الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

إيهاب درويش: لم أدرس العزف جامعياً وأعمل على تأسيس الهويات الموسيقية

إيهاب درويش: لم أدرس العزف جامعياً وأعمل على تأسيس الهويات الموسيقية

إيهاب درويش. (تصوير: محمد بدرالدين)

يتمتع المؤلف الموسيقي الإماراتي إيهاب درويش بأذن موسيقية ومشاعر غامرة ساعدته على تذوق الأنغام الكلاسيكية والعصرية منذ مرحلة مبكرة في حياته.

وبدأ العزف على آلة البيانو بمساعدة والدته التي منحته تدريبات ونصائح خاصة ليتعلم الخطوات الأولى نحو عزف المقطوعات الموسيقية البارزة على البيانو، ومن بينها معزوفة فيلم «العراب» (The God Father) لنينو روتا، التي تعلق بها كثيراً.





وفي أقل من 10 سنوات وبدون الالتحاق بأي مؤسسة تعليمية أو جامعة لدراسة الموسيقى، استطاع إيهاب درويش أن يتقن العزف بالآلات الموسيقية العصرية والكلاسيكية بالاستعانة بالتكنولوجيا والبرامج والتطبيقات التقنية الموسيقية الحديثة.

وخلال تلك السنوات، نجح درويش في طرح ألبومين موسيقيين من تأليفه بالكامل، أحدهما في عام 2018 ويدعى «أمواج حياتي» ويحتوي على 10 مقطوعات والألبوم الثاني يدعى «حكاياتي» ويضم 13 مقطوعة موسيقية، والذي أنجزه بالتعاون مع إدارة مهرجان أبوظبي ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون.



وتخصص «درويش» في تأليف الموسيقى الكلاسيكية التي تجمع بين الألحان الغربية والعربية والخليجية، والتي أصبحت تشكل نمط أسلوبه الموسيقي.

وأفاد لـ«الرؤية»: «ورثت شغف الاهتمام بتذوق الألحان الموسيقية من والدتي، التي علمتني المهارات الأولى للعزف على البيانو وقدمت لي النصائح والخطوات الأولى للتلحين».

وتابع «مع مرور السنوات وخلال بدايات مرحلة الشباب، استطعت أن أؤسس استوديو للتوزيع الاوركسترالي في منزلي وكونت العديد من الصداقات مع فنانين وموسيقيين لنعزف مقطوعات فنية بالآلات الموسيقية الإلكترونية التي تدربت عليها ذاتياً وليس جامعياً، فالتكنولوجيا ساعدتنا كثيراً، وسهلت علينا الطريق».

وتطرق الموسيقي الإماراتي الشاب إلى أن معظم أعماله الفنية تندرج تحت إطار الـ«سونيك براند»، إذ يعمل على تأسيس الهوية الموسيقية لأي جهة أو شركة جديدة ناشئة، ذلك إلى جانب عمله في مجال التصميم الغرافيكي والتأليف الموسيقي.



وأكد أن الموسيقى تعزز الدمج بين الثقافات، وتقرب المسافات بين الشعوب، لذا قرر أن يطرق أبواب ذلك المجال المميز ذاتياً ونجح في إتقان العزف بطرق مبتكرة وغير تقليدية ليشارك في نشر رسالة التسامح والأخوة الإنسانية بين شعوب العالم أجمع.

وعن ألبوماته الفنية، قال إيهاب درويش «استغرق إنجاز ألبومي الثاني «حكايات» عامين من العمل الدائم والمستمر، إذ كان من المخطط أن يقدم العمل الفني بصورة حية على المسرح، ولكن بسبب جائحة كورونا التي منعتنا من التنقل بسهولة، قررنا أن نستغل الأدوات الموسيقية التكنولوجية المرئية والصوتية الحديثة لننجز المقطوعات الموسيقية ولنقدمها في حفل مسجل على مسرح افتراضي».

وأضاف درويش «أنه من المخطط أن نلف العالم لتقديم عرض «حكايات» بصورة حية خلال الفترة المقبلة وفي ظل الجهود المبذولة للسيطرة وللحد من انتشار جائحة «كوفيد- 19» كورونا».

وأشار إلى أن مقطوعات ألبوم «حكاياتي» الـ13 مستوحاة من ثقافة وتراث دولة الإمارات، كما تمزج بين الألحان العربية والخليجية، وتعكس شغفي بالموسيقى المصورة الكلاسيكية والمعاصرة، ففيها مزجنا بين استعمال آلات الباس و«السترينز» و«البركيشن» وغيرها من أدوات الأنغام الكلاسكية، والآلات الموسيقى العربية مثل الناي والقانون والطبول وغيرها الكثير.

ومن بين المقطوعات الموسيقية في ألبوم حكايات «عيون الغزال»، التي هيأت الألحان العربية المشهد لأداء كلاسيكي فريد ورائع من التينور الأرجنتيني العالمي، خوسيه كورا، وكذلك مقطوعة «يا بحر» التي تعلو فيها أصوات الطبول اليابانية القوية مع الموسيقى الخليجية، لتشير إلى التراث البحري والكفاح المشترك للإنسان ضد الطبيعة.



وبلغ التنوع الموسيقي في سلسلة «حكايات»، تفرّده في خاتمة رائعة مع فرقة السلام، التي تجمع بين الألحان الأفريقية والعربية واللاتينية، وتعزف الألحان بأساليب موسيقية مختلفة، على خلفية أصوات آلات البيانو والنفخ والطبول.

ويذكر أن إيهاب درويش، يعد أول مؤلف موسيقى إماراتي توزع مؤلفاته من قبل شركة النشر العالمية «يونيفرسال ميوزيك مينا»، وأول ملحن ضيف لأكاديمية بيتهوفن، كما منح في مارس 2018 لقب «الضيف الملحن الأول» من قبل أوركسترا أكاديمية بيتهوفن، ودُعي للمشاركة كسفير للأكاديمية الأورومتوسطية للموسيقى - إيما من أجل السلام.

وتشمل مشاريع درويش الرئيسية مقطوعات موسيقية بتكليف من وزارة التربية والتعليم في الدولة للمشاركة في أداء مقطوعة «صوت التسامح» الذي أنتجه دراغون في لو بيرل في دبي.

وشارك كذلك في عرض اليوم الوطني الـ48 بعنوان «تراث أجدادنا»، وتأليف موسيقى مميزة لنافورة النخيل بدبي، والموسيقى المميزة للمتزلجة الشابة على الجليد الإماراتية زهرة لاري، لاستخدامها في عروضها في جميع أنحاء العالم.