الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

هاني شنودة: المهرجانات ليست فناً شعبياً.. والـ«سوشيال ميديا» بوابة الشباب للثقافة والموسيقى

هاني شنودة: المهرجانات ليست فناً شعبياً.. والـ«سوشيال ميديا» بوابة الشباب للثقافة والموسيقى

قال الملحن والموزع الموسيقي المصري هاني شنودة إن أغاني المهرجانات ليست فناً شعبياً أو مرادفة له، موضحاً أن الفن الشعبي هو لون أصيل وأصواته حقيقية وقدمه كبار الفنانين ويحمل الكثير من القيم، بينما المهرجانات عبارة عن إيقاعات تعجب الجمهور مع أصوات معدلة بالكمبيوتر.



واعترف في حواره مع «الرؤية» أنه أخطأ عندما تأخر في الانضمام لعالم الـ«سوشيال ميديا»، معتبراً إياها بوابة وقلب الشباب المتعطش للثقافة والفن والموسيقى، مشيراً إلى أن موجة موسيقى الأندرغراوند أثرت الفرق الغنائية مثل «كاريوكي» و«مسار إجباري».



وأكد هاني شنودة أن فرقة «المصريين»، التي ساهم في تأسيسها، ولدت من رحم الكاسيت وليس الإذاعة، مبيناً أن الأقدار كانت دائماً تعده بالموسيقى الغربية ليطور من خلالها الموسيقى الشرقية، معتبراً ألبوم «علموني عينيك» لمحمد منير شاهداً على بداياته في عالم التلحين.. وتالياً نص الحوار:





*حدثنا عن فكرة تأسيس فرقة «المصريين».

هناك عدد من المواقف التي دفعتني للتفكير في تأسيس الفرقة، الأول هو تساؤل عدد من الشباب الذين يستمعون لنا لماذا ليس لنا كمصريين فرقة قومية مثل «البيتلز» في بريطانيا؟ أما الثاني فكان لقائي مع الأديب نجيب محفوظ الذي كان يجري مقابلة معنا لصالح مجلة مصرية، وأثناء هذا اللقاء سألني لماذا لا نغني باللغة العربية؟ فعددت له عيوباً تجعل الأغنية العربية غير مناسبة للفرقة، فقال «أبدع أنت الأغنية التي تريدها وتناسبك»، لكن بدأت العمل فيها مع عملنا في تسجيل الألبوم الأول لمحمد منير «علموني عينيك»، ورفضت أغلب شركات الإنتاج دعم الفرقة، عدا شركة «صوت الحب» التي استجاب صاحبها عاطف منتصر لنصيحة صديقه رئيس الإذاعة وقتها عمر بطيشة، الذي قال له إن المستقبل للفرق الغنائية.



*هل تشعر أن تجربة فرقة المصريين ظُلمت؟

التجربة تمت محاربتها لأنها خرجت من رحم الكاسيت وليس الإذاعة والتلفزيون، لذلك حرمت من إحياء الحفلات العامة مثل «أضواء المدينة» التي كانت فرصة لكافة التجارب الموسيقية، ولكن لا يمكن القول إنها ظلمت لأن كل الموجود على الساحة هو روافد لها.





*تحدثت عن منير وتجربتك معه، ما تفاصيل هذه العلاقة؟

تجربتي مع محمد منير وتجربة فرقة المصريين متلازمتان، ففكرة الفرقة جاءت لي مع بداية تلحيني لمنير ألبومه الأول، وكانت المرة الأولى لي في التلحين، وهو الألبوم الذي لم ينجح لقلة أجهزة الكاسيت في مصر، وبعد نجاح ألبوم فرقة «المصريين» الأول، طلبت مني الشركة تلحين الألبوم الثاني «بنتولد» الذي نجح وبقوة، ما دفع الشركة لإعادة إصدار ألبوم «علموني عينيك» ولكن تحت اسم «أمانة يا بحر» وحقق أيضاً نجاحاً كبيراً.



*هل ترى تجربتك الآن أقرب للموسيقى الغربية أم الشرقية؟

أنا رجل قدري، ولذلك أرى أن الأقدار كانت تعدني بالموسيقى الغربية لأطور موسيقى بلدي.





*ما قصة ألحانك لنجاة المختفية؟

أعددت عدة ألحان للفنانة نجاة، لم يظهر منها للنور سوى لحنين، وسرق الباقي بعد تسجيلهم من سيارتها، وتم إذاعة واحدة في شريط كوكتيل لشركة ادعت شراءها من شركة تركيا، وحالياً أعمل على هذه الألحان مرة أخرى، ولكن سأستعين بكتاب آخرين لأني لا أذكر الكلمات، وللأسف مؤلفو الكلمات الأصلية توفوا.



*في رأيك، كيف أثرت موجة موسيقى الأندرغراوند على الفرق الغنائية؟

موجة موسيقى الأندرغراوند أثرت الفرق الغنائية، فأصبح هناك العديد من الفرق المشهورة حالياً مثل كاريوكي ومسار إجباري، وأنا أحب هذه الفرق وما تقدمه.





*وما رأيك في موجة المهرجانات، هل تعتبرها تطوراً للفن الشعبي؟

المهرجانات ليست مرادفاً للفن الشعبي، فالفن الشعبي هو فن أصيل أصواته حقيقية وقدمه كبار الفنانين فمثلاً أغنية «أما براوة» لنجاة هي من الفن الشعبي، بينما المهرجانات هي عبارة عن إيقاعات تعجب الجمهور مع أصوات معدلة بالكمبيوتر، كما أن الفن الشعبي يقدم العديد من القيم، وأعتقد أن الحل هو شعبة لمؤيدي المهرجانات في نقابة الموسيقيين مع مساهمة النقابة في تطوير محتوى الأغاني لأنها لن تختفي بين يوم وليلة.



*ولكن المهرجانات لها جمهور غفير، فهل تغيرت الذائقة الفنية للمستمعين؟

الأزمة هي أزمة خيارات، وللأسف الخيارات على الساحة ليست كثيرة، ويمكن الحكم على ذائقة الجمهور إذا تعددت الألوان الموجودة على الساحة.





*كيف ترى تأثير سوشيال ميديا على الفنان؟

أعترف أنني أخطأت بأنني لم أنضم للـ«سوشيال ميديا» منذ وقت طويل، لأنها تمثل قلب الشباب المتعطش للثقافة والفن والموسيقى، ولذلك حين كتب شاب التويتة الشهيرة بأنه لا يعرف من هو هاني شنودة، قمت بتعريف نفسي له ودعوته لشرب الشاي، لأن من حقه عليَّ أن أقوم بتعريفه بنفسي وبتجربتي الفنية.



*تحدثت في مذاكرتك التي نشرت عن ماضي هاني شنودة، فماذا عن حاضره ومستقبله؟

ما أعمل عليه الآن هو مشروع قافلة السعادة، وهو مشروع تطوعي بالتعاون مع الدكتور مؤمنة كامل حيث أجمع فريق للغناء في دور المسنين ودور الأيتام، حيث أعتقد أن إدخال السعادة على قلب إنسان هو أفضل عمل أقابل به الله.

أما عن المشاريع الفنية، فأنا منذ عام 1979 أطلق كل عام «لونجا» وهي مقطوعات موسيقية، وللأسف بسبب فيروس كورونا تأخرت في إطلاق «لونجا 2019» التي سأصدرها قريباً، وبعدها مباشرة «لونجا 2020»، ولدي الكثير من المشروعات.