوران عمليات جراحية أمام جمهور يقومان فيها بتنمية واستئصال أعضاء بشرية جديدة.

وتثير شهرتهما وممارساتهما شكوك فريق من المحققين في السجل الوطني للأعضاء، الذين يحققون في «متلازمة التطور السريع»، والتي تسمح للزوجين أداء عرضهما المثير للجدل.

يبدأ الفيلم بصبي، بريكن، يأخذ فضلات طعام من سلة مهملات بلاستيكية، ثم تخنقه والدته بوسادة.



يُظهر المشهد التالي الزوجين في حجرة بذرة عضوية تسمى OrchidBed، مصممة لزرع الأعضاء وتنميتها ثم استئصالها بسهولة بالغة.

وبفضل «متلازمة التطور السريع»، يتحور الجنس البشري، ويختفي الألم، وتصبح العمليات الجراحية سلسة.

ويستخدم الزوجان لوحة تحكم ومجموعة من الأذرع الهيكلية الشبيهة بالقرص لشق بطن الضحية أمام الجمهور وسحب العضو الجديد الذي تم زرعه.

وتبث تلك الممارسات الغريبة الشك والريبة في نفوس الكثيرين خاصة بعد الاختفاء الغامض للعديد من البشر.



رعب جسدي

ويعد فيلم «جرائم المستقبل» عودة إلى الرعب الجسدي للمخرج ديفيد كروننبرغ، وهو من بطولة كريستين ستيوارت وليا سيدو وفيجو مورتنسن.

ووفقاً للمخرج الذي كتب السيناريو أيضاً، فإنه كتبه منذ 20 عاماً، ولم يغير من أحداثه شيئاً.

وفي عرض الفيلم الأول في المهرجان غادر 15 شخصاً قاعة العرض احتجاجاً، وهو عدد أقل بكثير من العرض الأول سيئ السمعة لفيلم Crash لنفس المخرج الذي شهد خروجاً جماعياً للجمهور لدى عرضه في عام 1996!

ويمكن وصف الفيلم أنه الأكثر رعباً، والأكثر إثارة للفكر والجدل في كان.

ويجمع الفيلم بين متناقضين، فهو الوحيد تقريباً في المهرجان الذي يجمع بين الخوف والرهبة والاشمئزاز والضحك والكوميديا، وهو بكل تأكيد ليس لأصحاب القلوب الضعيفة أو ضيقي الأفق.



رعب وضحك

وينطلق الفيلم من مقولة كافكا «المستقبل موجود بداخلنا»، ونجح المخرج في إثارة الرعب والرهبة في نفوس المشاهدين بالشوارع شبه المهجورة، والإضاءة الخافتة، ثم مشاهد العمليات الجراحية وزراعة واستئصال الأعضاء وكأننا في حقل زراعي وليس أمام جسد بشري.



المصير المحتوم

والفكرة الأساسية التي يحاول الفيلم أن ينقلها لنا أن المستقبل القريب سيكون محملاً بالظلم إن لم ننتبه، وننقذ البيئة من التداعيات السيئة للتقدم، وممارسات بعض الدول التي لا يعنيها ماتجره من خراب على مستقبل كوكب الأرض وسكانه من الدول الفقيرة.

ويعود المخرج كروننبرغ إلى ثميته المفضلة، إلى نقطة التقاطع بين الإنسان والآلة، مستحضراً مشاهد من أفلامه السابقة، إلا أن جرعة الحزن هنا أكبر.

كما أن جرعة التشاؤم أقوى، لأن المخرج يجعل من الصعب أن نصدق أنه يمكن إنقاذنا من المصير الحالك الذي يواجهنا في المستقبل، وكأنه يقول لنا إننا نستحق هذا المصير.