اعتبرت الفنانة السعودية عائشة الرفاعي التي حازت مساء أمس تكريماً خاصاً من لجنة تحكيم مهرجان الجونة السينمائي عن دورها في فيلم «نور شمس»، تكريمها رسالة لكل صاحب موهبة حاول أن يجتهد بالعمل على نفسه من أجل تحقيق أحلامه، مشيرة إلى أنها لم تدرس الفن لكنها كانت تسير وراء حلمها بكل جد ومثابرة حتى تحقق لها ما أرادت.
واعترفت الفنانة السعودية في حوارها مع «الرؤية» التي التقتها على هامش تكريمها في حفل ختام مهرجان الجونة السينمائي، بأنها تدين إلى سوشيال ميديا التي قدمتها لجمهور المملكة، حيث قدمت لها منصة استطاعت من خلالها إفراغ مواهبها الكامنة بعد أن وجدت اعتراضاً من الأب على العمل بالفن وهي صغيرة السن.
تدريب ذاتي
وأكدت عائشة أن التنويه الخاص الذي حصلت عليه من لجنة التحكيم، يعتبر تكريماً استثنائياً وعوضاً كبيراً لها عن المجهود الذي بذلته في الفترة الماضية، منوهة بأنه إنجاز يتمناه أي فنان.
وأشارت إلى أنها ورغم أنها لم تتلقَ أي تعليم أكاديمي في مجال الفن، لكنها دربت نفسها على التمثيل من خلال مُشاهدة أعمال كبار النجوم، إضافة للتدريب بالاستعانة بمقاطع على «يوتيوب»، منوهة بأن الجائزة جعلتها فخورة بنفسها، لأنها عملت على نفسها كثيراً من أجل أن تتقن الدور، معتبرة الجائزة رسالة لكل صاحب موهبة.
ولفتت عائشة إلى أنها عشقت الفن مُنذ صغرها وحاولت مراراً إقناع والدها بدخول عالم التمثيل إلا أنه كان يرفض دائماً بحكم صغر السن حينذاك، حتى نجحت في إقناعه مُنذ 4 سنوات.
وتُتابع: «عند موافقة والدي تحقق حلمي الذي شب معي مُنذ صغري، فدخلت مجال الفن بمُباركة أهلي».
وجه السعد
وتدين الرفاعي إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت سبباً في تعريف الجمهور بموهبتها، مشيرة إلى أنها بدأت بتدشين حساب خاص على «سناب شات» وكان سبباً في شهرتها داخل جدة والرياض وأنحاء المملكة، منوهة بأن موسم جدة كان «وش السعد» بالنسبة لها، حيث شهد أولى مُشاركاتها على خشبة المسرح مع المخرج «تود نمس» تحت اسم «بيت الدهاليز»، منوهة بأنها جسدت في البداية دورياً ثانوياً في المسرحية، لكن كانت المُفاجأة أن المخرج اختارها لتأدية دور رئيسي مٌركب، من هنا شعرت أنها بدأت الطريق فعلياً.
وتستطرد «من المسرحية تعرفت عليّ المُخرجة السعودية فايزة آمبة مخرجة «نور شمس»، وبعد 3 أشهر من عرض المسرحية اتصلت بي ورشحتني للدور الذي يُعتبر أول عمل أُشارك به».
وتلفت «استمر تدريبي على الشخصية من جانب آمبة لمدة 5 أشهر كاملة، وهي تدريبات مُكثفة للوقوف أمام الكاميرا، وتدريبات أداء لكي تخرج الشخصية بالشكل الذي يُصدقه الناس».
فنان شامل
وأكدت عائشة أن تعامل المخرجة فايزة آمبة مع الفريق كان سلساً، حيث لم يعتمد على توجيه الأوامر، الأمر الذي أزال الرهبة تماماً، ليظهر فريق العمل على الشاشة وكأنهم لا يُمثلون بل يتعاملون بشكل طبيعي، مؤكدة أنها أستاذة أخرجت أحلى ما لديها.
وعن تجسيدها لدور أم من خلال «نور شمس» تقول عائشة: جاءتني بعض التعليقات حول الأمر لكن لم أخف أبداً أن تكون أولى تجاربي هو تجسيد دور «أم»، لأنني فنانة والفنان يستطيع إجادة كل الشخصيات.
لمسة أخرى وضعتها عائشة في تجسيدها الشخصية وهي تجسيدها دون مساحيق تجميل، وهو الأمر الذي اعتبرته طبيعياً طالما يخدم العمل الفني الذي تؤديه ويجعله يصل بصورة أكبر لقلوب المُشاهدين، مؤكدة: «لا يهمني شكلي بقدر ما يهمني أن تصل عائشة الممثلة للقلوب».
أم الفنانين
وعبرت الفنانة السعودية عن سعادتها بالمُشاركة في مهرجان الجونة وزيارتها لمصر التي لقبتها بأم الفنانين كما هي أم الدنيا، واعتبرت مُشاركتها إنجازاً كبيراً بالنسبة لها، خصوصاً فيما يتعلق بالإطراءات الجميلة التي سمعتها من كبار صناع السينما عن شخصية «نور شمس».
وعن الفنانين المصريين قالت: «عشقي الفنان عادل إمام الذي نما حبه داخلي مُنذ الصغر».
فرصة الشباب
وعن مواسم الرياض تؤكد عائشة أنها فرصة كبيرة لاكتشاف المواهب في المملكة، وتتابع عنها «مواسم المملكة بشكل عام والرياض خصوصاً اكتشفت مواهب مُتميزة، وفتحت مساحة كبيرة لتلك المُواهب، المواهب كثيرة جداً ولا يكفينا موسم واحد أو أكثر، مواهب فعلاً تستحق الدعم».
وترى عائشة أن السعودية لم تكن أبداً مُنغلقة فنياً، فالفن يعيش بها مُنذ القدم سواء مسرح أو أعمال تلفزيونية، مؤكدة أنه ما زال لدى المملكة قائمة بفنانين عظام، مشيرة إلى أن ما حدث في المملكة هو تطور وليس انفتاحاً، مثلا تطوير دور السينما التي أصبحت بشكل أكبر.
وشددت على أنه بالنسبة لها لم تشعر أبداً بأية قيود على الصعيد الفني، ما حدث فقط هو تطور وهو أمر طبيعي في كل الدول أن تنتقل من مرحلة لأخرى.