الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

ميسون أبو أسعد: تأثرت بـ"بسمة".. و"المنصة" يحاكي لغة العصر

منذ إطلالتها الأولى والبدايات المشوبة بالقلق والترقب، كانت ملامحها تشي بأننا نشهد ولادة نجمة عرفت كيف تكسر إطار النمطية التي يستسهلها مخرجون ومنتجون وكتاب في المشهد الدرامي.. إنها الفنانة ميسون أبو أسعد التي قدمت نفسها عبر أدوار متنوعة، وقدمت نماذج مختلفة في عدد كبير من الأعمال الناجحة، نذكر منها مسلسلات مثل «عن الخوف والعزلة» و«طالع الفضة»، و«أرواح عارية»، و«أهل الغرام».

ونتذكر أفلاماً مثل، «مريم»، و«أهل الشمس»، لنعرف أننا حيال ممثلة بارعة فرضت نفسها كواحدة من نجمات الدراما السورية فكان لها ما أرادت من نجاح ومحبة جماهيرية.

قدمت ميسون مؤخراً دوراً مهماً في الجزء الثالث من المسلسل الإماراتي «المنصة» الذي وقفت فيه إلى جانب نجوم إماراتيين وعرب. وكان لها بصمة كبيرة في هذا الجزء الناجح.

«الرؤية» التقتها في هذا الحوار:



  • حقق «المنصة» حالة جماهيرية مليئة بالإعجاب بسبب النص وأداء الممثلين وأنت منهم. كيف ترين هذا النجاح الذي وصل إلى مشارف العالمية بعرضه على نتفليكس؟


  • تابعت الجزأين الأول والثاني بشغف وإعجاب كبيرين، بسبب النص الذي يتمتع بتقنية كتابة تحاكي لغة العصر والمنصات الرقمية، وبسبب الإخراج الذي ترجم هذا النص بما يتطلب من مستوى فني وتقني عالٍ في الصورة. وعندما تكون محترفاً وتشاهد عملاً مثل المنصة، وتفرح بعصرية التجربة ونجاحها تعرف سلفاً أن وراء تجميع هذه العناصر عقلية إنتاجية مثقفة واعية ومختلفة تريد أن تنقل المنتج العربي إلى العالمية، وليس فقط عقلية معنية بالنجاح اللحظي والموسم الواحد. والفنان يستطيع التمييز، بين منتج يسعى فقط للربح ومنتج صاحب مشروع. لذلك استحق المسلسل أن يحضر بقوة على «نتفليكس» وكنت سعيدة للغاية عند إرسال الجزء الثالث لي، فأنا أحب التطور وتلفتني المشاريع الرائدة كالمنصة لأكون جزءاً منها.


  • منذ بدايتك الفنية وقفت إلى جانب عمالقة الدراما السورية والعربية وفي «المنصة» أيضاً مع هذه الكوكبة من النجوم. أخبرينا عن كواليس التصوير كيف وجدتِها؟


  • الكواليس كانت جميلة جداً. وأنا اعتدت على السفر وعملت سابقاً بلغات أخرى، وأحب الانفتاح على الآخر. وقد كان فريق عمل المنصة بالنسبة لي «عز الطلب».. نجوم من جنسيات عديدة في الطاقم التقني كنت أشعر أنني في مدينة عالمية، وأبوظبي بالفعل كذلك. أما بالنسبة للفنانين فكنت سعيدة بالعمل مجدداً مع نجوم بلدي من السوريين الذين أعتز بإبداعهم، مثل مكسيم خليل وسلوم حداد وباسم ياخور وقائمة الجزأين تطول بنجومنا. وكتعامل أول لي فرحت كثيراً بلقائي مع عملاقين عربيين هما سيد رجب والفنان الكبير أحمد الجسمي، الذي أعرفه منذ صغري وهو محبوب في سوريا، وكنت محظوظة بالتعرف، على هذا الفنان الراقي خفيف الظل. أيضاً لم أكن اجتمعت منذ زمن مع عبدالمحسن النمر المميز. ولا أنسى هنا المخرج المتميز ياسر سامي الذي خطف الأنظار في رمضان الماضي بمسلسله «النهاية»، وهوزان عكو الذي يستحق الإعجاب والتشجيع ككاتب متميز وله بصمته.


شخصية بسمة



  • لا يزال جمهورك متعلقاً بشخصية «بسمة» في مسلسل «عن الخوف والعزلة» لبراعتك وموهبتك، هل أثرت بك شخصية بسمة كما أثرت في الجمهور؟


  • طبعاً تأثرت بها كثيراً وأعطيتها الكثير من إحساسي الشخصي وعوالمي الداخلية. وأنا أتفاعل معها وأجسدها ولقد أذهلني نجاح هذا الدور، ففي هذا الموسم قمت ببطولة 4 أعمال كلها مهمة واجتهدت فيها جميعاً إلا أن الكلمة كانت للجمهور. هذا الدور ثبتني في بيوت الناس وقلوبهم. فمنذ يومين كنت في هذا الحوار عن بسمة وما قدم لي هذا الدور، من نقلة نوعية مع المخرج الصديق سيف سبيعي، الذي اختارني لبسمة وأهنئه على نجاحه المستحق في «على صفيح ساخن».


  • تتقمصين الشخصية التي تؤدينها بشكل كبير وكأنها شخصيتك الحقيقية، ما هي طريقتك في هذا التقمص؟ و كيف تتخلصين من الشخصية بعد انتهاء العمل؟


  • عندما أعجب بالشخصية والمسلسل والمخرج، تبدأ عملية لا يمكن وصفها بدقة بصراحة.. إنها كيمياء تنمو بين تخيل الشخصية والمساحات الشعورية المماثلة عندي مع إدراكي بما هو جديد يمكن أن أختبره في هذه التجربة الجديدة. وهناك أيضاً هامش التعامل مع المخرج وطاقم التصوير الذي سيضفي نكهة التفاعل الأخيرة وخروج الدور للنور. عموماً أنا أفضل التعامل بلغة العين لعكس الإحساس الداخلي، خاصة في الأعمال الاجتماعية والمعاصرة، إذا لم يتطلب الدور تغييراً جذرياً في حركة الجسد والظهور. ولا أعمد أبداً إلى خلق التغيير الخارجي قسراً حيث ألجأ ببساطة إلى المشاعر.


  • أرشيفك مليء بأعمال درامية حققت نجاحات كبيرة، هل أنت راضية عما قدمت؟ أم تشعرين بأنك لم تقدمي كل طاقتك الفنية بعد؟




    لا يمكن أن يحدث الرضا الكامل. بمعنى أن معظم الممثلين عندما يتابعون عملهم يفكرون بأنه كان من الممكن أن أفعل كذا وكذا في هذا المشهد أو ذاك. إنما الرضا يأتي من نتائج العرض، وتقبل الجمهور للممثل وهذا الرضا الآتي من فرحة اعتراف الجمهور بك. أما الرضا المطلق عن الذات فغير وارد لا في تجربة الأداء كممثل ولا في الحياة، وما أعنيه هنا الرضا الذي يوقفك عند حد ما ويحد مما يمكن أن تذهب إليه أبعد.


    • شاركت في الدراما السورية والإماراتية والمصرية هل سنراك في دراما عربية أخرى أو عالمية؟




    أرغب أن أتواجد في المسلسلات السورية والمصرية والعربية المشتركة وطبعاً بقوة في أعمال عالمية. هذا عن الرغبة.. وهناك اقتراحات الآن من كل هذه الأنواع. وأتأمل خيراً من هذه المشاريع لكن لم يتم الاختيار بعد.

    قواعد الاختيار



    • ما هي شروطك لقبول الشخصية التي ستجسدينها؟




    أن أختبر فيها شيئاً جديداً يحفزني على المغامرة أكثر عن الخطوة السابقة، وبالطبع يلعب النص القوي المتماسك، والمخرج صاحب الرؤية الذي أثق به وأضع أدواتي بارتياح بين يديه، دوراً كبيراً في اختياراتي.

    وهل تفضلين الكوميديا أم الدراما؟

    أعشق الكوميديا ولكنها للأسف لا تكتب كثيراً للمرأة. وفرغت جزءاً من عشقي للكوميديا في مسلسل «بقعة ضوء». وأحب كل ما قدمته في هذا المسلسل وهنا كانت عندي المساحة لتغيير المظهر الخارجي، إلى الأقصى وتقديم نفسي بوجه آخر.



    • مع سيطرة السوشيال ميديا، كيف تتعاملين مع الهجوم أو التنمر الذي قد تتعرضين له بين فترة وأخرى من قبل الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي؟




    • أومن بأمرين مهمين، الأول أنك كإنسان سواء كنت مشهوراً أو لا فلن تعجب الجميع، والثاني أنه يجب ألا نعيش بغاية إرضاء جميع سكان الكوكب، فهذا هو المستحيل بعينه. بالنسبة لي أتقبل آراء كثيرة على حساباتي الاجتماعية، وأحياناً أرد بأنني أحترم رأيك طالما تقوله باحترام. ولكني مؤخراً أقفلت باب التعليق إلا مع من أتابعهم، لكن سأفتحه بعد فترة لأنه مقابل المسيئين، هناك فعلاً أشخاص لا أعرفهم، تعليقاتهم تترك في نفسي كل الأثر الطيب، خاصة عندما أشعر أنها مكتوبة لميسون، وليست مكررة لأحد وأنا أستطيع أن أشعر بهذه الطاقة عن بعد.


    دور الفن



    • عاشت سوريا فترة صعبة جداً لكنها بدأت في العودة إلى الأفضل. ما دور الفن والفنانين في إعادة الأمل وبناء الوطن وبث نبض الحياة فيه؟


    • بكل تأكيد للفن والفنانين قدرة تأثير كبيرة، فمن جهة، عندما يكون الفن مقدراً في بلد ما، فهو بشكل لاشعوري يشعر الجمهور، بأن لهم خصوصية داخل وخارج بلدهم. لأن نجاح المنتج الفني خارج سوريا كان له تقدير كبير من الجمهور، يشعرهم بانعكاس عفوي لنجاحهم. وأنا متفائلة بالقادم وبالسلام لسورية وبعودة عجلة الإنتاج بمستوى عالٍ في بلدي الحبيب.


    • ما رأيك في الدراما السورية التي عرضت في رمضان الماضي؟


    • لم يسعني مشاهدة كل المسلسلات وأنا أحترم مجهود الجميع. وهناك أعمال أجلت مشاهدتها لبعد رمضان، أما خلال رمضان فتابعت بشغف واحترام مسلسل على «صفيح ساخن» و«حارة القبة»، اللذين نفذا بإتقان وإخلاص عالٍ. كما تابعت من مصر «لعبة نيوتن» وكل التحية لصناع هذه الأعمال الثلاثة.




    • ما جديدك الفترة المقبلة؟




    • هناك مشاريع كثيرة ومختلفة. لكن القرار في هذه اللحظة صعب قليلاً وإن شاء الله أختار الأفضل منها لأظل عند حسن ظن الجمهور.