الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

المخرج والمسرحي عمر غباش: أسستُ فِرقاً في «أبو الفنون» و«الساحرة المستديرة»

المخرج والمسرحي عمر غباش: أسستُ فِرقاً في «أبو الفنون» و«الساحرة المستديرة»

عمر غباش.

يستشهد المخرج والمسرحي الإماراتي عمر غباش بمقولة شكسبير أن «الدنيا مسرح كبير، وكل الرجال والنساء ما هم إلّا ممثلون على هذا المسرح»، وهو الذي سخّر حياته من أجل المسرح الإماراتي، ليؤسس عدداً من الفرق المحلية ويقدم تاريخ وحضارة الإمارات إلى العالم عبر «أبو الفنون».

بدأ غباش مسيرته المسرحية مبكراً، ودرس فنون المسرح في الولايات المتحدة الأمريكية بعد تخرجه في الثانوية مباشرةً، وكتب وأعد وأخرج العديد من المسرحيات التي لاقت صدى كبيراً داخل الدولة وخارجها، فيما نشر بحوثاً عدة في الصحف والدوريات المحلية والعربية والعالمية، إضافة إلى نيله تكريمات من جهات ثقافية ومسرحية.

وفي حواره مع «الرؤية»، أكد غباش أن أهم قرار مصيري اتخذه في مرحلة الشباب كان اختيار دراسة المسرح، ليكون أول إماراتي يختار تعلم هذا التخصص في دولة أجنبية، مشيراً إلى أن نشأته في منطقة الراس بدبي رسمت ملامح شخصيته، ولا سيما متاخمة «منزل الطفولة» لأول مدرسة نظامية تأسست في دبي.



وتطرّق إلى هواياته أيام الصبا، والتي شملت عروضاً تمثيلية إلى أن أسهم في تأسيس فِرق وجمعيات ومهرجانات مسرحية، وممارسة كرة القدم «الساحرة المستديرة» حتى تأسيس فريق رياضي، والنهل من ينابيع الثقافة إلى أن أسس مركزاً ثقافياً.

وتالياً نص الحوار:

- حدثنا عن مرحلة الطفولة في دبي.. كيف قضيتها؟

كنت أقيم مع أسرتي في منطقة الراس بدبي منذ ولادتي وحتى انتقالنا إلى منطقة الراشدية وأنا في المرحلة الثانوية.

منطقة الراس تقع في وسط مدينة دبي القديمة على ضفاف خور دبي، وهناك كنا نمارس رياضة السباحة، كما كنت أمارس رياضة كرة القدم مع أقراني، حيث أسسنا فريقاً رياضياً باسم النجم الصاعد.

عندما انتقلنا إلى الراشدية بادرت بتشكيل فريق كرة قدم جديد باسم فريق الهلال، وكنا نشارك في الدورات الرمضانية مع أصدقائنا، وفي الوقت ذاته كنت أمارس هواية التمثيل المسرحي في فرقة مكتبة دبي العامة، حيث كان أول عرض مسرحي شاركت فيه سنة 1974.

- أين درست؟

تلقيت التعليم الابتدائي في مدرسة الأحمدية الجديدة، بعدها انتقلت إلى مدرسة المهلب الإعدادية، ثم إلى مدرسة دبي الثانوية، وعند تخرجي اخترت أن أتلقى تعليمي الجامعي في الولايات المتحدة الأمريكية.

وهناك تخرجت في معهد (ELS) للغات في مدينة سياتل، قبل أن أنتقل إلى كلية تكوما المجتمعية، ومنها إلى كلية بيلفيو المجتمعية، حيث حصلت على الدبلوم، لأتجه إلى جامعة سنترال واشنطن في ولاية واشنطن، وأتخرج فيها حاملاً شهادة فنون الآداب المسرحية (تخصص تمثيل وإخراج) بمرتبة الشرف.



- ما الذي كان يشغلك في تلك الأيام؟

المسرح كان كل ما يشغلني، وكنت أرى فيه الحياة، ولا حياة بدون مسرح. وكما يقول شكسبير: «الدنيا مسرح كبير، وكل الرجال والنساء ما هم إلّا ممثلون على هذا المسرح».

- بمن تأثرت؟

شكسبير، موليير، سوفكليس، وآخرون.

- ما أبرز أعمالك المسرحية؟

مسرحيات هي في فن مسرح المونودراما «الحلاج وحيداً» إعداداً وإخراجاً، «درب الخضر» تأليفاً وإخراجاً، «سلك» تأليفاً وإخراجاً، و«ظل الإمبراطور» إعداداً وإخراجاً.



- بماذا تفتخر من منجزاتك؟

يسعدني أنني أسهمت في مسرح دبي الأهلي (عضو مؤسس)، جمعية المسرحيين (عضو مؤسس ورئيس مجلس الإدارة لسنوات عديدة)، صندوق التكافل الاجتماعي (عضو مؤسس ورئيس الصندوق منذ التأسيس حتى الآن)، مركز ديرة الثقافي (مؤسس)، مهرجان الإمارات لمسرح الطفل(مؤسس)، مهرجان دبي لمسرح الشباب (مؤسس).

- كيف تصف علاقتك بالقراءة؟

شاركت في المسابقات الثقافية، وبدأ تعلقي بالقراءة مع المجلات والجرائد العربية (مجلة العربي، مجلة النهضة، جريدة عكاظ، جريدة القبس، جريدة الأنباء، وجريدة المدينة المنورة).

كنت كذلك محباً لقراءة قصص الأطفال، وحاولت أن أصدر مجلة ثقافية، جهزت نموذجاً منها، لكنها لم تر النور.

في المقابل كانت لدي هوايات أخرى مثل تربية طيور الحمام، وممارسة الألعاب الشعبية مثل «الداراة» و«اليوريد» و«المسطاع».

- ماذا عن أبرز قراراتك المصيرية في مرحلة الشباب؟

أهم قرار مصيري اتخذته في مرحلة الشباب هو أنني اخترت أن أدرس فنون المسرح في الولايات المتحدة الأمريكية بعد الثانوية مباشرةً، وكنت «أول مواطن» إماراتي يدرس المسرح في دولة أجنبية.



- ما الذي بلوَر شخصيتك؟

ربما كان لوجود منزلنا في منطقة الراس بدبي تأثير كبير في تكوين شخصيتي، حيث أن منزلنا يبعد بأقل من خمسين متراً عن أول مدرسة نظامية تم تأسيسها في دبي، وهي مدرسة الأحمدية، وهذه المدرسة كان لها تأثير تعليمي وثقافي كبير على إمارة دبي بشكل عام وعلى منطقة الراس بشكل خاص، وكان والدي رحمه الله درس وتخرج ودرّس فيها، ولذلك كان دائماً ما يصطحبني معه لزيارة علماء الدين وكان يدعوهم لزيارتنا في منزلنا، وكنت شديد الاهتمام بالروايات والقصص التي كنت أسمعها منهم.

أما المؤثر الأبرز فكان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971، ذلك الحدث الذي خلق لدي ذاكرةً مرتبطة بالعمل الوطني الذي أسسه المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم.

- ماذا تعلمت من مرحلة الصبا؟

فيما مضى كانت الحياة أصعب، لكن الصعوبات علمتني الصبر والمثابرة وعدم الاستسلام، بل الاستمرار في المحاولة حتى العثور على الحل، وعندما أعجز عن الحل ألجأ إلى الأهل للمشورة، فإذا وجدت الحل لديهم بادرت بأخذ نصيحتهم، وإلا فأتركها للخالق وهو يدبر الأمر.

لا شك بأن لكل زمانٍ دولة ورجال، فالأوضاع الصعبة التي مر بها جيلنا لا يمكن مقارنتها بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها جيل الشباب اليوم، ولكن أفق التطور والتقدم العلمي مفتوح على مصراعيه اليوم.



- ما نصيحتك للشباب لمواجهة العوائق؟

الصعاب تحتاج إلى مثابرة وصبر وعزيمة، وكما يقال لا توجد مشكلة ليس لها حل، ولكن يجب علينا أن نبحث باستمرار عن حلول جديدة ومبتكرة.

وأذكّرهم بأن قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة لا تترك فرصة إلا وتبادر بدعم الشباب وأبناء الوطن.

- هل ندمت على تفويت أمر ما؟

لست نادماً على شيء، فكل ما وهبني الله كان خيراً، وكل ما منعه الله عني فهو خير أيضاً.