الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

طارق العربي طرقان: النمط الاستهلاكي أبعدني عن موسيقى الأطفال.. وشارات «الكرتون» لم تكن خياري الأول

طارق العربي طرقان، صوت شجي تربى على إيقاعاته أجيال لا سيما جيلي الثمانينيات والتسعينيات، بعد أن أصبح علامة مسجلة في عالم شارات أفلام الكرتون.

كوكتيل مواهب حية، حيث تخصص في فنون النحت بعد أن حصل على شهادة الفنون الجميلة في هذا المجال، لكنه أبدع في مجال الموسيقى والألحان واختار أن ينحت ذائقة الأطفال عبر صوته العذب وألحانه السحريّة.

وأكد المغني والملحن السوري من أصل جزائري في حواره مع «الرؤية»، أن ابتعاد أفلام الرسوم المتحركة في الوقت الحالي عن النمط القيمي وانجذابها نحو النمط الاستهلاكي، كان السبب في ابتعاد موسيقاه عن الوصول إلى الأطفال الحاليين، بعد أن خاض معه أطفال الثمانينيات والتسعينيات صراع الغاب مع فتى الأدغال «موكلي»، وتنقلوا معه بين القضايا الغامضة برفقة «المحقق كونان»، وسعوا لتحقيق العدل والحياة السعيدة مع «بابار فيل».

وحذر طرقان من خطورة الابتعاد عن ترسيخ القيم في الأفلام الكرتونية التي تخاطب الأجيال الحالية، مشيراً إلى أن موسيقاه لم تتأثر بهذا التحول الكبير الذي يشهده العصر الحالي.

وذكر الفنان السوري أن العمل مع شارات الأطفال لم يكن خياره الأول في البداية، ولكن بعد أن دخله علم أنه مصيره، لما وجد فيه من الجمال والصدق والمرح والعفوية.. وتالياً نص الحوار:

  • لم تعد الرسوم المتحركة كما في السابق من حيث المحتوى الفكري. فكيف أثر هذا التوجه على أعمالك الموسيقية؟ وهل تشعر بأن الفرصة بدأت تقل عن السابق؟
  • أعتقد أن الرسوم المتحركة قد تأثرت كثيراً بالتحول، نحو النمط الاستهلاكي على حساب القيمي. وهو ما أعتبره خطراً على أطفالنا حتى قبل تأثيره على الموسيقى أو الأغاني المقدمة للطفل، وعلى الصعيد الشخصي لم تتأثر موسيقاي أو محتواها بذلك، بل قلت منافذ وصولها لأطفال الجيل الحالي.




  • بات الفن مادة تجارية تشوه مسامع الأطفال قبل الكبار، فكيف تصف الوضع الموسيقي الحالي؟ وهل أنت راضٍ عنه؟
  • ليس الفن بحد ذاته بل الموجة الموسيقية ذات الإيقاع الحياتي السريع، والتي نحاول عبرها تبرير عدم وجود الكثير من الأعمال التي تحترم الموسيقى وتحترم المحتوى الشعري والأخلاقي للكلمات، وهذا بالطبع شيء مؤسف لأغلبنا وسيئ جداً للجيل الجديد الذي سينمو معتقداً أن هذا هو الفن وهذه هي أهدافه.


  • لماذا اخترت في بداية مسيرتك أعمال الأطفال على الرغم من أن موهبتك كبيرة جداً وكانت ستفتح لك أبواب العالمية؟
  • حقيقة لا أستطيع القول إن هذا كان خياري ولكن بعد أن دخلته علمت أنه هدفي ومصيري، لما رأيت فيه من الجمال والصدق والمرح والعفوية. وأنا سعيد جداً بموقعي الآني ليس بسبب الشهرة التي لم أسعَ إليها، مع أنني كنت سأسر بها في حينها بل بما أدت إليه هذه الشهرة الآن من تواصلي مع رجال ونساء وشباب وصبايا كانوا في الأمس، جيل الثمانينيات والتسعينات وكبروا لأسمع أغلبهم، يقول لي شكراً لأنك احترمت عقولنا وبعضهم يدعو لي وهذا بالنسبة لي أكثر من العالمية بمراحل.


  • ما المسلسل الكرتوني الذي وجدت فيه صعوبة أو ظروفاً جعلتك تغير كلماته وألحانه أكثر من مرة؟
  • طبعاً هو عمل لن أفصح عن اسمه الآن لأنني سعيد جداً بأن الكثيرين لا يتذكرونه وحتى أنا أتذكره بشكل مبهم. وسبب صعوبته بالنسبة لي هو عنوانه أو اسمه الذي كان يتألف، من عدد كبير من الكلمات وكل كلمة أبشع من الكلمة التي قبلها والتي بعدها، الأمر الذي سلبني كل إحساسي، بجمال الشعر والموسيقى وجعلني أكره الرسوم المتحركة وغير المتحركة من عهد رجل الكهف إلى ساعة محاولات التصدي الفاشل لكتابة كلماته وتلحينه.
  • تحرص على أن يقدم أبناؤك معك كل الحفلات، فهل ورثوا عنك موهبة الموسيقى الخاصة بالطفل؟ وما النصيحة التي قدمتها لهم في بداية مسيرتهم الفنية؟
  • الموهبة الموسيقية قد تكتسب بالوراثة البيولوجية أو بتأثير المحيط الاجتماعي. ولا أعرف أيهما بالضبط بالنسبة لأولادي، ولكنهم بالتأكيد اكتسبوا حب العمل مع الأطفال من خلال تأثرهم بطبيعة عملي ومن خلال انفتاحهم على هذا النوع من العمل الموسيقى، وفيما بعد أصبح هذا النوع من الفن قرارهم الشخصي لما وجدوه فيه من جمال.
  • لماذا لم تقدم أعمالاً بلهجات عربية كالمصرية أو الخليجية؟
  • كنت دائما أفضل اللغة العربية الفصحى، لأنها تتخطى جميع اللهجات وتقرب فيما بيننا وتصل لجميع الأطفال الناطقين بالعربية، من دون حدود ليكتشفوا أن لهجاتهم هي ذات الأصل، ولكن بلكنات مختلفة، واختصاراً يمكنني القول إن الفصحى تحمل كل اللهجات.
  • كيف أثرت الأزمة في سوريا على جدول أعمالك وهل واجهت صعوبات في انتقالك إلى مصر والعمل فيما تحب فيها؟
  • الأزمة السورية أثرت فينا جميعاً، وعلى كل الأصعدة، لكن صراحة أقول لم يكن لدي جدول أعمال ليتأثر، وعندما انتقلت إلى مصر لم أشعر بالغربة لتشابه الحياة كثيراً مع الحياة في سوريا أو ربما لأن دمشق، لم تغادرني إلى الآن وكان أول ما عملت به هو دبلجة المسلسلات باللهجة الشامية، وأعتقد أنني كنت أول من دبلج مسلسلاً كاملاً باللهجة الشامية في مصر وأيضاً لم أتوقف عن الكتابة أو التلحين، مع صعوبة ذلك لأنني انقسمت إلى شخصين أحدهما تأقلم فوراً مع التغير المفاجئ الذي حدث لحياتنا والآخر ما زال نائماً يكره أن يصحو.


  • ألم تفكر في خوض تجربة الأعمال السينمائية والدرامية على مستوى الموسيقى والكلمات؟
  • بكل تأكيد وآمل ذلك. فلربما تابعت طريقي مع أبناء جيلي الثمانينيات والتسعينيات لأقدم لهم ما يناسبهم الآن، لأنني أعلم أنهم مميزون على أكثر من صعيد وأغلبهم راضٍ نصف رضا عما يسمع وآمل أن أضيف له ولو جزءاً من النصف الآخر.