الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

جاهدة وهبة: أتطهر من التلوث المعنوي بالغناء .. وأجهز لمفاجأة مدوية في باريس

جاهدة وهبة: أتطهر من التلوث المعنوي بالغناء .. وأجهز لمفاجأة مدوية في باريس
قالت الفنانة اللبنانية جاهدة وهبة إنها تتعامل مع الغناء وكأنه طريق حياة وأسلوب شفاء، منوهة بأنها تتنفس من خلاله لتتطهر من التلوث، فضلاً عن أنها تعيد عبره تشكيل ذاتها لا سيما أنه أداتها للتخلص من القلق والهواجس.

وأكدت وهبة التي لقبها جمهورها بـ"صوت الشعر" فيما وصفها الفنان الراحل وديع الصافي بـ"المجاهدة في سبيل الفن الأصيل" في حوارها مع "الرؤية" أن أكثر ما يستفزها في أي أغنية هو الكلمة، والتي إذا لم تمسسها بشكل حقيقي لا تستطيع أن تغنيها لن تقدر على أخذها إلى عوالمها الموسيقية الحالمة.

وأشارت إلى أن حالة من الهيام الروحي تتملكها عند اعتلائها المسرح من أجل الغناء، حيث تؤكد أنها عندما تغني لا تكون موجودة على خشبة المسرح! حيث يكون وجدانها وروحها في أماكن بعيدة يهيمان طرباً مع سمو اللحن والكلمة، واصفة الحالة التي تكون فيها بانفلات الروح من الجسد.


وذكرت أنها تعشق تقديم الأدوار المركبة والمعقدة، في المسرحيات التي تقدمها، حيث تهوى تلبّس تلك الشخصيات التي يكون لها تأثير علينا كمجتمعات.. وتالياً: نص الحوار


حملت حفلتك الأخيرة في الإمارات اسم «هن في مهب النغم من بياف إلى أم كلثوم »، فلماذا اخترت هذا الاسم؟

في البداية، أود أن أعبر عن مدى فخري الكبير بأن أقدم روائع جميلات الطرب العربي والعالمي في دانة الدنيا دبي التي دوماً ما كانت قبلة كل فناني العالم وليس العرب فقط، وأن أشدو بأعمال نجوم كانت أصواتهم شعلة أضاءت سماء الدنيا بالطرب، واخترت هذا الاسم لأنني أعشق الكلمة الجميلة فما بالكم لو كانت هذه الكلمات من أصوات سيدات مثل أم كلثوم، أسمهان، إديث بياف، فيروز، صباح وداليدا.

زرت الإمارات أكثر من مرة فما هو مكانك المفضل؟

الإمارات أيقونة الجمال والسلام والتسامح، من تطأ قدماه أرضها الطيبة لا يستطيع أن يبتعد عنها كثيراً، أنا أعشق الإمارات السبع فيه دولة الوصال، هنا أشعر بالهدوء والسلام النفسي مع شعبها الطيب المضياف، وحقيقة لدى الإمارات سمة مميزة تميزها عن غيرها من البلدان وهي تلاقح الثقافات والحضارات، الجاليات العربية والعالمية الموجودة على أرض هذه البلد الجميلة، على تواصل جميل مع بعضهم البعض، كل منهم قادم من ثقافة وحضارة مختلفة لكنهم يعيشون في سلام ووئام قلما تجدهما في مكان آخر.

هناك حالة خاصة تربطبين صوت جاهدة وهبي والجمهور تظهر عند وقوفك على خشبة المسرح، حيث يلامس صوتك وكلماتك قلب الجمهور بسرعة، برأيك ما السبب في ذلك؟

حقيقة عندما أغني لا أكون موجودة على خشبة المسرح! حيث يكون وجداني وروحي في أماكن بعيدة يهيمان طرباً مع سمو اللحن والكلمة، في الوقت الذي أشعر وكأن قدمي لا تلامسان الأرض، حيث أشعر وكأنني أطير وأسمو، حيث تنفلت روحي من الجسد. ويجسد لي التواجد على المسرح حالة جميلة فعندما أغني أستحضر ذكريات مرت في حياتي، ذكريات سعيدة وأحياناً حزينة.

وأعتقد أن حالة الهيام الروحي هذه تعود في الأساس إلى أنني تعاملت مع الغناء وكأنه طريق حياة وأسلوب شفاء، فمن خلاله أتنفس أتطهر من التلوث المعنوي، وأعيد تشكيل ذاتي كجاهدة، أشفى من قلقي وهواجسي. وكثيراً ما يساعدني الغناء على تذكر لحظات فرح جميلة عشتها في حياتي وذهبت، لكن الغناء يساعدني على استعادة لذتها.

هل هناك طقوس معينة تحرصين عليها قبل الخروج لجمهورك؟

دوماً ما أحدث نفسي قائلة: جاهدة افرحي وغني وقدمي أجمل ما عندك، لأنه ربما لن يتاح لك أن تكوني مرة أخرى على المسرح، فلماذا لا تعطين كل شيء لديك في حفلك؟

أصبحت هذه الكلمات، عادة أرددها مع نفسي أضع ذاتي في جو ربما تكون هذه الحفلة الأخيرة لي. لهذا أحاول أن أجتهد وأعطي كل شيء لدي، لكي يخرج الحفل في أبهى حلة طربية.

ما الأغنية التي تفضلين أن تفتتحي بها حفلاتك دائماً؟

ليست هناك أغنية معينة، الأمر يرتبط بموضوع الحفلة، فهو من يحدد أغنية البداية. في حفلي الأخير في دبي افتتحت بأغنية "نجمة الصبح" من ألبوم شهد وهي من كلمات طلال حيدر ومن ألحاني. وتتحدث عن جمال الأنثى لأنني أغني لربات الجمال في الغناء.

كوكتيل من المواهب تجتمع في جاهدة وهبي، حيث تجمعين بين عبقرية اللحن وجمال التمثيل على المسرح والصوت الشجي، فلمن يكون القرار في اختيار أعمالك التي تعرض عليك؟

القرار يكون في جانب مرهف في قلبي ومزاجي وحسي، أي عمل أريد أن أقدمه إذا لم يلامس وجداني ويثير بي إحساساً جميلاً، ويجعلني على تماس مع كينونتي، لا أقدمه.

في الأعمال التي أحب أن أغنيها يجب أن تستفزني الكلمة، وإذا لم تمسني الكلمة بشكل حقيقي لا أستطيع أن آخذها إلى تلك العوالم الموسيقية الحالمة ولا أستطيع أن أصبغ عليها عوالمي الداخلية.

أما في المسرح ولأنني ممثلة مسرحية ومخرجة، فأحب أن أقدم أدواراً مركبة ومعقدة، أحب أن أتلبس تلك الشخصيات التي يكون لها تأثير علينا كمجتمعات، لذلك أعشق تقديم الشخصيات الصعبة التي تجعلني أفتش عن مواهب أخرى في ذاتي.

قدمت مؤخراً ألبوم "أرض الغجر" فما جديدك الذي تعملين عليه؟

أجهز لمفاجأة مدوية ليست فقط على مستوى الموسيقى بل والشعر، حيث أجهز هذا العمل في باريس مع الأخوين ساري وعياد خليفة، وهي تجربة تجمع بين الأداء الشعري والنوتات الموسيقية، وعبرهما أحاول البحث عن علاقة بين الكلمة والموسيقى.

وسيضم هذا الألبوم قصائد من مختلف دول العالم تناقش مواضيع متنوعة، لكنني أترك فيه المساحة الأكبر للموسيقى طوال الوقت الذي تتناغم فيه مع إيقاع كلمات القصائد.