أسدل الموت الستار على واحدة من أكثر الشخصيات المصرية والعربية إثارة للجدل والصدام، بوفاة الطبيبة والكاتبة المصرية نوال السعداوي عن عمر ناهز 90 عاماً اليوم.
ونعت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية، في بيان صحفي اليوم، الكاتبة السعداوي، وقالت إن الراحلة اهتمت بالكثير من القضايا الاجتماعية ووضعت مؤلفات تضمنت آراء صنعت حراكاً فكرياً كبيراً.
وأنهى نبأ رحيل السعداوي بعد صراع مع المرض، أسطورة الجدل والصدام مع المجتمع والرجال.
وحصلت السعداوي على جائزة الشمال والجنوب من مجلس أوروبا وفازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا، كما نالت جائزة شون ماكبرايد للسلام من المكتب الدولي للسلام في سويسرا.
وتعد السعداوي أشهر من نادى بتحرير المرأة، ووضعت مؤلفات حققت صدى واسعاً لتناولها قضايا المجتمع بشكل مختلف.
وبشعرها الأبيض وتجاعيد الشيخوخة، اعتاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي مشاركة صور نوال السعداوي، منقسمين بين فريق يراها مفكرة عظيمة ومتمردة تمثل قدوة للنساء العربيات، وفريق دائم الهجوم على أفكارها وتصريحاتها، فـ«السعداوي» لم تكن تعرف الوسط، وتحدد جانبها بكل جرأة.
وكانت تصريحاتها عن زواج المثليين في 2015، قد أثارت عاصفة من الجدل والهجوم الذي اعتادت عليه طيلة عمرها، فهي ترى أنه ليس حراماً في الشرع، ولم تكن هذه التصريحات غريبة على من يعرف السعداوي ويتابع آراءها من شبابها وحتى رحيلها عن الحياة.
السعداوي المولودة عام 1931، تخرجت في كلية طب قصر العيني عام 1954 وتخصصت بعد ذلك في مجال الأمراض الصدرية، وفصلت من عملها في وقت مبكر بسبب كتاباتها الصدامية مع الجميع.
كانت السعداوي حاضرة دوماً وظل اسمها لصيقاً بتهمة ازدراء الأديان، بسبب آرائها وتصريحاتها وكتاباتها الجريئة، فمن مؤلفاتها رواية (سقوط الإمام) التي اعتبرها مجمع البحوث الإسلامية متعارضة مع الثوابت المصرية.
وربما كانت مسرحية (الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة)، إحدى أبرز محطات الصراع بين السعداوي والأزهر، حيث وصلت إلى ساحات القضاء، عام 2007، وأصبحت السعداوي متهمة بالردة والزندقة.
ذاقت السعداوي مرارة السجن لأول مرة ولمدة 6 أشهر عام 1981، بسبب آرائها غير المقبولة آن ذاك من السلطة ورجال الدين، فاستغلت الفرصة لتكتب «مذكرات في سجن النساء» قالت فيه: «ربما هذه هي قدرة الإنسان على التكيف، أن يبدأ بالأسوأ، فيصبح الأقل سوءاً محتملاً.«