الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

باسم يوسف: أداوي الروح بإعلام يُحسّن حياة الناس.. والبرامج الساخرة لا تناسب كل العصور

باسم يوسف: أداوي الروح بإعلام يُحسّن حياة الناس.. والبرامج الساخرة لا تناسب كل العصور

رفض الإعلامي المصري باسم يوسف، حصره في زاوية المذيع الساخر، واصفاً هذا الأمر بالظلم الكبير لمشروعه الكبير الذي يعمل عليه منذ اليوم الأول لدخوله الإعلام وهو محاولة تحسين حياة الناس والمجتمعات.

وأكد باسم يوسف خلال حواره مع «الرؤية» أن البرامج الساخرة رغم وأنها كانت في فترة من الفترات واحدة من وسائل التعبير المناسبة في الدول العربية، إلا أنها قد لا تكون مناسبة مع الأجيال الحالية، التي نشأت في ظروف مختلفة، داعياً أي إعلامي يبحث عن تقديم برنامج جديد إلى التركيز على الرسائل الإعلامية الرئيسية ومن ثم التفكير في قوالب لتقديمها دون أن تكون السخرية المقصودة بحد ذاتها.

واعترف بأن الانتقادات لا تزعجه على الإطلاق، بل كثيراً ما يجدها وسيلة أساسية من وسائل التطوير، لكنه أشار إلى أن أكثر ما يزعجه هو محاولة اصطياد تصريحات قديمة وإعادة نشرها على أنها تعكس موقفه من نفس القضية اليوم، مع إغفال عدم مواكبة البعض للتغيرات التي تصيب الإنسان.



انتقلت من عالم الطب إلى الإعلام، فما الذي كنت تبحث عنه؟

سواء في مجال الطب أو الإعلام كان هدفي على الدوام واحداً، وهو محاولة تحسين حياة الناس أفراداً ومجموعات، ولذلك كنت حاضراً على الدوام في تلك المساحة الغنية بالفرص والواقعة بين العالمين، عالم مداواة الأجسام عن طريق الطب وعالم مداواة الأرواح والنفوس عن طريق الإعلام، ولهذا أجد نفسي اليوم في الموقع المناسب تماماً، فمن على منبر «اسأل باسم» عبر «الشرق للأخبار» بمنصاتها المتعددة، أجد نفسي قادراً على ممارسة الدورين بوضوح، مستخدماً الموهبتين، أي الطب والإعلام، في تحسين حياة الناس في كل مكان.



لماذا اخترت اللون الساخر من البرامج؟

السخرية مثلها مثل أي لون من فنون الإعلام، مجرد أداة نستخدمها لإيصال المعلومات والآراء والمواقف، وهي جاذبة لشرائح من الجمهور، وهناك في الوقت عينه من يجد نفسه غير منجذب لها، لكن الأهم أن نتذكر أن السخرية أداة، ومع تقدم الزمن تزداد الحاجة إليها أو تقل تبعاً للظروف.





وإلى أي مدى أصبح المجتمع العربي متفهماً ومتقبلاً لهذه النوعية؟

خلال السنوات الماضية كانت التحديات التي تواجه المجتمعات العربية مختلفة وكذلك كانت أدوات التعامل الإعلامي معها، وقد تقبّل المجتمع العربي قبل سنوات السخرية باعتبارها واحدة من وسائل التعبير المناسبة لذلك الزمن، وشاهدنا طفرة في البرامج الساخرة، خاصة في المجال السياسي، لكنني أجد أننا اليوم أمام طبيعة مختلفة من التحديات وطبيعة مختلفة من الجمهور أيضاً، فهناك جيل جديد بالكامل، نشأ في ظروف خاصة به، ولم يعش تجاربنا، بل يجد نفسه متقدماً علينا معرفياً وتقنياً، لذلك علينا عند البحث في ما نقدمه له من محتوى أن نحاول التركيز على الرسائل الإعلامية الرئيسية ومن ثم التفكير في قوالب لتقديمها دون أن تكون السخرية هي المقصودة بحد ذاتها.

من وجهة نظرك، ما الذي يميزك عن غيرك من مقدمي البرامج الساخرة؟

لا أعتبر نفسي مجرد مقدم برامج ساخرة، فهذا الوصف قد يختزل طبيعة المشروع الأكبر الذي عملت عليه من خلال محتوى متعدد الأشكال، بعضها ساخر وبعضها جدي للغاية، وهو كما أسلفت الذكر، محاولة تحسين حياة الناس والمجتمعات، لهذا غاب الكثير ممن اعتمدوا السخرية كغاية بحد ذاتها وليس كمجرد أداة لإيصال المحتوى والرسائل عن الساحة مع تبدل الأفكار والأذواق ولم يتمكنوا من إعادة إنتاج أنفسهم، ومن وجهة نظري، هذا العامل يلعب دوراً أساسياً في تحديد هويتي.



إذا لخصنا قواعد نجاح البرامج الساخرة، فما أبرزها؟

البرامج الساخرة بشكل عام تحتاج إلى فريق عمل ذكي وقادر على التقاط المفارقات في الحياة العامة والإضاءة عليها وتحويلها إلى مادة إعلامية، كما يشكّل المقدم ركناً أساسياً في هذا النوع من البرامج، وذلك لاعتبارات منها شخصيته وحضوره وسرعة بديهته وثقافته العامة.





ومن الناحية الموضوعية، ما أبرز عناصر ضمان نجاحها؟

موضوعياً تحتاج إلى بيئة اجتماعية وسياسية قادرة على تقبلها واحتضانها وكذلك الاستفادة منها لتطوير الأداء العام، فالسخرية ليست هدفاً بحد ذاتها، ففي بعض الأحيان تكون المجتمعات بحاجة لبرامج من هذا النوع، وقد شهدنا بالفعل طفرة منها خلال السنوات الماضية في دول عربية عدة، لكننا لاحظنا أيضاً في الوقت نفسه تراجع شعبيتها ومن ثم توقفها بحكم تبدل مزاج الجمهور، وهو أمر طبيعي بحكم تبدل أولويات الناس.



تقدم برنامجاً جديداً على قناة الشرق، فما البصمة التي وضعها باسم على برنامجه؟

برنامجي الجديد عبر «الشرق للأخبار» وهو «اسأل باسم» فريد من نوعه في المنطقة، وهو أمر أفخر به، لأنه جعلني أشعر بالرضا على كل المستويات، حيث تمكنت عبره من وضع أفضل ما في جعبتي على صعيدي الإعلام والطب، وهو نقطة التقاء رائعة بين شغفي لتقديم هذا النوع من المحتوى وبين رغبة «الشرق للأخبار» في تقديم محتوى جديد ومفيد للجمهور خارج ما اعتادت وسائل الإعلام التقليدية تقديمه.



وما الهدف من البرنامج؟

يهدف البرنامج إلى تقديم معلومات طبية وصحية تسمح للفرد بعيش حياة بجودة أكبر وبصحة أفضل، حيث يقدم البرنامج لجمهوره حقائق يمكنهم الاعتماد عليها في حياتهم اليومية ويرد أيضاً على المفاهيم المغلوطة حول الصحة ويعتمد على طريقة العرض البسيطة والحوارية والمرحة لإيصال المعلومة الطبية التي قد تكون جافة وصعبة الفهم بطريقة سلسة وسهلة للجمهور العام.



إذا طلبنا منك أن تعرف باسم يوسف لمن لا يعرفه، فماذا تقول؟

أنا شخص أرغب في تأسيس كافة شؤوني وفقاً للعلم والمعرفة، وبالتالي عندما انتقلت من عالم الطب إلى الإعلام، حرصت على دراسة هذا المجال الجديد، لكي أتعرف إلى أبرز ملامح العمل فيه ولأتمكن من تقديم محتوى مفيد ومؤثر.

أنت مقل في لقاءاتك الصحفية، فلماذا؟

لا أعرف إذا كنت فعلاً مقلاً في لقاءاتي الصحفية، فأنا دائماً على تواصل مع الصحفيين حول العالم كلما كانت هناك ضرورة لذلك. وبشكل عام أنا إعلامي أولاً وأخيراً، وهناك مزج في فهمنا بالمنطقة العربية لمعنى ذلك، فكوني أعمل في هذه المهنة لا يعني بالضرورة أن أحرص على الظهور المتكرر للحديث عن كل كبيرة وصغيرة كما نرى اليوم، أو أن أتحول إلى محلل استراتيجي وخبير سياسي وما إلى ذلك من تسميات نمزج عبرها بين أصحاب الرأي وبين الإعلاميين والصحفيين.

لديّ مشاريعي الإعلامية الخاصة التي أحرص على إنجاحها وإيصالها للجمهور على أوسع نطاق ممكن، وأظن أن هذا هو ما ينتظره مني الناس وما أقبل أنا بتقديمه.



ما المشروع الإعلامي الذي ما زال يسيطر على باسم؟

المهم ليس المشروع، بل الهدف، لست من الذين يتوقفون في مرحلة من حياتهم عند مشاريع محددة ويقبلون تأطير أنفسهم في أطر تحد من تحركاتهم وتفاعلهم مع محيطهم ومع الواقع.

أفتخر بكل عمل أو برنامج قدمته للجمهور وما زلت مؤمناً بأن كل مشروع إعلامي قدمته كان مناسباً تماماً لفترته الزمنية ومنح متابعيه قيمة مضافة جعلت حياتهم أفضل، ولكنني لست أسير اللحظة ولست متعلقاً بأي عمل أو مشروع بحد ذاته، فالمهم دائماً هو الهدف الذي يربط جميع المشاريع، أي جعل حياة الناس أفضل.

هل تزعجك شائعات السوشيال ميديا وكيف تتعامل معها؟

يجب على الجميع تقبل النقد، خاصة من يعمل مباشرة مع الجمهور مثلي. الانتقادات لا تزعجني على الإطلاق، بل في الكثير من الأحيان تكون التعليقات الناقدة وسيلة أساسية من وسائل التطوير.

لكن ما يزعجني في بعض الأحيان هو عدم مواكبة البعض للتغيرات التي تصيب الإنسان ومحاولة اصطياد تصريحات قديمة وإعادة نشرها على أنها تعكس موقفي من نفس القضية اليوم.



ما القرارات التي لم تندم عليها ولكنك ترى أنها في حاجة لمزيد من التأني؟

الندم وارد على كل إنسان وهو أمر لا يجب أن نخجل منه في حال كانت هناك ضرورة له. ولكن بالعودة إلى السؤال، فما يمكنني أن أقوله هنا إن مواقفي مثل مواقف أي إنسان، تؤخذ في لحظة محددة بناء على معطيات محددة والناس تتطور وتتبدل ولا يصح أن يبقى أحد أسيراً لمواقفه اللحظية أو أن يسمح باستغلالها ضده.

ما أهدافك التي تتمنى أن تتحقق في 2021؟

أهدافي في 2021 الاستمرار في تقديم محتوى مبتكر ومفيد لأبناء المنطقة العربية، وأن أواصل مشواري مع الإعلام الذي بدأته قبل ما يقترب من 10 سنوات.