مع بدء العد التنازلي لفيلم جيمس بوند الذي طال انتظاره، تتجه أنظار الملايين إلى البطل دانيال كريج بمظهره الوسيم وعضلاته المفتولة وخفة حركته التي جعلته الأنسب لدور العميل السري الأشهر في العالم.
لكن لم يكن أحد يتخيل أن تلميذ المدرسة الصغير «الحساس» في مدرسة هوليك الابتدائية سيكون نجماً فوق العادة، باعتباره الجاسوس الأكثر شهرة وذكاء ودهاء ووسامة وحظاً في العالم.
وقف دانيال في صورة تذكارية التقطت في مارس 1979 مع 29 تلميذاً في مدرسة ويرال - تتراوح أعمارهم بين 10 و11 عاماً، وأصبح العديد منهم معلمين وموظفين حكوميين، وأيضاً سائقي شاحنات، بستاني، مهندس البحرية الملكية، مدرب تنس، ساعي بريد وسائق تاكسي.
تتذكر المعلمة ليندسي هولمز (53 عاماً) "كان دانيال هادئاً ونحيل الجسد، صبياً رقيقاً للغاية لديه عيون زرقاء شاحبة قوية تكتسي بالدموع بسرعة. كانت أمي معتادة على أن تجمعنا على العشاء، وأول مهامها كانت التأكد من أن دانيال يأكل لأنه كان نحيفاً نحيلاً غير مفتوح الشهية.
وأضافت: «استخدمت صورة المدرسة هذه كثيراً في تدريسي. اعتدت أن أجعل الأطفال يحاولون تخمين الشخص الذي أصبح مشهوراً، وفي النهاية أخبرهم عن الصبي الهادئ الذي بدأ التمثيل وأصبح جيمس بوند».
قالت زميلة أخرى - ديبي غرين البالغة من العمر 53 عاماً، والتي تعمل الآن سائقة - إن صورة الفصل كانت الأخيرة التي تم التقاطها قبل أن ينتقلوا جميعاً إلى مدرسة هيلبر الثانوية القريبة.
واضافت: "كنت أعرفه باسم داني في ذلك الوقت، كان فتى لطيفاً حقاً. يشارك في كل العروض الدرامية ويلعب ويعزف في المدرسة. وللإنصاف، فإنني دهشت عندما حصل على دور بوند، لكنني أعتقد أنه كان رائعاً وأدى الدور ببراعة.
تتذكر ديبي أيضاً كريج باعتباره المغني الرئيسي في فرقة الروك في مدرسته حيث كانوا يعزفون ويغنون الأغاني الشهيرة والكلاسيكية وقتها «مازال صوته يرن في أذني في أفضل غناء للفرقة على الإطلاق».
من جانبه، يتذكر توني بارلو مدرب التنس السابق توني بارلو وصاحب الشركة التعليمية أن كريج كان صبياً جيداً، ولكن لا أحد تنبأ له أن يكون بتلك الشهرة.
وشارك دانيال كريج في العديد من الأعمال الدرامية المدرسية في المرحلة الثانوية قبل أن يلتحق بمدرسة للدراما والسينما، ويبدأ في شق طريقه الشاق نحو النجومية.
وكانت أفلام جيمس بوند نقطة التحول الأبرز في مشوار الممثل البريطاني عندما تم اختياره للعب أول أفلامه «كازينو رويال» في عام 2006، ليكتسب شهرة دولية.
واعتباراً من عام 2015، لعب دور البطولة في 3 أجزاء أخرى، توجها بفيلمه الأخير لا وقت للموت الذي يترقبه العالم بعد أن تم تأجيله أكثر من مرة بسبب «كوفيد-19»، ويتردد أن أجره بلغ أكثر من 20 مليون دولار.
وبدأ كريج مشواره السينمائي في المسرح وانتقل بعدها للدراما التلفزيونية ومن بعدها السينما التي كانت بدايته فيها في عام 1992 بفيلم The Power of One أو قوة الواحد.
ولفت الممثل الشاب الأنظار بعد ذلك بظهوره في الدراما التلفزيونية التاريخية Sharpe's Eagle في عام 1993،وتوالت بعد ذلك أدواره ومن بينها فيلم السيرة الذاتية إليزابيث في عام 1998، لارا كروفت وغزاة المعبد في 2001، وفيلم الإثارة والجريمة Road to Perdition في 2004.
يعرض فيلم No Time To Die أو لا وقت للموت في دور السينما اعتباراً من 30 سبتمبر الجاري.