الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

بيير كاردان.. رحيل مصمم الأحلام في نهاية «الكابوس»

لم يكن 29 ديسمبر 2020 يوماً حزيناً على عائلة أيقونة الموضة بيير كاردان الذي وافته المنية في هذا اليوم، لأنه ببساطة كان صديق النساء في العالم وراعي الجمال ومبدع الموضة، كان يؤمن بأنه لا يصمم أزياء بل أحلاماً، وأن الموضة ليست في الفساتين فقط، بل وفي السماء والشوارع وفي أفكارنا، ونمط حياتنا.

وكتبت عائلته ترثيه: «يوم حزين للغاية لجميع عائلتنا»، والحقيقة أنه يوم حزين لجميع نساء العالم ورجالها، بعد أن نقل الموضة من صالات العرض إلى الفضاء، والوحيد الذي لم يختلف عليه اثنان في العالم .في عز الأزمات



كان يدرك أن جسد الإنسان أعظم لوحة فنية، وأن الفستان تعبير عن شخصية المرأة، وأن أهم ما في الفستان هو المرأة التي ترتديه، والأناقة لغة تهمس من دون كلمات وتفهم في العالم أجمع.

رحل الفرنسي الشهير ابن المهاجرين الإيطاليين الذي أسس إمبراطورية للموضة لا تغيب عنها الشمس تمتد في أكثر من 100 دولة، وعُين سفيراً للنوايا الحسنة لليونسكو في عام 1991، وقبل ذلك كان وسيظل سفيراً للنوايا الحسنة لكل حسناء باحثة عن الجمال والأناقة.

وبإبرة وخيط ومقص وفكرة وحلم أصبح بيير كاردان أيقونة للأناقة والابتكار والجمال، والبعد عن الرتابة، استهوته الأشكال الهندسية والزخارف متأثراً بدراسته للهندسة المعمارية، ودخل في تحدٍ مستدام للتوازن بين الراحة والرفاهية، بين العملية والأنوثة، مؤمناً بأن الأناقة هي السعادة والشغف والحب والثقة.





وبإبرة وخيط وخيال خصب انتقل من الأرض إلى الفضاء، ومن الأزياء إلى المطاعم والعطور، ومن تصميمات النساء لأزياء الرجال، وثياب الأطفال، من باريس إلى روسيا ومن أمريكا إلى اليابان، لأن الأناقة ببساطة لديه أسلوب حياة.

وفي عز الحرب الباردة في الستينيات كان بيير كاردان الشخص الذي لا يختلف عليه اثنان، زار الاتحاد السوفييتي في عام 1963، وصمم أزياء لعروض درامية في أكبر المسارح السوفييتية في الستينيات، وأقنع زعماءه بأن الموضة نظام حياة في حد ذاته يستوعب كل النظم السياسية والاقتصادية.

ولد بيير كاردان في سان بياجيو دي كالالتا (البندقية) في 2 يوليو 1922، وأمضى طفولته في سانت إتيان حيث تدرب على يد خياط.



وكانت النقلة الكبرى في حياته عندما انتقل إلى باريس عام 1944، وهناك عمل في عدة دور للأزياء، وفرض نفسه بقوة لأنه كان لا يقلد أحداً، ولا يقنع بما هو سائد أو شائع، ومن أشهر تصميماته فستان «الفقاعة» في 1954، وأزياء فيلم الجميلة والوحش.

ولم يمض وقت طويل حتى أصبح رئيساً لأزياء كريستيان ديور في عام 1947، ومن بعدها أسس دار الأزياء الخاصة به، كما صمم أول مجموعة زياء للرجال بعنوان «CYLINDER» في عام 1960، وأسس متحفاً للأزياء والموضة افتتحه في باريس في 2014.

وكانت فلسفته في عالم الموضة والأزياء أن يحاول أن يكون مختلفاً، أن يكون نفسه، وأن يطاوع خياله مهما شطح، وحلمه مهما كبر.