الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

سيف نبيل: الأغنية الناجحة لا تحتاج إلى «فيديو كليب».. وطريق الفن مليء بالعثرات

سيف نبيل: الأغنية الناجحة لا تحتاج إلى «فيديو كليب».. وطريق الفن مليء بالعثرات
حوار: ناهد حمود

سيف نبيل فنان عراقي لمع نجمه في الوطن العربي، ولفت الجمهور بأسلوب غنائي مميز لامس قلوب من يعيشون الحب بكل جمالياته وانكساراته. ومنذ بداية انطلاقه حتى الآن وهو يفاجئ الجمهور بحكايات عاطفية تسردها حنجرته المخملية، التي ورثت جمال صوت بلاد الرافدين.

متواضع في حياته كما مع جمهوره، ويعد من أشهر نجوم الفن في العراق، الذين حلقوا خارج السرب فهو الأكثر نشاطاً، ولا يمر العام إلا وقد قدم مجموعة كبيرة من الأغاني التي تحقق النجاح.

اختير نبيل ليكون عضو لجنة تحكيم برنامج اكتشاف المواهب «عراق أيدول» على قناة mbc عراق، فكان لوجوده مع حاتم العراقي ورحمة رياض دور كبير في اختيار المواهب الجميلة لإعداد جيل غنائي عراقي يواصل مسيرة العمالقة.

«الرؤية» التقته في هذا الحوار:



* كيف تعاملت مع الأصوات الشابة في «عراق أيدول»؟ وما هي معاييرك في اختيار الأصوات الجميلة المميزة؟

**العراق منبع للفن والثقافة، إذ يتميز باحتوائه على أصوات جميلة موسيقياً. أمّا بالنسبة للبرنامج فقد كان تحدياً كبيراً لهذه الأصوات وكذلك لنا كلجنة تحكيم، خصوصاً أن معظم الأصوات المشاركة كانت جميلة وكان الاختيار بينها صعباً.

وفيما يخص اختياري للأصوات، فإنني دائماً أبحث عن أمرين، الأول ثقة المشارك بصوته، والثاني الصوت صاحب الأداء الكامل. لأن اختيار وتقييم المواهب ليس موضوعاً سهلاً، بل مسؤولية تجاه مصير المشاركين، ولهذا فإن التركيز ضروري وتحكيم العقل أساسي للغاية.



* كيف تم اختيارك لتكون عضواً في لجنة التحكيم؟

**في البداية ترددت نوعاً ما لأن البرنامج كبير، والمسؤولية التي يجب أن نحملها تجاه المشاركين كبيرة أيضاً. ولكن البرنامج مبني على دعم المواهب ومساندتهم عبر خبراتنا. وكما كنت في أول مسيرتي في حاجة لبعض النصائح والدعم التي لم أحصل عليها شعرت بضرورة مشاركة المواهب في البرنامج ولو بالقليل من الخبرة التي اكتسبتها في الأعوام الماضية.



*كونت قاعدة جماهيرية كبيرة في فترة قصيرة هل توقعت أن تحقق هذا النجاح؟

منذ بداية مشواري الفني الذي بدأ قبل 10 أعوام، كل خطوة أقدمت عليها كانت نتيجة دراسة وتخطيط. إضافة إلى أن الدعم النفسي والمعنوي من الأهل والأصدقاء كان حافزاً جعلني أتميز في مشواري. في البدايات قدمت أغنية «هاي السنة»، ولقيت شعبية كبيرة على إثرها قدمت أعمالاً مجموعة ساهمت في انتشاري عربياً.



*ولكنك بالتأكيد تعرضت لخيبات أمل.. كيف تجاوزتها؟

**طريق الفن ليس سهلاً فهو مليء بالصعوبات والعثرات. لكن كل خطوة لم تكن متكاملة أو غير ناجحة، كنت أتعلم منها وأدرس خطواتي المقبلة. ونحن كبشر بطبيعة الحال نصبح أكثر قدرة على تجاوز الانتكاسات والتكيف معها، كلما كنا أكثر مرونة وتسامحاً مع أنفسنا وتقبلنا فكرة أن القادم أفضل.



*ولكن متى اكتشفت موهبتك الفنية؟

**منذ الطفولة كنت أحب الفن دون أي طموح للتميز، بل لأن الموسيقى كانت جزءاً من يومياتي في الحياة من أيام الدراسة. وكلما كبرت كنت أشعر بشغف كبير بالغناء. كما أن أسرتي لم تعارض الأمر، لكنهم طلبوا مني أن أنهي دراستي المدرسية والجامعية أولاً، ومن ثم لي حرية الاختيار. وكانت البداية في الجامعة، حيث قررت أن أبدأ خطوتي الأولى في عالم الفن.

*ماذا قدم لك الفن وماذا أخذ منك؟

**في الوقت الحالي كل تركيزي على الفن. وقد عملنا وفريق العمل جاهدين في الفترة الأخيرة على تقديم أفضل الأعمال للترفيه عن الناس في وقت العالم كله يعيش تجربة صعبة مع جائحة كورونا.

الفن قدم لي الكثير، فقد جعلني أعيش جانباً جديداً ومشرقاً من حياتي لم أتوقع أن يكون بهذا الشكل.. جعلني أتقرب من محبين كثر من حول العالم يدعمونني.

ومن السلبيات أنه أبعدني نوعاً ما عن والدتي والعائلة بسبب السفر الدائم والعيش في بلدين مختلفين.



*المرأة مقدرة في كل أغانيك لكن أغنية «قلبك أسود» كانت مختلفة تماماً عن القصص التي عودتنا عليها.. هل وراء هذه الأغنية قصة واقعية؟

**لكل أغنية قصة وكل لحن قمت بغنائه يحكي حالة خاصة. «قلبك أسود» من الأغاني المقربة إلى قلبي لأنها تحكي قصص أشخاص كثر نعرفهم.

والأغنية على الرغم من كونها حزينة ومباشرة في وقع كلماتها، فإنها تظهر شخصية سيف الرومانسية التي اعتاد عليها الجمهور.



* لماذا تصر على تصوير معظم أعمالك بطريقة الفيديو كليب على الرغم من خفوت نجمه؟

**من وجهة نظري الأغنية الناجحة لا تحتاج إلى كليب، لكن الفيديو المصور يقرب القصة للجمهور. اعتمدت في الآونة الأخيرة سياسة الـLyric Videos، وهي كليبات مصورة بتقنيات عالية وقصص مختلفة. لكن الأغنية المصورة لها نكهة مختلفة لدى المشاهد والمستمع، إذ في أغلب الأحيان يتعلق بالشخصيات أو حتى بأماكن معينة.

* وأنت تغني ما الأمور التي تتذكرها؟

**أحاول في كل أغنية أن أعيش اللحظة حتى ولو لم اختبرها في الواقع. والمستمع ذكي ويستطيع أن يشعر بالفنان وهذا ما يميز الأغنية، الإحساس الذي أحاول تقديمه.

أحاول أن أضع نفسي في حكايات سمعتها من أصدقائي المقربين.



*هل تؤيد فكرة أن يكون المغني ممثلاً في الدراما أو السينما؟ ولو عرض عليك أن بطولة عمل سينمائي أو درامي هل توافق؟

**بالنسبة لي أهم شيء وجود الموهبة. فإذا كان الشخص موهوباً وقادراً على تقديم أي دور بشكل استثنائي ويضيف له ولاسمه فأنا معه. وقد عرض عليّ العديد من النصوص لأعمال مختلفة، لكن لم يكن فيها الدور الذي أجد نفسي فيه.

لست صعباً في الاختيار، ولكنني أبحث عن الدور الذي أشعر أنه سيكون تكملة لما أقدمه في الموسيقى، ولا أقبل شيئاً لا يضيف لي.

*ما جديدك؟

**حالياً أستعد لإطلاق مجموعة من الأغاني المصورة، أغنية على طريقة ديو، إخراج الشاب دان حداد، وعمل آخر مع المخرج سعيد الماروق، بالإضافة إلى سلسلة من الحفلات بين دبي، تركيا، والولايات المتحدة الأمريكية.