الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أغنية جديدة لذكرى قريباً.. تعرف إلى مطربين «غنوا» رغم وفاتهم

كشف الشاعر بهاء الدين محمد عن أنه بصدد إصدار أغنية جديدة للفنانة ذكرى كانت قد سجلتها قبل وفاتها، الأغنية تحمل اسم «متهيألك» وكان بهاء الدين يحتفظ بها ولم تتح الفرصة لنشرها وقرر مع مُلحنها أمير عبدالمجيد نشرها.

#تعديل ( علشان تتمتعوا بجمال فنها وصوتها خدنا قرار ننزلها إن شاءالله ) و #الفن_بقى قبل وفاة #ذكرى سجلت أغنية...

Posted by Bahaa El Din Mohamed on Friday, July 30, 2021

وفي تصريحات لـ«الرؤية» قال الشاعر الغنائي بهاء الدين محمد إن الأغنية قد تم تسجيلها قبل وفاة الفنانة التونسية الراحلة قبل 18 عاماً، ولكنها لم تُذَع بسبب وفاتها وغنائها لتلك الأغنية هو موافقة منها على نشرها في أي وقت.

ويُتابع «سنختار العرض الذي يُظهر الأغنية في أفضل صورها، وأعتقد أن قدر الأغنية أن تُعرض في هذا التوقيت وليس في توقيت آخر، وربما جاء عرضها الآن لتضبط سوق صناعة الأغنية في مصر».

ويُشير «قررنا عرضها بعد مشاهدة جزء من لقاء تلفزيوني لذكرى وهي تغني مطلعها، واعتبرنا أن ذلك إشارة لعرضها في هذا التوقيت بعد ترددنا في نشرها طوال السنوات الماضية، وأنا سعيد بردود الفعل المُتحمسة لعرض الأغنية».

ذكرى ليست الأولى

ربما لم تكن الفنانة ذكرى هي المُطربة الأولى التي تُذاع لها أغنيات رغم الوفاة، ولعل الأيام الماضية شهدت عرض الأغنية الأولى والوحيدة للفنان الشاب كريم صبري شقيق الفنان المصري رامي صبري والذي توفي قبل إصدار ألبومه الأول.

حملت الأغنية اسم «حالة اكتئاب» وقال عنها رامي صبري: «دايما كنت بقول لكريم نغني مع بعض وهو كان بيرفض لسبب إنه عاوز يغني أول أغنية من غير مساعدتي وده كان من وجهة نظره اللي مكنتش مقتنع بيها.. بس كنت دايما بسيبه براحته.. لحد لما توفي في صدمة ليا وللجميع».

ولاقت الأغنية ردود فعل واسعة خصوصاً مع وفاة الفنان الشاب كريم صبري قبل أقل من شهر وتأثر شقيقه رامي صبري بشكل كبير بعد وفاته.

أما مريم عامر منيب فقد قررت في ذكرى وفاة والدها الثامنة تسجيل أغنية خاصة به وهي «عامل إيه في حياتك» بصيغة الديو مع والدها الراحل، والأغنية من كلمات تامر حسين، وألحان عمرو مصطفى وتوزيع أحمد عادل لاقت رواجاً وانتشاراً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً أنها أحيت سيرة الفنان الراحل في قلوب مُحبيه.



نماذج كثيرة

بحسب الناقد الموسيقي محمد حسين الشيخ صاحب بودكاست «الشيخ والمقام» فإن كثيراً من الفنانين أذيعت لهم أعمال بعد وفاتهم، سواء كانت مسجلة بصوتهم، أو غناها آخرون عوضاً عنهم.

ويذكر الناقد الموسيقي في حديثه مع «الرؤية» أكثر من مثال ويُعدد: «بعد وفاة عبدالحليم حافظ عام ١٩٧٧، أُذيعت له قصيدة «حبيبتي من تكون» من ألحان بليغ حمدي وكلمات الأمير خالد بن سعود، وكان قد سجلها بصوته قبل وفاته، ولكنها لم تكن قد أخذت شكلها النهائي، وفي عام ١٩٨١ أي بعد وفاته بـ٤ سنوات، قررت شركة صوت الفن (كان عبدالحليم شريكاً في ملكيتها) إذاعة الأغنية وطبعها على كاسيت، بعدما أجرى بليغ حمدي بعض التعديلات على مقدمتها الموسيقية وطبعت بصوته وطُرحت للجمهور لأول مرة».

ويُتابع الشيخ «كذلك كان عبدالحليم قد أجرى بروفات على أغنية «من غير ليه» من ألحان محمد عبدالوهاب في نفس العام، وكان على وشك أن يغنيها إذا عاد حياً من رحلته العلاجية الأخيرة، فلم يغنها في حفل شم النسيم، وغناها عبدالوهاب بنفسه عام ١٩٨٩.

ويُضيف «حليم أيضاً كان قد اختار كلمات أغنية «أحلى طريق في دنيتي» والتي كتبها محمد حمزة، وأسند تلحينها للموسيقار محمد سلطان، ولكنه مات أيضاً قبل أن يغنيها، فغنتها فايزة أحمد، نفس الأمر حدث مع السيدة أم كلثوم، التي كانت قد أجرت بروفات على أغنية «أوقاتي بتحلو» من ألحان سيد مكاوي وكلمات عبدالوهاب محمد، ولكنها توفيت عام ١٩٧٥ قبل أن تغنيها، فغنتها وردة الجزائرية».

ويستطرد «فريد الأطرش كان قد بدأ في تلحين أغنية «كلمة عتاب» ولكنه توفي عام ١٩٧٤ قبل أن ينتهي من تلحينها، فأكمل بليغ حمدي اللحن، وغنتها وردة».

أسباب

بالطبع يقف خلف نشر أغنيات للمطربين المتوفين عدة أسباب بحسب حسين الشيخ منها عامل إنتاجي ربحي، فالشركة المنتجة تبحث دائماً عن الأرباح، وغالباً وفاة الفنان قبل إكمال عمل فني، أو قبل نشره، يكسب العمل زخماً بعد وفاته، حيث يُسوق وتسبقه عبارات مثل "العمل الأخير للفنان فلان.. العمل الذي خطف الموت فلان قبل أن يُكمله... وغيرها من عبارات تسويقية تكسب المُنتج الفني زخماً جماهيرياً، ويعود بالربح على المنتج.

إلى جانب ذلك فمن حق الجمهور أن يتلهف على هذه الأعمال ومن حقه أن يطلع عليها، لما تربطه بالفنان من صلات وجدانية، تجعله يتقفى أثره، وقد يكون هذا هو المبرر الأخلاقي لنشر هذه الأعمال، رغم أن العمل قد يكون ليس على المستوى المطلوب، ولو كان الفنان موجوداً ربما أجرى عليه تعديلات، أو تراجع عن غنائه.