السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الشقيقتان منار وشريفة الهنائي: نجسد صوت المبدعين الشباب

حولت الشقيقتان الإماراتيتان منار وشريفة الهنائي، شغفهما بالفن إلى عدد من المبادرات التي تستهدف تسليط الضوء على المشهد الفني الخليجي ويأتي على رأس هذه المبادرات تدشين أول متحف رقمي مخصص للفن الخليجي يُدعى "متحف الفن الخليجي" ومجلة «سكة» في عام 2017.

ويتركز عمل الشابتين في مجال الثقافة والفن على المستوى المحلي والخليجي، مستفيدتين من خبرتهما الأكاديمية فمنار كاتبة ومؤلفة وصحفية، نُشرت لها مقالات في العديد من الصحف العالمية، كما أنها تشغل منصب مستشارة في الإعلام والتسويق والهوية التجارية، وأول عربية تحمل شهادة ماجستير في إدارة التنوع من جامعة ليدز في بريطانيا.

في حين تخرجت شريفة من جامعة أكسفورد، وهي أيضاً كاتبة وصحفية ومهتمة بالثقافة والفن العربي والخليجي بشكل خاص، وقد توجت الشقيقتان شغفهما بمجال الإعلام ومن خلال جهودهم في مجلة "سكة" بالتتويج بجائزة المرأة العربية عن فئة الإعلام لعام 2020.


وأفادت «الرؤية» المبدعتان الإماراتيتان "لا نصنف أنفسنا فنانتين، ولكننا لطالما كنا مفعمتين بالفن وخاصة بالحركة الفنية في المنطقة، حين نسافر كثيراً ونخصص وقتاً لزيارة المتاحف وصالات الفن في البلدان التي نزورها، ونشعر بأننا محظوظتين لكوننا نعيش في كنف عائلة تمتلك عدداً من الفنانين والرسامين."


وأردفت الشابتان "نشعر بالامتنان للعمل معاً، فنحن لسنا مجرد شريكتين في العمل أو أختين فقط، بل نعتبر صديقتين، وعلى الرغم من أن شخصيتينا مختلفتان إلا أننا نكمل بعضنا البعض، وهذا ما يساعدنا كثيراً في مجال عملنا."

وأكدت الشابتان الإماراتيتان أنهما تمكنتا خلال السنوات الماضية من العمل مع العديد من المبدعين في المنطقة، حيث استعرضتا إبداعاتهما عبر مجلة ومنصة «سكة» المهتمة بالثقافة والفنون، مشيرتين إلى أنهما لاحظتا في العامين الأخيرين، ونتيجة لجائحة كوفيد–19، أن الكثير من الفنانين الناشئين اتجهوا إلى عرض مشاريعهم وإبداعاتهم عبر شبكة الإنترنت.

وأضافت الشابتان "استمعنا إلى أصوات هؤلاء الفنانين الناشئين من مختلف الفئات العمرية والتحديات التي تواجههم عند عرض أعمالهم الفنية في المتاحف وصالات الفنون التقليدية، لذا رأينا أنه من الأنسب أن نطلق متحفاً رقمياً يحتفي بالإبداع في المنطقة ويروج لأعمال الفنانين في ظل تلك الأزمة التي أصابت العالم.

ومن بين الفنانين الملهمين بالنسبة لـمنار وشريفة الهنائي، الفنان الكويتي الراحل خليفة قطان والفنان العماني أنور سونيا، والفنانة السعودية تغريد بقشي، والفنان الإماراتي عبدالقادر الريس.

توثيق الحركة الفنية

وأشارت منار وشريفة الهنائي إلى أن المتحف الرقمي عبارة عن سجل وتوثيق للحركة الفنية على المستوى المحلي والخليجي، فيما يتولى إدارته فريق نسائي خليجي شبابي.

وترى الشابتان أن قطاع الفن حول العالم يعاني قلة تمثيل النساء مقارنة بأقرانهن من الرجال، لذا تسعيان إلى منح الفنانات الفرصة للمشاركة في ذلك المشروع الثقافي الفني لإبراز مواهبهن وخبراتهن.

من جهة أخرى، أكدت منار وشريفة الهنائي أن المعارض الرقمية والافتراضية وصالات العرض بالمتحف «مجانية» للتجربة، وذلك حتى تصبح المعرفة والفنون في متناول الجميع.

ونوهت الشابتان الإماراتيتان بأن جميع المعارض الفنية الافتراضية المنعقدة تعتمد على برامج رقمية مختلفة ومتخصصة في توفير أفضل تجربة للزوار من حول العالم لمشاهدة الأعمال الفنية.

خطط مستقبلية

وحول خططهما ومشاريعها المستقبل، أكدت المبدعتان الإماراتيتان أنهما انتهتا قبل فترة من وضع خطة للعام المقبل والتي تتضمن تنظيم عدة معارض فردية وجماعية، مشيرتين إلى أنهما بصدد التعاون مع بعض الجهات لتنظيم معارض مختلفة حول منطقة الخليج من أجل دعم الحركة الفنية.

وتحدثت شريفة عن أبرز التحديات التي واجهتهما عند تأسيس المتحف قائلة: "لعل أكبر تحدٍ كان هو بناء المتحف الرقمي، والاتفاق على تصميم يوفر تجربة انسيابية للمستخدم من خلال الهواتف الذكية المختلفة، خاصة أن معظم الجمهور يزورون المتحف عبر أجهزتهم الذكية."

معارض رقمية

ونظم المتحف منذ افتتاحه خلال العام الماضي، 8 معارض، منها 5 معارض فنية جماعية و3 معارض فردية، فيما تمثل محور المعارض الفنية حول «خليجيون في زمن كورونا» لاستكشاف كيف ينظر الفنانون الخليجيون للأزمة الصحية التي أصابت العالم.

ومن بين المعارض الفنية التي أطلقها المتحف الرقمي، معرض «رمضان في العزل» الذي ساهم في تسليط الضوء على تجربة قضاء شهر رمضان في الحجر المنزلي وفي ظروف استثنائية خلال العام الماضي.

تغيير العالم

وشهد المتحف الرقمي، تنظيم معرض «الفن من أجل التغيير» الذي جسّد من خلاله الفنانون رؤيتهم ونظرتهم لخطوات تغيير العالم من حولهم.

ومن بين المعارض الأخرى، معرض خاص للفنانة السعودية الراحلة زكية الدبيخي «المرأة الخليجية في أعمال الفنانة زكية الدبيخي» حيث كانت المرأة الخليجية وحياتها محوراً لجميع أعمالها الفنية.

انعكاسات

وساهم المتحف في إطلاق المعرض الخاص الرقمي الأول لـ" صاحبة السمو السيدة ميان بنت شهاب آل سعيد" تحت عنوان «انعكاسات»، وشهد عرض مجموعة متنوعة من أعمالها الرقمية والسريالية.

أما صالة العرض الفردية الأخيرة، فكانت للفنان السعودي فيصل الخريجي تحت عنوان «تمثيل الثقافة بشكل مختلف» حيث يشارك الفنان ثقافته السعودية الغنية بأسلوب مبتكر، وتعد تلك التجربة بمثابة أول معرض فني رقمي خاص للفنان الشاب.

بلا حدود

يقدم المتحف حالياً معرضاً افتراضياً بعنوان «بلا حدود» بمشاركة 12 فناناً وفنانة من منطقة الخليج، فيما يجيب المعرض عن سؤال "ماذا تعني الروحانية بالنسبة لهم."

من جهة أخرى، شهد فبراير الماضي تعاون المتحف مع «دبي فيستفال سيتي» وذلك لتنظيم عروض فنية رقمية مختلفة على أكبر شاشة عرض رقمية دائمة في العالم (على ارتفاع 36 طابقاً) لعرض أعمال فنية خليجية إبداعية بشكل فريد من نوعه.

وشهد «دبي فيستفال سيتي» أخيراً، معرض «المرأة الإماراتية» بمشاركة 6 فنانات إماراتيات احتفالاً بيوم المرأة الإماراتية، فيما استمر المعرض على مدى 11 يوماً.