الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

فاروق فلوكس: اعتزالي يعني وفاتي.. و«الشللية» زادت البطالة بين الفنانين

أكد الفنان المصري القدير فاروق فلوكس، أن اعتزاله التمثيل، يعني وفاته، معبراً عن سعادته باحتفاء رواد سوشيال ميديا بتصريحاته التي أكد انه انتظر التكريم من المهرجانات الفنية لكنه لم يحصل، مبدياً دهشته من ربط التكريم بوفاة الفنان.

وقال الفنان المصري في حواره مع «الرؤية» إنه لا يفهم السبب الحقيقي وراء تجاهل الكثير من المهرجانات لعدد من الممثلين أصحاب الخبرات الكبيرة في الوقت الذي يكرمون فيه ممثلين نجح لهم دور واحد، بل ويختارونهم في لجان التحكيم.

وأكد الممثل المصري أن الفن قديماً اختلف عن الموجود الآن، مشيراً إلى أن المنتجين كانوا يتعاملون مع الأعمال الفنية على أنها صناعة على الجميع أن يتعاضد لإنجاحها، أمّا الآن فالأعمال تُكتب على عجل، متأسفاً لأن الشللية باتت تحكم المشهد الفني في كثير من الأحيان، الأمر الذي نتج عنه بطالة قطاع كبير من الفنانين.

تكريم معنوي




دعا الفنان فاروق فلوكس، القائمين على المهرجانات إلى تكريم أي فنان يؤدي دوره في حياته الفنية، مشيراً إلى أن هذا التكريم يُمثل بالنسبة لأي فنان دفعة كبيرة، مضيفاً: أحياناً أحزن من بعض التكريمات للبعض عن دور واحد يقدمونه ثم يصبحون أعضاء لجان تحكيم في مهرجانات مهمة، فيما يتم تجاهل من قدموا الكثير للفن، كبار النجوم لم يكرموا سوى بعد وفاتهم، رغم أنه تقدير معنوي كبير لا بُدّ أن يشعر به الفنان في حياته، وهو أمر لا أفهمه.

ويستطرد فلوكس: «تكريم الفنان مهم وتكريمه في حياته أهم وتكريم المسرح أمر شديد الأهمية لفنان عاش حياته على المسرح وأحبه مثلي، وأنا راضٍ عن تاريخي الفني بشكل كامل، والفن موهبة ومنحة من الله، فالفن يعني الموهبة، الدراسة مهمة لكن الموهبة أهم».

امتنان لسوشيال



وعبر عن امتنانه لسوشيال ميديا، حيث تصدر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر عقب تصريحه بأنه انتظر تكريمه في المهرجانات الفنية.

وقال الفنان القدير: إنه كان ينتظر تكريمه في المهرجانات، لعدة سنوات حيث اشترى البدلة البيضاء التي ارتداها خلال تكريمه في المهرجان القومي للمسرح المصري بدورته الـ14، قبلها بعدة سنوات، وعندما لم يتصل به أحد لتكريمه كان يعتذر للبدلة ويقول لها: «هتتلبسي هتتلبسي متقلقيش»، وعندما تلقى اتصالاً قال لها «زغرطي».

غياب أم اعتزال

وعن سبب غيابه في الفترة الأخيرة، وهل اعتزل الفن أم لا؟ كانت إجابته قاطعة «لا أستطيع الاعتزال..» يوم أن أعتزل فهو إعلان وفاتي.

ويتابع الفنان القدير: «ما زالت لديّ القدرة على تقديم أعمال فنية تناسب سني وحالتي الصحية، طوال فترة عملي الفني الذي امتد لنحو 60 عاماً لم أنظر إلى المقابل المادي الذي أتقاضاه نظير عملي، وفي الوقت نفسه لم أفكر يوماً أن أهاتف مخرجاً أو منتجاً للحصول على دور، لم أفعلها ولن أفعل».

وتابع: الفنان مهما كُبر سناً فإن لديه ما يقدمه دائماً، الفنان نبيل الحلفاوي قدم أعظم أدواره في مسلسل الاختيار، رغم تقديمه أدواراً ناجحة سابقاً، لكن هذا الدور كان أكثر نضجاً ونجحاً وأُحييه عليه.

صناعة غائبة

وعن الفن قديماً وحديثاً يقول: «قديماً كان هناك عدد قليل من الفنانين، وكان المنتجون يتعاملون مع الأعمال الفنية على أنها صناعة الجميع يسعى لإنجاحها، أمّا الآن الأعمال تُكتب وقت تصويرها، وهذا ما لم يكن يحدث أبداً قديماً، إضافة لأن العمل الفني تحكمه الشللية في كثير من الأحيان، وهو ما أدى لبطالة عدد كبير من الفنانين أيضاً رغم موهبتهم».

وأكد فلوكس أنه يؤمن بالمثل القائل «أجري يا ابن آدم جري الوحوش غير رزقك لن تحوش»، وما يُعنيه فقط أن يترك بصمته في العمل الفني.

وعن الأجيال المتعاقبة يقول إن الفنانين طارق لطفي وياسر جلال من أقوى الفنانين في جيل الوسط، وقبلهم محمود حميدة وصلاح عبدالله.

فلوكس المظلوم



وعن جيل الشباب وأقوى الممثلين من وجهة نظره، قال «لا أحابي أحمد فلوكس لأنه ابني، لكنه من أقوى الممثلين على الساحة الفنية، رغم أنه مظلوم فنياً من وجهة نظري، ولم يحصل على فرصته كاملة».

وتابع: رغم نجاح أحمد في فيلم «الممر» الذي عُرض قبل ما يقارب الـ3 سنوات لم يحصل على دور واحد، ولا أعرف ماذا أقول حول هذا؟ فعيب أن يبقى فنان بحجم موهبته دون عمل، وأطالب القائمين على الصناعة بحل تلك المسألة.

ويضيف: «لم أتوسط يوماً لأحمد في أي عمل، ودائماً ما يفرض نفسه بجهده وموهبته، حتى إنه عندما تقدم لاختبارات المعهد العالي للسينما لم ينجح، والتحق بكلية الإعلام، ولكنه اختار رغم ذلك طريق الفن، وربما كان انشغاله بحياته الشخصية سبباً في تعثر طريقه الفني، لكن أحمد شرب مني عدم طلب أدوار من مخرج أو منتج، لم أفعلها ولم يفعلها هو، رغم أنه حتى الآن لم يقدم ما بجعبته من موهبة».

مسرح مصر

وأثنى الفنان فاروق فلوكس على تجربة مسرح مصر التي قدمها الفنان المصري أشرف عبدالباقي، وقال إنها كانت خطوة مهمة في سبيل إعادة الناس للمسرح، وهي شبيهة بتجربة «مسرح حواديت» التي قدمها ثلاثي أضواء المسرح.

ويُضيف «مسرح الهواة تجربة فريدة ومُميزة تقدم نجوماً جدد للفن».

وعن حبه للمسرح يقول «أتمنى أن أُنهي حياتي الفنية على خشبة المسرح بعمل مسرحي».

ووجّه فلوكس نصيحته لجيل الممثلين الشباب بأن يأخذوا بيد بعضهم البعض للنجاح، فلا مشكلة أن يتقاسموا البطولات الجماعية.

وأضاف «حب العمل الذي تؤديه دون النظر إلى الجانب المادي».

وتمنى فلوكس أن يكون هناك صندوق لطوارئ الفنانين يكون مدعوماً من كبار الفنانين حتى بالتبرع بجزء من مقابلهم المادي لدعم زملائهم ممن يعانون البطالة الفنية، وهو ما يحل أزمة هؤلاء ويساعدهم على عيش حياة كريمة.