الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

مها المحيربي.. إماراتية تطرح «نتحدث بأيدينا» لنشر الوعي بلغة الإشارة

وهبت الإماراتية مها المحيربي، وقتها لخدمة أبناء فئة الصم والبكم، حيث اختارت لنفسها درباً إنسانياً لتخدم به وطنها، وتمد يد العون لفئة لم تملك القدرة على التعبير عن نفسها.

جذبها عالم لغة الإشارة من خلال مشاهدتها لمسلسل معظم أبطاله من الصم والذي يدور عن حياتهم، وخلال فترة قصيرة أصبحت تجيد هذه اللغة بطلاقة، ومن هنا تبلورت في ذهنها فكرة عمل مبادرة «نتحدث بأيدينا» التي تستهدف هذه الفئة وتنشر الوعي بين أفراد المجتمع.





وعن بداياتها في عالم لغة الإشارة، قالت المحيربي: يظن البعض أن من يلجأ لاختيار العمل في هذا المجال يكون نتيجة تأثره لحالة من أبناء الصم والبكم تعيش معه أو يحتك بها بشكل مباشر، ولكن بدأت القصة بعد أن شاهدت مسلسلاً أغلب الممثلين فيه من الصم، فقررت الاقتراب أكثر من هذه الفئة المميزة التي تمتلك ثقافتها الخاصة ولغة مختلفة جداً تستخدم فيها اليدين.

وأشارت إلى أن فضولها قادها للتعرف أكثر على فئة الصم، حيث بحثت عن مكان لتتعلم به قواعد لغة الإشارة، حتى وجدت حساباً على إنستغرام لزايد التميمي الذي كان مليئاً بمقاطع الفيديو التعليمية، وكانت أولى خطواتها للانطلاق في مجال جديد عليها.





ووصفت المحيربي شعورها عند التعامل للمرة الأولى مع أصم بلغة الإشارة، بالمختلف وشعورها بأنها تبحر في عالم آخر مميز ومنفصل، وتملكتها رغبة الاندماج التام في الحديث معهم، وجعلت من عينها أذناً تسمعهم ويديها لسانها للتواصل معهم والاقتراب لعالمهم وآمالهم وطموحاتهم.

وأضافت المحيربي أن «هذا شجعها على إطلاق مبادرة (نتحدث بأيدينا) والتي تضم أعضاء من مختلف الأعمار والجنسيات، يجمعهم هدف واحد وهو دمج أصحاب الهمم فئة الصم مع المجتمع من خلال نشر لغة الإشارة الإماراتية وتعليمها للجميع».





وتابعت: نجح أعضاء المبادرة في تنظيم العديد من الفعاليات وتقديم عروض النشيد الوطني بلغة الإشارة ومسابقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تهدف لاستخدام لغة الإشارة، إضافة لتوفير دورات تثقيفية لتعليم هذه اللغة عن بعد وغيرها من الفعاليات التي هدفها نشر هذه اللغة وترسيخ قواعدها بين كافة أفراد المجتمع.





وأشارت إلى أن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه الشباب الذين يقدمون على تعلم قواعد الترجمة بالإشارة، أهمها تحدي لغة الإشارة نفسها، حيث وفرت المبادرة معجم لغة الإشارة الإماراتية، حتى يتعلم المشاركون كافة الإشارات القديمة والجديدة حتى لا تكون هناك أي صعوبة في التواصل مع جميع الصم، فالبعض منهم نجدهم يستخدمون إشارات مختلفة، لذلك على المترجم الجيد أن يكون على وعي كامل بكافة الإشارات المستخدمة من قبلهم ففي النهاية هذه لغتهم ويجب احترامها.





وأكدت المحيربي أنها خلال سنوات عملها مع فئة الصم والبكم اكتسبت مهارات عدة، أهمها إتقان أداء المهارات الحركية، وسرعة البديهة والدقة في توصيل المعلومة، ولإيمانها بأهمية الرسالة الإنسانية التي تقدمها لأبناء مجتمعها من هذه الفئة، قررت العمل على تطوير مهاراتها والإلمام بكافة قواعد هذه اللغة في فترة قياسية.