الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أحمد الغنيمي: الإذاعة المدرسية مهدت طريقي إلى الإنشاد الديني.. وأسعى لتسويق نفسي بأفضل الطرق

يصدح بأجمل المعاني وأعذب الكلمات وأصدقها، لتتباهى الروحانيات في حضرته، متناغمة مع مفرداته ومعانيه المبهرة، التي تعزف على أوتار القلوب، مدائح نبوية تستحضر خصال ومناقب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فتقشعر الأبدان لسماع الكلمات التي تحمل أوصاف الحبيب المصطفى، وتهيم الأرواح في تفكر وتدبر المعاني التي تنطق بها شفاه المنشدين.

ومن منشد إلى آخر، تختلف القدرات والأصوات، ولكن المنشد الإماراتي أحمد الغنيمي صاحب صوت عذب وقوي يُطرب الآذان ويخاطب الوجدان، حيث يقول إن الإذاعة المدرسية مهدت طريقه إلى الإنشاد الديني، مؤكداً أن ذائقة الناس ما زالت لا تستوعب الأغنية الدينية.

وأوضح الغنيمي في حواره مع «الرؤية» أن الإنشاد خيار الأهل والعوائل الأول لتنشئة أبنائهم على فن راقٍ وهادف، بما يحمله من خصوصية تميزه عن باقي صنوف الفنون، معتبراً الإنشاد والأغنية محوراً واحداً ويستمدان مقومات الجمال من الأداء.

ويسعى المنشد الإماراتي أحمد الغنيمي إلى تسويق نفسه بأفضل الطرق، ولكنه اهتمامه منصب أكثر على الجمهور، لأن وعي الجمهور كفيل بإبقاء الأغاني الهابطة مهملة، مبيناً أنه يؤيد التحديث والابتكار في الإنشاد بما يُسهم في دعم الرسالة الفنية لهذا الفن الراقي.. وتالياً نص الحوار:



*في البداية، حدثنا عن أولى خطواتك في مجال الإنشاد الديني؟

الإنشاد بدأ معي خلال فترة دراستي عبر الإذاعة المدرسية، وحصدت من خلاله عدة جوائز، أما أول ألبوماتي فكان عام 2010 مع أحمد المنصوري ولاقى نجاحاً كبيراً ومن خلاله حققت الـ100 ألف درهم الأولى في حياتي.



*هل تعتبر الإنشاد وظيفة وفرصة؟

نعم، وعلى الفنان التعامل مع الفن بذكاء، فالذكاء بالنسبة لي أهم من الموهبة لذلك أسعى جاهداً لتسويق نفسي بأفضل طريقة من خلال فرض احترامي في المكان، كما أركز على جمهوري.



*ما تقييمك لبرنامج منشد الشارقة، باعتبارك كنت عضواً في لجنة التحكيم؟

«منشد الشارقة» حقق خلال السنوات الماضية نجاحاً كبيراً في إبراز الكثير من المواهب الإنشادية التي كانت لها بصمة واضحة في خارطة الإنشاد بالعالم الإسلامي.



*هل تعتقد أن الإنشاد قادر على فرض وجوده بقوة، مقارنة بالأنواع الفنية الأخرى؟

أنا لا أفضل تسميته بإنشاد بل «أغنية دينية هادفة» لأنها لا ترتبط بفئة محددة من الفنانين، والجميل ينتشر دائماً، ولا سيما أننا نعيش حالياً عصر التواصل الاجتماعي، فقد أكون غير معروف إلا أنني أؤدي أغنية وتصبح جماهيرية بسبب إنستغرام، وذلك يعني أن الفن ينجح بناءً على نوعه وقدرته على دخول قلوب الجماهير، الأمر فقط يعتمد في المقام الأول على اجتهاد المنشد وفريق عمله.





*أدخل بعض المنشدين تحديثات كثيرة على هذا اللون الفني، كيف تراها؟

التحديث مطلوب في أي فن من الفنون، وإذا كان يُسهم في دعم الرسالة الفنية وتطوير نوعية التوزيع الموسيقي، فلمَ لا؟



*لماذا لم ينجح المنشد في الحضور والتواجد بقوة على الساحة كالفنان حتى الآن؟

بالعكس هناك الكثير من المنشدين الذين تحولوا إلى فنانين، ربما العُرف الذي كان سائداً في الماضي هو حكر المنشد في تصنيف غنائي محدد وهو الغناء الديني، وأعتقد أن الإنشاد حالة وليس مسمى وظيفي فهو فنان متكامل كغيره.





*هل يربح المنشد مثل الفنان؟

طبعاً، «إذا كان شاطر»، فهناك الكثيرون الذين حققوا مبالغ كبيرة، وأنا أيضاً كنت أتقاضى في الحفل الواحد 40 ألف درهم، وذلك يعني أنه بالإمكان تحقيق أرباح شريطة الاجتهاد والعمل الجاد.



*ما هو التحدي الأساسي الذي يواجه الإنشاد كفن؟

اعتقد ذائقة الناس لا تستوعب ما هو الإنشاد ولا الأغنية الدينية، وبالنسبة لي الإنشاد والأغنية محور واحد يستمدان مقومات الجمال من الأداء والكلمات.





*ما هي العوامل الأساسية التي تساعد على صياغة منشد متميز ومبدع؟

أن يحب الفنان عمله حتى يستطيع تقديم إنشاد إبداعي متميز.



*كيف ترى الأغاني الهابطة التي انتشرت مؤخراً؟

لا اعترف بتأثير السمعيات الرديئة، لأن وعي الجمهور كفيل بإبقائها مهملة، والفن بالأساس هدفه الارتقاء بالروح والمجتمع، وانتشار الأغاني ذات المضامين الرديئة لا يسيء للفن بقدر ما يسيء لصاحبها.



*هل نجح الإنشاد في إحداث التأثير المطلوب؟

نعم نجح وعدل سلوك الكثير من الناس الذين كانوا راغبين في التغيير، ولكني ضد كلمة إنشاد هو فن لمن يريد أن يستمتع ويفهم.





*هل نجحت في تحقيق معادلة تقديم محتوى غنائي هادف وتحقيق الربح المادي؟

نعم حققت النجاح، وهو ما أهلني لأكون مذيعاً في إحدى الجهات الحكومية وأقدم برنامج «أحلى الألحان» مع أهم المنشدين في العالم العربي، وكان لي تعاون في إصدار ألبوم «جسر الصداقة» مع الفنانين الوسمي وفايز السعيد عام 2014.



*في ظل سيطرة سوشيال ميديا، هل تعتقد أن هناك مساحة للإنشاد المُلتزم؟

الإنشاد له خصوصية تميزه عن غيره، فهو الخيار الأول للمستمعين في المناسبات الدينية والروحانية كالأعياد وشهر رمضان وموسم الحج، كما أنه يعد الخيار الأول للأهالي الذين يحرصون على تنشئة أبنائهم على فن راقٍ ومتميز.





*ما هي العوامل الأساسية التي تساعد في صياغة فنان متميز ومبدع؟

أن يؤمن بنفسه ولا يستعجل الطرح السريع للأغاني والتحلي بالثقة في النفس.



*إلى ماذا تطمح؟

لقد وصلت إلى ما أطمح إليه فأنا منتج عبر شركتي «برو برودكشن» وأتطلع أن تكون الشركة رقم 1 في الإمارات.



*ما هي نصيحتك للشباب؟

أريد أن أقول للشباب بأن الله لا يلهم عقل الإنسان بالخيال والطموح إلا لأنه يستطيع تحقيق هذا الطموح على أرض الواقع لذلك آمنوا بأنفسكم، لا تتخاذلوا وأكملوا الطريق، كما أن هناك نقطة مهمة جداً وهي عدم إغفال التفاصيل فمهما بلغت من الخبرة فإن إغفال التفاصيل وعدم التحضير الجيد لها يؤدي إلى خسارة جودة العمل.