الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ما بين صلاة وقراءة القرآن وولائم عامرة.. تعرف على طقوس نجوم الزمن الجميل في رمضان

مع ضغوط تصوير مشاهدهم المُتبقية في أعمالهم الدرامية التي تُعرض خلال الشهر الكريم، يُسابق نجوم الجيل الحالي الزمن يومياً للحاق بالسباق الدرامي الرمضاني، الذي يشغلهم معظم الشهر.

أما نجوم الزمن الجميل فكانوا ينتهون من معظم أعمالهم الفنية قبل رمضان، ويكون البعض الآخر قد انتهى من تصوير مشاهده في الأعمال الدرامية القليلة التي تُعرض خلال الشهر الكريم، لذا يبقى لهم طوال رمضان لمُمارسة طقوسهم المُميزة والتي نتعرف عليها فيها هذا التقرير...





عبدالوهاب ورفع الأذان

الفنان محمد عبدالوهاب ارتبط بعادتين خلال شهر رمضان الذي لم يغنِّ له عبدالوهاب لكنه التزم كل عام بالإقامة في حي باب الشعرية الذي وُلد ونشأ فيه، وزيارة سيدي عبدالوهاب الشعراني وكان يسلك الطريق منه إلى الإمام الحسين، كما كان يواظب على السهر مع جيرانه ومعارفه من أهالي المنطقة.

أما عادة موسيقار الأجيال الثانية فكانت رفع أذان الفرائض الخمس في مسجد مجاور لمسكنه، وإطلاق جمل التواشيح الصوفية في وداع شهر رمضان والمعروف مطلعها بـ«لا أوحشك الله يا شهر الصيام».





نعيمة وسهير والأجواء الشعبية

فى عدد نادر من مجلة الكواكب صدر في رمضان عام 1954 تحدثت الفنانة نعيمة عاكف عن عاداتها في رمضان وقالت: إنها كانت تحرص على الصيام مُنذ كان عمرها 8 سنوات، وكان والدها يكافئها وشقيقتها بـ20 قرشاً نظير استكمال صيام الشهر الكريم. وأشارت الفنانة الاستعراضية في حديثها للكواكب إلى أنها كانت ترفض الإفطار، ولو صادف تصويرها عملاً فنياً أثناء رمضان فكانت تُفضل تأجيله، كما كانت حريصة على زيارة أضرحة ومساجد أولياء الله الصالحين مع قراءة القرآن الكريم بتفاسيره أكثر من مرة.

وكانت سهير رمزي تفضل النزول إلى أحياء القاهرة الشعبية لمُعايشة أجواء الشهر الكريم، وكانت تقضي معظم الوقت في الشوارع لتحتك مع جمهورها بشكل مُباشر مع زيارة مساجد أولياء الله الصالحين كما كانت تفعل نعيمة عاكف.



حسين رياض يتنقل بين المساجد

واختلفت عادات الفنان حسين رياض في رمضان عن باقي زملائه فكان يقضي أغلب نهار أيام الشهر الكريم مُتنقلاً بين المساجد ليُصلي كل وقت من الأوقات في مسجد مختلف.





محمود المليجي وحفظ القرآن

حفظ الفنان محمود المليجي القرآن الكريم كله في شهر رمضان المبارك، وهو يبلغ من العمر 70 عاماً قبل وفاته بثلاث سنوات.





فؤاد المهندس والفوازير

في حوار له عن طقوس والده في شهر رمضان قال محمد فؤاد المُهندس إن والده كان يقوم بتجهيز مُستلزمات شهر رمضان بداية من شعبان، فكان يُحب أن تمتلئ المائدة بأشهى الأصناف طوال الشهر، ومهما طلب منه الأطباء عدم الصيام كان يرفض بشدة، ويصر على ذلك مهما كان مرهقاً عليه.

وكان المهندس حريصاً على الصلاة وقراءة القرآن وبعد الإفطار يذهب لتصوير الفوازير، وأشار ابنه إلى أن والده كان من المُستحيل أن يُفطر خارج المنزل باستثناء يوم واحد يتناول إفطاره فيه مع الأستاذ محمد عبدالوهاب حيث كان أقرب أصدقائه.



شويكار

في حوار لها قبل وفاتها قالت الفنانة المصرية شويكار إن رمضان بالنسبة لها فرصة للتجمع العائلي مع الأبناء والأحفاد قبل أن يتزوجوا، وكانت كثيراً ما تتناول إفطارها خارج المنزل مع أصدقائها، ولامت الفنانة الراحلة التكنولوجيا الحديثة من «سوشيال ميديا» و«واتساب» في عدم وجود الزيارات العائلية في رمضان كما كان يحدث في الماضي.



وعن فؤاد المهندس قالت إنه كان مُتديناً، وكان يُفضل أن يقضي شهر رمضان في التعبد والصلاة، وكان الثنائي يحرصان على زيارة حي الحسين بعد الإفطار ليُصلي المهندس التراويح في المسجد ثم يجلسان معاً على مقهى الفيشاوي الشهير لسماع مسلسلهما الإذاعي وسماع آراء الناس حول المسلسل.





إسماعيل ياسين والعصبية

في حوار صحفي مع إيمان أنور ابنة خالة ياسين إسماعيل ياسين، ووالدة الشاعر أيمن بهجت قمر، والتي تربت في منزل خالتها مع الفنان إسماعيل ياسين تحدثت عن طقوس الفنان الكوميدي في رمضان وقالت إن «سمعة» كان ينام وقتاً أطول لأنه عصبي وقت الصيام، أما بعد السحور فكان يظل مُستيقظاً وقتاً أطول ثم ينام ويستيقظ قبيل المغرب بفترة قصيرة.





عبدالحليم لم يكن يصوم

يقول محمد شبانة عن عمه عبدالحليم حافظ وشهر رمضان إن العندليب كان لا يصوم بسبب ظروفه الصحية ومرضه، لكنه كان حريصاً على القيام بكل طقوس الشهر الكريم من صلاة وقراءة القرآن، وكان يستعين بمُقرئ للمجيء إلى منزله يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع لقراءة القرآن على مدار العام كله، وطوال الأيام في شهر رمضان، كما كان حليم يُلبي دعوات زملائه للإفطار في رمضان، وهو أيضاً كان يقيم في كل يوم «عزومة» على الإفطار أو السحور.





فنانون في أوقات الفراغ

وفي تقرير لمجلة المُصور المصرية نشر في ديسمبر 1965 تحدث عدد من النجوم عن شَغل أوقات فراغهم في رمضان للتخفيف من ساعات الصيام الطويلة، فكانت الفنانة تحية كاريوكا تقضي مُعظم وقتها في المطبخ لإعداد الوجبات الشهية، وكانت تدخل تحية لمطبخها منذ الظهيرة ولا تخرج سوى مع مدفع الإفطار لتتفنن في طهي أشهر أنواع الحلويات والسلطات والأطباق الشهية.

أما هند رستم فكانت بارعة في الأعمال اليدوية وكانت تستغل شهر رمضان لممارسة هوياتها في صُنع الحُلي و«الإكسسوارات» وأعمال التريكو الكروشيه.

وليس ببعيد عن ذلك فكان رمضان بالنسبة للفنانة هدى سلطان فرصة لمُمارسة هواياتها المُفضلة في تصميم وتفصيل ملابس بناتها، وكانت تخاف من الحسد لذا كانت دائماً ما ترتدي قلادة زرقاء، لكنها كانت لا تلتزم بارتدائها في رمضان إذ كانت تؤمن أن الحسد لا يُصيب مؤمناً في الشهر الكريم، وفي آخر 15 عاماً من حياتها كانت هدى سلطان حريصة على حضور شهر رمضان في مكة المُكرمة، وأمام الكعبة المُشرفة كانت تختم القرآن أكثر من مرة.

وفي سياق التفاؤل والتشاؤم فكان للفنانة شادية قصة طريفة حيث كانت تتشاءم عندما تُقابل سيدة مُعينة خلال طوال أيام العام، فكانت تتحاشى مُقابلتها ولو صدفة، إلا أنها في رمضان كانت تتخلى عن عاداتها تلك فكانت تؤمن أن المؤمن لا يُصيبه شر في الشهر الكريم.

أما سيدة الشاشة فاتن حمامة فكانت لها هواية مُخالفة للجميع حيث كانت تتردد على جميع دور العرض السينمائي لتتابع الأفلام التي لم تُشاهدها، وكانت حريصة على ألا تجمع بين الصيام والعمل، وكانت حريصة أيضاً على إطعام 60 مسكيناً لتكفر عن الأيام التي تُفطرها إن اضطرت للتمثيل في نهار رمضان حيث كانت تضطر للإفطار.





ولائم و «عزومات»

كان الشغل الشاغل لـفريد شوقي في رمضان، الإعداد لمائدة الرحمن التي كان عادة ما يقيمها بحي العجوزة، أما الفنانة ماجدة فكانت حريصة على تنظيم ولائم لزملائها من الوسط الفني وخارجه، وكانت تُخصص يوماً لتطهي بنفسها أشهى أنواع الطعام للخدم في منزلها، وكانت تُصر على أن يتناولوا الطعام معها على مائدة واحدة وتقوم بخدمتهم بنفسها.

وكان الفنان فريد الأطرش حريصاً على إقامة الولائم لزملائه طوال أيام الشهر الكريم وكان يُصر أن تحوي مائدته أشهى الأطباق المصرية إلى جانب الأطباق السورية، وكان زملاؤه يحرصون على حضور ولائمه سنوياً ومنهم الفنان محمد فوزي وهدى سلطان، والفنانة شادية وغيرهم.

أما الفنان جورج سيدهم فكان يحرص كل الحرص على إقامة «العزومات» لزملائه المُسلمين من الوسط الفني وكانت «عزوماته» من علامات رمضان داخل الوسط الفني في زمن الفن الجميل، وكان يُطلق عليها «مائدة الوحدة الوطنية» حيث كان يدعو إليها كل الفنانين مُسلمين أو مسيحين.



ومن أشهر «عزومات» الوسط الفني أيضاً «عزومة» الفنانة الكبيرة زينات صدقي فكان منزلها قِبلة أصدقائها في رمضان وكانت تُجهز مائدة مليئة بكل الأصناف الشهية، وكانت لا تسمح لأي شخص بمغادرة المائدة سوى بعد الانتهاء تماماً من تناول كل الأصناف عليها.

أما الفنانة ميمي جمال وزوجها الفنان حسن مصطفى فكانا يحرصان على إقامة مائدة إفطار لزملائهما بالوسط الفني ويقومان بالتقاط الصور التذكارية لتوثيق تجمعاتهم.

وللفنان محمد فوزي طقوس مميزة في شهر رمضان المبارك حيث كان يقيم سهرات رمضانية في منزله، ويدعو فيها زملاءه لتناول السحور.