السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

هبة القواس: عزفت على البيانو بعمر السنتين وقدمت أول أغانيّ في السادسة

تعتزم المؤلفة الموسيقية، مغنية الأوبرا والأكاديمية، السوبرانو اللبنانية الدكتورة هبة القواس، البدء في تدريب مواهب موسيقية إماراتية قريباً، مؤكدة تعاونها مجدداً مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، مشيرة إلى أنه سيتم الكشف عن تفاصيل ذلك التعاون خلال الفترة المقبلة.

وقدمت القواس مساهمة كبيرة في الدورة الـ18 من مهرجان أبوظبي، عبر توجيه عدد من الفنانين على اختلاف مجالاتهم، بدءاً من المنشدين وحتى مغنيّ البوب والأوبرا، في صقل مواهبهم وتطوير أساليبهم الخاصة في الغناء الملهم.

وقالت المؤلفة الموسيقية لـ«الرؤية» إنها بدأت العزف على البيانو عندما كانت تبلغ من العمر عامين ونصف، فيما دخلت عالم التأليف الموسيقي عندما أتمت سن الرابعة، بينما ألفت أولى أغانيها في السادسة من عمرها.


وساهمت جهود هبة القواس في مجال التأليف الموسيقي في إنتاج أغانٍ وسيمفونيات موسيقية عُزفت على أعرق مسارح العالم، فضلاً عن تأسيس شركة «هبة القواس الدولية» التي أنتجت العديد من المشاريع، كذلك تأسيس «أكاديمية هبة القواس» لرعاية المواهب الفنية والموسيقية وتوجيهها واحتضانها فنياً لإطلاقها بحلّة أكاديمية مميزة.


ويتميز أسلوب القواس الموسيقي بدمج أنماط الموسيقى الكلاسيكية الغربية مع الشرقية، كما تتفرد بجهودها في تأسيس منهجية فريدة للأوبرا العربية.

جيل موسيقي

واعتبرت القواس مشاركتها في نسخة مهرجان أبوظبي 2021 مشاركة خاصة جداً، فهي مشاركة أو مساهمة في تأسيس وتعبيد طريق لجيل موسيقي عربي جديد، مشيرة إلى أنها تعتبر الشراكة والتعاون بين مؤسستها الدولية وأكاديمية «هبة القواس» وبين مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومهرجان أبوظبي، أبعد من مشاركة ضمن سلسلة مهرجان فهي تعكس رؤية ثقافية لبناء جيل موسيقي عربي نعمل على تأسيسه عبر توجيه مواهب في مجالات متنوعة.

وتابعت القواس «إن ما قدمناه هو بداية لتأسيس فكر موسيقي عربي جديد ينطلق من جذورنا العربية ليضع بصمته عالمياً، وذلك ما جمع ويجمع بيني وبين مؤسس المجموعة والمدير الفني للمهرجان، هدى كانو، منذ التسعينيات، حيث حفر كلٌّ منّا في الصخر، كلّ في مجاله وطريقه وإن حملنا دائماً نفس المسؤوليات والرؤية، وأرى أن اللحظة حانت لكي نتعاون لنحدث التغيير الأكبر عبر المواهب المنتشرة في عالمنا العربي».

استقطاب المواهب

وأكدت أن تعاونها مع المجموعة بالعام الجاري ساهم في إبراز مواهب من المملكة العربية السعودية تتمتع بأنماط موسيقية وأصوات متنوعة، وكذلك شددنا على القدرة الإبداعية عبر التأليف الموسيقي والتوزيع الأوركسترالي.

وتابعت: أستطيع أن أقول إن كل عمل قُدّم وكل موهبة قدّمت سيكون لها بصمة كبيرة في المستقبل القريب.

وأضافت: «سنحرص على استقطاب مواهب أخرى من العالم العربي كافة وسنعمل على تدريبهم كلٌ بحسب موهبته ومجاله، وهنا تكمن أهمية الأكاديمية الموسيقية بالمقارنة مع المدرسة الموسيقية أو الكونسرفتوار الذي يقدم معلومات وتقنيات، لكن ليس له مهمة نقل الموهبة الى المراحل الإبداعية والأدائية والاحترافية كما تفعل الأكاديميات».

وأعربت عن إعجابها بموهبة مروان فقي الكبيرة في التلحين وفي الغناء وكذلك رامي باصحيح في التوزيع وصوت محمد الزهراني وكذلك موهبة «تام تام» في أسلوبها الموسيقي والغنائي البوب الخاص، مؤكدة ضرورة التعاون لمساعدتهم على الوصول إلى المسارح العالمية.

تجربة ملهمة

وثمنت جهود مهرجان أبوظبي وتصميمه على الإنجاز في أصعب الأوقات، مشيرة إلى أن تجربة مهرجان أبوظبي الافتراضية كانت ملهمة وستسهم في إيجاد معالجات إبداعية جديدة مع الوقت، وستؤدي بعد زوال أزمة الوباء إلى دمج المسرح الواقعي بالافتراضي وسيرى العالم أنماطاً مختلفة وجديدة مع الوقت، بما يتطلبه كل عصر وتطور تقني وحياتي، وبالتالي الإبداع دائماً يسبق ويمهد لما يأتي لاحقاً في حضارة الإنسانية.

وشددت على أن الإمارات دولة مؤثرة في العالم أجمع في المجالات كافة، لا سيما في مجال الفنون، إذ أصبحت في مرحلة متقدمة جداً من ناحية وجود المتاحف والمعارض الفنية الدولية الكبرى وكذلك في مساهمات الإنتاج السينمائي.

ونوهت بأن مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون لها دور كبير عبر السنوات المقبلة في زرع الفنون والموسيقى في الإمارات وتأثيرها عبر إنتاجات مشتركة حول العالم، فضلاً عن إدخال البرامج التربوية والتعليمية والتعاون مع الشباب والجامعات في السنوات الماضية.

حالة شجن

وحول رحلتها الفنية، قالت هبة القواس: «إن رحلتي الموسيقية بدأت منذ الولادة حيث بدأت بالعزف على البيانو بعمر السنتين والنصف وبدأت بالتأليف بعمر الأربع سنوات، وبدأ الحلم الموسيقي ودهشتي بالموسيقى العالمية والأوبرا في الطفولة».

وتابعت: «كنت أعيش حالة من الشجن عند سماع الموسيقى العربية والشرقية، وتساءلت منذ ذلك الوقت، ماذا لو جمعتنا عظمة الموسيقى العالمية بحنين الشرق وشجنه، وكانت لي أول أغنية ألفتها بعمر الست سنوات».

وأردفت: «توالت التجارب وتخصصت بالموسيقى تأليفاً وغناءً لأواصل العمل على نفس الحلم الذي حلمت به وأردت أن أطور تجربتي عبر العلوم الموسيقية والاختصاصات التي خضتها».

وقالت: «لدي العديد من المساهمات الإنسانية، فضلاً عن مساهمتي شخصياً في تطوير الكونسرفتوار اللبناني وبتأسيس الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية والأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق عربية، كما شاركت في تأليف مناهج الموسيقى لمدارس لبنان، وكان لي تأثير في خلق تيار موسيقي جديد في لبنان والعالم العربي، وتعاونت مع مؤسسات عربية حكومية وخاصة في تأسيس مشاريع كثيرة».