الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

القنصل الإندونيسي جاندرا نيجارا: وقعت في حب الإمارات من أول نظرة

القنصل الإندونيسي جاندرا نيجارا: وقعت في حب الإمارات من أول نظرة

القنصل الإندونيسي في دبي (تصوير: جميل الخاروف)

أكد القنصل الإندونيسي العام جاندرا نيجارا أن العلاقات الإماراتية الإندونيسية وطيدة على مر التاريخ، منذ عصر اكتشاف طريق الحرير والتوابل بين بلدان شرق آسيا والخليج العربي.

ولفت إلى أن تعايش ما يزيد على 200 عرق يتحدثون نحو 600 لغة بإندونيسيا، عامل مشترك مع الإمارات التي يتعايش فيها ما يزيد على 200 جنسية، الأمر الذي يساهم بمزيد من التشابه الحضاري بين البلدين.

وقال نيجارا في حواره «الرؤية»، إن مهمته الدبلوماسية، حيث تولى رئاسة القنصلية مؤخراً، كانت أمنية قديمة له عندما زار الإمارات للمرة الأولى عام 2014، وقد تحققت أخيراً بعد مرور ست سنوات.

وأكد حرصه خلال هذه المهمة على تفعيل الملف الثقافي لدى الجالية الإندونيسية، لتأثير الثقافة والفنون على منظومة الاقتصاد الإبداعي بين البلدين، مشيراً إلى أن موسيقى الجاز والروك والعود ستكون رفيقة الشعر الإندونيسي ضمن مشاركة بلاده في إكسبو 2020.



* ما الطقوس التي تحرص على ممارستها خلال رمضان الذي تقضيه لأول مرة بالإمارات؟

مدفع الإفطار من العادات الرمضانية التي أحن إليها وتذكرني بطفولتي خاصة أنها من الطقوس الرمضانية التي اعتدنا عليها في إندونيسيا بالماضي، وسعدت كثيراً بكونها من الطقوس التي تمارس هنا في الإمارات خلال رمضان، أما العادات والتقاليد الإماراتية فأنا سعيد جداً بفرصة التعرف عليها الآن، خاصة وأن زياراتي السابقة للإمارات لم تكن خلال رمضان.



*ما مخططاتكم في ما يخص الملف الثقافي للقنصلية؟

النشاط الثقافي أحد أهم اهتماماتنا، خاصة أن مفهوم الاقتصاد الإبداعي بات مفهوماً مهماً لاقتصاد أي دولة. ولا شك أن الثقافة والفنون الإبداعية سواء الأدائية أو البصرية جزء مهم من اقتصاد إندونيسيا، حيث نود تنفيذ العديد من البرامج، إلا أن معظمها سيتم بشكل افتراضي من خلال استخدام التكنولوجيا عبر موقعنا الإلكتروني وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي للجالية الإندونيسية.

كما سنحرص على تقديم الثقافة الإندونيسية المعاصرة كموسيقى الجاز والعود والروك، وبعض الفرق الإندونيسية الراقصة المعاصرة والآداب والشعر خلال مشاركتنا في إكسبو 2020 دبي في أكتوبر المقبل، وتقديم الفرق الأدائية المشاركة في الجناح عروضاً ببقية الإمارات كالشارقة ورأس الخيمة.



حدثنا عن خطة القنصلية للاحتفال بالعام الخمسين لدولة الإمارات؟

بلا شك سنشارك الإمارات حكومة وشعباً الفرحة والاحتفالات بعام الخمسين، ونحرص على المشاركة بسلسلة من الأنشطة من خلال مشاركة الجالية الإندونيسية المقيمة بدبي والإمارات الشمالية الذين أدعوهم للمشاركة في هذا الحدث المهم، فهنالك أكثر من 77 ألف إندونيسي مقيم بالإمارات، منهم ما يزيد على 40 ألف مقيم بدبي والإمارات الشمالية.

كيف كان انطباعك الأول عندما زرت الإمارات؟

كانت زيارتي الأولى للإمارات في عام 2014 ضمن زيارة للسلك الدبلوماسي حيث مرت الطائرة ترانزيت بدبي، وذهبت لزيارة السفير الإندونيسي في أبوظبي آنذاك. استمتعت كثيراً بالطريق من دبي لأبوظبي وكانت على العكس مما تخيلت. فقد تصورت أنها صحراء ممتدة لكنني وجدت طريقاً أخضر مليئاً بالأشجار والنخيل، فوقعت في حب الإمارات من الزيارة الأولى وتمنيت لو أني أقيم وأعمل فيها يوماً.

وفي عام 2019 كانت لي زيارة مع الوفد الإندونيسي المشارك في معرض إكسبو 2020 بدبي، حيث تبادلت الحديث خلال عشاء عمل مع القنصل العام رضوان حسن حينها، والذي قال لي إني سأصبح القنصل العام بدبي من بعده، وبذلك تحققت أمنيتي.



*ما المعالم التي ترغب في زيارتها في الإمارات؟

كنت أرغب في زيارة «أبراج الاتحاد» بأبوظبي التي ظهرت في فيلم «فاست آند فيريوس،»، ولكنني زرتها خلال إحدى رحلاتي الدبلوماسية. أما خلال قيامي بتولي مهام القنصلية بدبي، فآمل في زيارة صحراء دبي لتجربة حياة البادية، التي لطالما كنت متحمساً لخوضها، فقد قرأت كتاباً مترجماً بطفولتي عندما كنت في الثالثة عشرة، كان يصف فيها حياة البدوي وهو يحمص القهوة على النار ويشاهد النجوم بالسماء مع أولاده ويستمتع نسمات الهواء العليل.



لأي مدى تعتقد أن الإمارات وإندونيسيا تتشابهان في مسألة التنوع الثقافي عرقياً؟

إندونيسيا أكبر دولة إسلامية في العالم اليوم، حيث يبلغ عدد سكانها 270 مليون نسمة وبها يعيش ما يزيد على 200 عرق، يتحدثون 600 لغة، وكذلك الإمارات يقيم فيها ما يزيد على أبناء 200 جنسية، وكل هذا الانسجام والتعايش بين شرائح الناس بالبلدين يعتبر نقاط قوة تساهم في تحقيق مزيد من الإنجازات.



وماذا عن القواسم الثقافية المشتركة بين الإمارات وإندونيسيا غير تعدد أعراق السكان؟

هنالك علاقات وطيدة تربط البلدين معاً، وطريق الحرير والتوابل لمنطقة الخليج كان عاملاً تاريخياً لتوطيد هذه العلاقات. فعلى سبيل الأمثلة الملموسة للعلاقات الأخوية بين البلدين، وضع وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتية، سهيل المزروعي، حجر أساس مسجد الشيخ زايد الكبير بمدينة سولو في إقليم جاوا الوسطى، مسقط رأس الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في مارس 2021، حيث يتم تشييد المسجد بمكرمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

كما أن سموه قد وجه في أكتوبر 2020 ببناء مسجد في حي السفارات في أبوظبي يحمل اسم الرئيس جوكو ويدودو، رئيس جمهورية إندونيسيا وإطلاق اسمه على شارع المعارض، أحد أهم شوارع العاصمة أبوظبي، تزامناً مع الذكرى السنوية لتولي ويدودو رئاسة الجمهورية.