الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

نادين جابر: الحياة أكثر عنفاً من الدراما.. و«2020» ليس مستمداً من الواقع

نادين جابر: الحياة أكثر عنفاً من الدراما.. و«2020» ليس مستمداً من الواقع
رفضت الكاتب اللبنانية نادين جابر مؤلفة مسلسل «2020» الذي شارك في الماراثون الدرامي الرمضاني الأخير، اتهامات البعض للدراما العربية الحالية بأنها لا تشبه المجتمعات العربية نتيجة كمية العنف الكبيرة التي تقدمها، مشيرة إلى أن الحياة الواقعية فيها عنف أكثر من الدراما، منوهة بأن ما تطرحه الدراما يعتبر قليلاً بالنسبة للواقع الذي نعيشه.

وأكدت الكاتب اللبنانية في حوارها مع «الرؤية» أن خطط إنتاج جزء ثان من المسلسل لازمتها منذ كتابة المسلسل وقبل الانتهاء من النص، حيث وضعت احتمالية وجود جزءٍ ثانٍ، لكنها أشارت إلى أن القرار الأخير يعود للشركة المنتجة، لذلك مهدت في الأحداث لهذا الأمر.

وشددت على أن نص «2020» لا علاقة له بالواقع، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها لم تكن صاحبة قرار إشراك كل من ماريتا الحلاني ورامي عياش، بل الشركة المنتجة هي التي قررت، مؤكدة صوابية هذا الاختيار.

* النهاية تمهد لولادة جزءٍ ثانٍ للمسلسل متى قررتم ذلك.. هل عند كتابة النص أم أثناء العرض؟



**منذ كتابة مسلسل 2020 وقبل الانتهاء من النص. وضعنا احتمال وجود جزءٍ ثانٍ. والقرار الأخير يعود للشركة المنتجة للعمل، إذ مهدنا لهذه الخطوة ولدينا هذا الخيار والشركة أخذت قرارها، ونحن مشينا الخطى التي كنا قد وضعنا لها احتمالية معينة.

فكرة صناعة أبطال يتاجرون في المخدرات ويتحدثون في الوقت نفسه عن الحب والوفاء. هل من الممكن أن تتحول هذه التركيبة لقدوة سلبية للشباب؟

لا يوجد إنسان شرير بالمطلق أو خير بالمطلق، كل إنسان لديه جانبان في حياته. لهذا كان الهدف هو تسليط الضوء على الجانبين الموجودين في شخصية الإنسان، في ظروف صعبة يوضع فيها، أحياناً تجعله يتخذ قرارات ضد شخصيته، بسبب بعض الإشكالات التي يعرض لها، ولهذا لا يوجد شر مطلق ولا خير مطلق.

ولا أعتقد أن يتخذ المشاهدون من الشباب هذه الشخصيات قدوة لهم، فالمشاهد أكثر وعياً ويدرك أنه أمام عمل فني يتابعه ويترك أثراً فيه ثم ينسى.

ولكن البعض يقول إن الدراما الحالية لا تشبه مجتمعاتنا بسبب العنف ومنها 2020 فما رأيك؟

بالنسبة لي ليس ضرورياً أن تشبه الدراما مجتمعاتنا، من الذي قال إن الدراما يجب أن تعكس الواقع أو تتحدث فقط عنه هنالك دراما ترصد الواقع وتسرد قصصه، وهناك دراما أخرى خيالية مبهرة فهناك الكثير من التنوع في الدراما، وليس من الضروري أن تكون واقعية طوال الوقت.

أما فيما يخص العنف في الدراما فإنني أعتقد أن الحياة الواقعية فيها عنف أكثر من الدراما، التي تعرض، فنحن نعيش في عالم الإجرام فيه كبير، وما نطرحه في الدراما يعتبر قليلاً بالنسبة للواقع الذي نعيشه.

هل نص «2020» مأخوذ من قصة حقيقة من ملفات الأمن كما يشاع؟



كلا ليس مبنياً على قصة حقيقة وما يشاع ليس حقيقياً.

في المسلسل قصتان محوريتان هما قصة الحب والتضحية.. ما الرسالة التي رغبت في إيصالها منهما؟

المسلسل ككل يحكي عن عالمين متناقضين وهما عالم شعبة المعلومات، وفي الوقت نفسه الناس الخارجة عن القانون، وهما عالمان حاولنا تسليط الضوء عليهما. والرسالة من المسلسل كانت تحية لكل عناصر الأمن الذين استشهدوا في سبيل أداء واجبهم فكان المسلسل بمثابة شكر لهم إذ لا يمكن أن نوفيهم حقهم.

كما أننا نطرح إشكالية وهي قرار الإنسان، إما أن يلحق قلبه وعواطفه أو عقله والواجب المفروض عليه، وبالطبع هناك عدد من الرسائل التي رغبنا في توجيهها مع أنه ليس ضرورياً بالنسبة لي أن أوجه رسالة عبر أعمالي، لكن يمكنني القول إننا رغبنا في تسليط الضوء على محاور القصص وفي الوقت نفسه نوجه تحية لعناصر الأمن.

يقال إنك وراء اختيار ماريتا الحلاني في العمل كما أنك اخترت رامي عياش؟

كلا ماريتا الحلاني ورامي عياش ليسا من اختياري، بل الشركة المنتجة هي التي قررت. ونحن ككُتاب ومخرج نطرح أسماء لكن القرار لشركة الإنتاج. ولكنني أرى أن اختيار ماريتا ورامي عياش للمسلسل خيار صائب وجميل جداً.

تحولت كلمة «يا عفو الله» و«منهنهها» (ترند) فهل كنت صاحبة هاتين العبارتين أم أنهما جاءتا بشكل عفوي؟



حقيقة لم تكن هاتان العبارتان موجودتين في النص، لكنّ النجمين قصي خولي ونادين نجيم، تواصلا معنا وأخبرونا برغبتهما في إدراج العبارتين في العمل، لملائمتها في وصف الحالة مهما كانت ولهما أكثر من تفسير في الوضع الإنساني.

الجمهور يسأل عن أسباب تهريب رسمية ووردة وهرم من دون إلقاء القبض عليهم؟

هذه من ضمن الأمور التي نمهد لها في حال كان هناك جزء ثانٍ. ما حدث أن رسمية شاهدت شعبة المعلومات تداهم المكان، فاتصلت بهرم الذي كانت معه وردة وذهبوا. هذا كان من الخيارات التي زرعناها من أجل الجزء الثاني المحتمل.

هل كنت متواجدة في كواليس تصوير المسلسل بشكل مستمر؟

أنا من الكتاب الذين يحبون زيارة موقع التصوير، وأشعر بالمتعة عندما أشاهد الممثلين وهم يجسدون الشخصيات التي كتبتها. وفي كل مسلسلاتي أكثف زياراتي لمواقع التصوير ليس بشكل يومي، لكن نظراً لوباء كوفيد-19 لم تكن زياراتي كثيرة لكواليس مسلسل 2020 بل كانت مرات قليلة فقط.

ككاتبة، من الشخصية التي كانت أقرب إلى قلبك في المسلسل؟ ولماذا؟



لا أستطيع أن أميز بين شخصياتي، كلهم قريبون لقلبي ولدي علاقة خاصة بينهم كي أستطيع أن أكتب عنهم وأتحدث عن حياتهم. لذلك كلهم أحبهم، ولدي تعلق بهم في كل المسلسلات التي أكتبها.