السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

هيفاء المنصور للمخرجات الشابات: كل حكايات النجاح بدأت بحلم.. والسينما العربية تمتلك مقومات المنافسة بالأوسكار

هيفاء المنصور للمخرجات الشابات: كل حكايات النجاح بدأت بحلم.. والسينما العربية تمتلك مقومات المنافسة بالأوسكار

قالت المخرجة السعودية العالمية هيفاء المنصور إنها تطمح إلى صناعة سينما بمعايير عالمية تمثل وطنها السعودية وتثبت من خلالها جدارة السعوديات وقدرتهن على التعبير عن أنفسهن بثقة ورقي، مؤكدة أن السينما العربية قادرة على إنتاج أعمال عالمية تنافس على الأوسكار.



ونصحت عبر حوارها مع «الرؤية» الشابات في الوطن العربي بألّا يتوقفن عن الحلم وأن يكن كل ما يرغبن فيه، وعليهن بالعمل الدؤوب والصبر وتدريب الذات وتسليحها بمختلف القدرات، مضيفة أن بطلات أفلامها نساء يبحثن عن السعادة والرضا النفسي.



وأشارت المنصور، التي أكدت قناعتها بأن كل المعطيات تؤكد أن السينما السعودية قادمة بقوة، إلى أنها تعبر عن رأيها بصدق، وتبتعد عن الجرأة من أجل الجرأة، معتبرة جميع أفلامها مهمة بالنسبة لها، ولكن فيلم «المرشحة المثالية» الأقرب إلى قلبها، موضحة أن منصات عرض الأفلام الإلكترونية نجحت في جذب الشباب وفرضت تواجدها على الساحة السينمائية.. وتالياً نص الحوار:



*ما تقييمك للفن السابع في السعودية حالياً؟

الوضع السينمائي في المملكة تَغير بشكل كبير خصوصاً بعدما تم افتتاح دور عرض سينمائي، فهذا يشجع على إنتاج الأفلام المحلية، حيث أصبح لها سوق، وأيضاً هناك الكثير من الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة للتدريب السينمائي في مختلف المجالات، لذلك من المؤكد أن السينما السعودية قادمة بقوة.

*ما الفرق حين كنت تصورين فيلم «وجدة» عام 2013 والوقت الحالي؟

اختلف الوضع كثيراً فالإنتاج وتصوير الأفلام أصبحا أكثر سلاسة والمجتمع أكثر تقبلاً لفكرة تواجد ميداني لطاقم عمل سينمائي حتى إن كان المخرج امرأة، وبتواجد نساء في موقع التصوير، والمجتمع السعودي أصبح مُتقبلاً لفكرة تواجد مخرجات نساء وبصفة عامة تواجد المرأة في كافة المجالات.



*هل ترين أن السينما ما زالت قادرة على تقديم حلول لمشكلات نسوية؟

الأفلام والسينما والموسيقى والمسرح تلعب دورها بشكل مباشر في مناقشة القضايا النسوية، وتغير الأفكار ومواجهة التطرف وحث المجتمع على قبول قيم التسامح والحب واحترام المرأة واحترام الآخر، لكن هذا التغير لا بد أن يأخذ وقته ومجراه حتى نرى تأثيره على المجتمع.





*إلى اي مدى هناك قضايا تخص المرأة لا تزال بحاجة إلى المناقشة في السينما العربية؟

هناك الكثير من القصص الإنسانية الجميلة في السعودية والوطن العربي، من أهمها في رأيي موقف الشباب من التقاليد والحداثة في عالم أصبح متقارباً جداً بسبب الإنترنت والمنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.



*هل عمل المرأة السعودية في المجال السينمائي يَلقى الدعم الكافي؟

هناك الكثير من الفرص المتوفرة للمرأة السعودية، وهناك تشجيع للمرأة على دخول مجالات غير مطروقة من قبل مثل السينما والمسرح والموسيقى، وأتمنى أن أرى مساهمات نسائية جديدة وسباقة للتعبير عن المرأة ورأيها.



*لو قدر لك أن تكتبي عن امرأة عربية، فمن هي؟

لا أتوقع أن أعمل على عمل لقصة حياة قريباً، ولكنني بصفة عامة أقدر مُساهمة المرأة في الفن وتاريخه من النساء المُلهمات مثل المغنيتين السعوديتين ابتسام لطفي وعتاب.





*بعض المبدعات يعتبرن التمرد والجرأة وسيلة لتحقيق جماهيرية خصوصاً في مجال الإخراج، ماذا عنكِ؟

أعتقد أن المرأة لا بد أن تُعبر عن رأيها كمخرجة، ولكن لا بد أيضاً من احترام الآخرين، أحاول دائماً أن أعبر عن رأيي بصدق ولكني أبتعد عن الجرأة فقط لأجل الجرأة، أرى أن التغير يأتي من خلال مد جسر حوار مع الآخرين والعمل الدؤوب على تطوير أنفسنا وليس من خلال التصادم مع الآخرين.



*ولكن، هل التمرد على الظروف عربياً أو عالمياً مطلوب بالنسبة لأي امرأة، مثلما ناقشتِ في فيلمك «نابلي إلى الأبد»؟

جميع بطلات أفلامي هن نساء يبحثن عن السعادة والرضا النفسي من خلال تحقيق الذات، وفي كثير من الأحيان تكون المرأة مُحاطة بقيود التقاليد، وما هو الدور المتوقع منها فمن الصعب عليها أن تخرج خارج هذه الصورة لكي ترسم صورتها الخاصة بها.



*فيلمك «المرشحة المثالية»، هل حقق النجاح المأمول بالنسبة لك؟

بلا شك فهو من أهم الأفلام التي صدرت هذا العام، ويُسعدني جداً أن يتعرف الجمهور العربي على الفيلم من خلال منصة OSN.





*أي من أفلامك أكثر أهمية بالنسبة لك؟

جميع أفلامي مهمة بالنسبة لي، ولكن «المرشحة المثالية» من أكثر الأفلام الأقرب إلى قلبي، فهو يُمثل عودتي للعمل في وطني وبين أهلي، وكانت تجربته رائعة وجميلة.



*اتجهتِ للدراما من خلال عمل أجنبي، فكيف ترين الدراما العربية؟

الدراما التلفزيونية أثبتت قدرتها وتواجدها وتواصلها مع الجمهور، وأتمنى أن أصنع أفلاماً سعودية تمثل وطني ونساء بلدي عالمياً وتثبت جدارتهن وقدرتهن على التعبير عن أنفسهن بثقة ورقي، والساحة العربية بلا شك قادرة على إنتاج أعمال عالمية تنافس على الأوسكار.



*إن حدث ذلك، فمن الممثلة العربية التي قد ترشحينها لعمل عالمي؟

هناك الكثير من الممثلات المتفوقات، ميلا الزهراني وضي بطلتا فيلم «المرشحة المثالية» من أكثر الفنانات موهبة وقدرة على تجسيد شخصيات مركبة، وعلى مستوى الوطن العربي، هند صبري، يسرا، منى زكي، ومنة شلبي.





*ما الذي تتمنينه لكل الشابات العربيات، خصوصاً من تستهويهن مهنة الإخراج؟

ألا يتوقفن عن الحلم، فكل الحكايات الناجحة بدأت بحلم، وأن يكن كل ما يرغبن فيه، وعليهن بالعمل الدؤوب والصبر وتدريب الذات على مختلف القدرات فهو الطريق الأمثل للنجاح.



*أي من الفنانات العربيات تستهويك أعمالهن وتشاهدينها؟

هناء العمير، شهد أمين، نادين لبكي، مفيدة التلاتلي، مي المصري، أن ماري جاسر، هالة خليل وكاملة أبوذكري.



*من وجهة نظرك، ما أهمية منصات عرض الأعمال السينمائية إلكترونياً؟

المنصات الإلكترونية مهمة جداً من حيث قدرتها على جذب شريحة كبيرة من الجمهور، خصوصاً الشباب الذي يُشاهد معظم ما يهمه من خلال هذه المنصات.

أعتقد أنه علينا تقبلها كواقع خصوصاً أنها أثبتت تواجدها على الساحة من تقديم أعمال قيمة لها وقعها النقدي وأيضاً جمهورها، والآن والعالم بأكمله يبتعد عن التجمعات الكبيرة بسبب «كوفيد-19»، جاءت هذه المنصات وقدمت ترفيهاً في وقت نحن في حاجة إليه.