الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

وفاة إلياس الرحباني تطوي صفحة الجيل الأول من عائلة طبعت الفن اللبناني

وفاة إلياس الرحباني تطوي صفحة الجيل الأول من عائلة طبعت الفن اللبناني

توفي الموسيقي اللبناني إلياس الرحباني الاثنين، عن 82 عاماً، ليطوي صفحة الجيل الأول من هذه العائلة التي طبعت تاريخ الفن اللبناني ولا يزال أفراد جيلها الثاني من أبرز وجوهه.

وكان الشقيق الأصغر للأخوين عاصي ومنصور الرحباني اللذين شكّلا مع المغنية فيروز الركن الأساس في الأغنية اللبنانية في القرن العشرين، أُدخِل مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي في بيروت قبل نحو 10 أيام بعد انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد إليه من ممرضه، وفق ما ذكرت قناة «إل بي سي».

وخاض إلياس الرحباني، وهو من مواليد عام 1938 في بلدة أنطلياس شمال بيروت، مجالات موسيقية مختلفة، تلحيناً وتوزيعاً وكتابةً، وكان كذلك قائد أوركسترا.

ولحّن الراحل أكثر من 2500 أغنية ومعزوفة، بينها نحو 2000 عمل باللغة العربية.

وتعاون إلياس الرحباني مع أشهر المغنين اللبنانيين، أبرزهم فيروز التي وضعت صوتها على أغنيات كثيرة من توقيعه بينها «حنا السكران» و«طير الوروار»، إضافة إلى صباح ووديع الصافي ونصري شمس الدين وملحم بركات وماجدة الرومي وجوليا بطرس.

كذلك كتب لعدد من الفنانين اللبنانيين الذين غنوا بلغات أجنبية، وتعاون في العقدين الماضيين مع أسماء شبابية معروفة على الساحة الفنية.

وإذا كان شقيقا الراحل، منصور وعاصي، صنعا جزءاً كبيراً من شهرتهما من خلال مسرحياتهما الغنائية، فإن موسيقى شقيقهما الأصغر إلياس برزت خصوصاً في عالمي السينما والتلفزيون، من خلال أفلام ومسلسلات.

وألّف إلياس الرحباني بالفعل موسيقى تصويرية لـ25 فيلماً منها أفلام مصرية، من أشهرها موسيقى فيلم «دمي ودموعي وابتسامتي» وفيلم «حبيبتي» وفيلم «أجمل أيام حياتي»، وأيضاً لمسلسلات منها «عازف الليل».

كذلك كان للرحباني حضور بارز في عالم الإعلانات، إذ وضع ألحان الآلاف منها واكتسب كثير منها شعبية كبيرة جعلها ترسخ في أذهان ملايين المشاهدين في لبنان والبلدان العربية، حتى أن بعضها تحوّل أغنيات لمغنين بارزين.

كما لحّن أغنيات للأطفال حققت شهرة واسعة في العالم العربي في سبعينات القرن الماضي، وقد أعادت منظمة اليونيسف أخيراً تقديمها ضمن ألبوم للأطفال تعاونت فيه مع الرحباني.



إبداع منذ الصغر

وبدأ شغف إلياس الرحباني بالموسيقى في الصغر، إذ درس النغم في الأكاديمية اللبنانية منذ سن العاشرة ثم في المعهد الوطني للموسيقى.

وهو أنتج في بداياته حلقات في القسم العربي من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قدم خلالها عشرات الأغنيات والمقاطع الفنية. وانتقل بعدها إلى إذاعة لبنان الرسمية في انطلاقتها، حيث عمل مخرجاً ومستشاراً موسيقياً طوال سنوات، وأيضاً كمنتج موسيقي لدى شركات منتجة للأسطوانات.

وغادر إلياس الرحباني لبنان بعيد اندلاع الحرب اللبنانية (1975-1990)، لكنه عاد ليستقر في بلده حيث افتتح استوديو خاصاً به. كما أسس قبل سنوات أكاديمية تحمل اسمه لتعليم الموسيقى مع فروع عدة في مناطق لبنانية مختلفة.

وبعد مشاركته لسنوات ضمن لجنة التحكيم في برامج تلفزيونية للمواهب الغنائية في العقد الأول من القرن الحالي، تراجع ظهور إلياس الرحباني إعلامياً في السنوات الأخيرة وسط أنباء عن معاناته مشكلات صحية.





غصن آخر من الشجرة

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بردود فعل من سياسيين وفنانين وإعلاميين نعت الراحل وأشادت بمسيرته الفنية الطويلة الزاخرة بالنجاحات.

ونعى الرئيس اللبناني ميشال عون الموسيقي الراحل قائلاً عبر «فيسبوك» إن أعماله ستبقى شاهدة على أنّ «الفن الأصيل وحده ينتصر على الموت على ما كان يردده دائماً».

كذلك كتب رئيس الوزراء المكلّف بتأليف الحكومة سعد الحريري عبر «تويتر» أن «إلياس الرحباني غصن آخر من الشجرة الرحبانية يهوي بعد مسيرة حافلة بالإنتاج الموسيقي الراقي».

وكتب المغني راغب علامة على حسابه في الشبكة «قطعة رومانسية كبيرة رحلت من بلدنا الجريح وراح الكثير من الأغاني التي تزرع الفرحة والراحة والحب، وراح عمود من أعمدة بعلبك».

وفيما رأت المغنية نجوى كرم عبر «تويتر» في وفاة الرحباني «خسارة كبيرة للبنان»، غرّدت المغنية إليسا أن لبنان «خسر ثالث العمالقة من آل الرحباني»، معتبرة أن الراحل «لا يتكرر بفطرته وموهبته وأعماله الخالدة».

لكنّ العائلة التي صنعت جزءاً كبيراً من تاريخ الفن في لبنان لم تنته، بل تستمر مع أبناء الأشقاء الثلاثة.

فغسّان وجاد، نجلا إلياس الرحباني من زوجته نينا خليل، معروفان في مجال الفن وصناعة الموسيقى في لبنان والعالم العربي. وكذلك زياد، نجل عاصي والسيدة فيروز، وأسامة وغدي، نجلا منصور.