الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

مفتشة الطاقة النووية أمل لوتاه: تأخرت في النطق فصرت فنانة

طرقت الفنانة التشكيلية الإماراتية الشابة ومفتشة الطاقة النووية، أمل لوتاه، أبواب الفن منذ طفولتها المبكرة، وكان الرسم أحد وسائلها للتواصل مع العالم من حولها، حتى سن السابعة من عمرها، عندما اكتشف أهلها أنها مشروع فنانة موهوبة.



تمكنت أمل من تطوير مهاراتها الفنية تدريجياً، بداية من رسم الطبيعة إلى تقليد الشخصيات الكرتونية خاصةً «حورية البحر»، ثم تعلمت مهارات الرسم بالألوان المائية والأكريليك والألوان الزيتية.

وازداد شغفها بالرسم السيريالي في مرحلة الشباب، قبل أن تقرر في السنوات الأخيرة أن تؤرخ المشاهد والأحداث البارزة والمنجزات الوطنية الضخمة بالفن والإبداع. لذا تعبر العديد من أعمالها الفنية عن نجاحات الإمارات في قطاع الفضاء والإنجازات على المستوى الاجتماعي والإنساني والثقافي.



ولم يقف الفن عائقاً أمام تحقيق أحلامها العملية، بل استطاعت أن تحصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة خليفة، ثم الماجستير في الهندسة النووية من جامعة مانشستر، لتصبح من أوائل الإماراتيات في مجال التفتيش بمحطات الطاقة النووية السلمية.

وبمناسبة يوم المرأة الإماراتية، قالت أمل لوتاه لـ«الرؤية»: أتذكر في هذا اليوم المميز أنني كإمارتية أتيحت لي الفرص لأحقق أحلامي وطموحاتي على كل المستويات العلمية أو المعرفية أو الرياضية وحتى الفنية والثقافية، لذا أدعو كل مبدع إماراتي لاستغلال تلك الفرص من أجل تطوير مهاراته الذاتية وتحقيق أحلامه ليكون قدوة لغيره وأنموذجاً مشرفاً لحمل اسم الإمارات في المحافل الدولية.

الرسم قبل الكلام



وعن بداياتها الفنية، قالت إنها تأخرت في النطق كثيراً في طفولتها، لذا كانت تستعين بالرسم لتعبّر عما يدور في فكرها، ولتتواصل مع ذوي وأفراد عائلتها، خاصةً وأنها كانت شديدة الهدوء وكثيرة التأمل في الجماليات والطبيعة من حولها.

وتابعت لوتاه «أن أول رسمة لي في طفولتي كانت عبارة عن نجمة، ومن ثم استطعت أن أحول أفكاري وأحلامي لرسومات على الورق لكي تتحقق، كما أتذكر في تلك المرحلة أنني كنت أرسم كل ما أرغب في حدوثه بدلاً عن التحدث».

وأوضحت أنها كانت كلما رغبت في الحصول على هدية أو ملابس جديدة، كانت ترسم ما يعبّر عنها وتقدمها لوالدتها فتفهمها وتحقق لها مرادها، وفي مراحل أخرى من عمرها، عُرفت بكثرة اللجوء إلى الفن لتعبر عن مشاعره ولتتخلص من الطاقة السلبية.



وأردفت قائلة: أنشأت وترأست نادياً للرسم لمدة 5 أعوام أثناء دراستي الجامعية. وحينها التقيت الفنانة الإماراتية المخضرمة خلود الجابري التي دفعتني للاستمرار في المجال الفني وتطوير موهبتي الفنية.

ومن أكثر الفنانين الملهمين بالنسبة لها أعمال الفنان السريالي الإسباني، سلفادور دالي، وهي تحرص على السفر إلى الخارج لزيارة أهم المعارض الفنية بالعالم لتستمتع بأعماله الفنية وتستقي من إبداعاته.

واستطاعت لوتاه أن تحقق العديد من الإنجازات منها ما هو على المستوى الرياضي، إذ تمكنت من تسلق بعض من أعلى القمم الجبلية بالعالم، كما اختيرت ضمن برنامج «سفراء الإمارات» ومنه ابتُعثت إلى اليابان لتعلم اللغة والثقافة اليابانية على مدى شهر كامل.

الطاقة النووية



أما عن عملها في قطاع الطاقة النووية كمفتشة نووية، فإنه لم يمنعها من الحفاظ على موهبتها الفنية. إذ أشارت إلى استغلالها لأوقات الفراغ أثناء عملها في محطات براكة للطاقة النووية السلمية بمنطقة الظفرة بأبوظبي، لتبدع أعمالاً فنية.

وقالت أمل لوتاه: إحدى لوحاتي الفنية التي عرضت بالمعارض الفنية المحلية ونالت إعجاب الكثيرين، أنجزتها في وقت فراغي أثناء تواجدي بمنطقة الظفرة، وتحمل تلك اللوحة وجه أمي، فيما تعبّر عن مزيج من المشاعر المتضاربة وأحاسيس البعد والفراق، وكذلك الحزن والفرح.

توثيق فني



توجهت أمل في السنوات الأخيرة إلى تأريخ الأحداث البارزة والمنجزات الوطنية بالفن، فأبدعت لوحات فنية تعبّر عن إنجازات الإمارات في مجال الفضاء والمريخ، وأخرى تحمل ذكريات من عام التسامح، بما فيها «استقبال البابا فرانسيس وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية» وشعار شجرة الغاف و«الصلح بين اريتريا وإثيوبيا».

وأكدت لوتاه ضرورة أن تحمل أعمال الفنانين رسائل هادفة، لذا تحرص على أن تسهم لوحاتها الفنية في غرس سمة وقيم التسامح في الأطفال وأبناء الوطن.