الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

في عيد ميلاد «جارة القمر» الـ86.. تعرف على حكاية 5 أغنيات في حياة فيروز

صفاء الشبلي

يحتفل عشاق النجمة الكبيرة فيروز بعيد ميلادها الـ86 وهي المُطربة العربية ذات التاريخ الشامخ والممتد والذي يضم أكثر من 800 أغنية و400 ألبوم غنائي و3 أفلام، إضافة لـ15 مسرحية غنائية كُتبت خصيصاً لها بواسطة الأخوين رحباني.

تعاملت فيروز أو نهاد حداد مع كبار المُلحنين العرب منهم فيلمون وهبي، ومحمد عبدالوهاب، وإلياس الرحباني، ومحمد محسن، وزكى ناصيف وغيرهم.

وفي هذا التقرير نستعرض حكاية 5 أغنيات كانت وما زالت من بصمات «جارة القمر» في تاريخ الغناء العربي.

سألوني الناس.. مسرحية المحطة 1972

تعود القصة وراء الأغنية إلى عام 1972، عندما أصيب عاصي الرحباني بنزيف في المخ، وهو الحبيب الأوحد في قلب «فيروز»، وعندما رأى أخوه منصور الرحباني مدى الحزن الذي تعيشه «جارة القمر» قرر كتابة أغنية لها، لتغنيها في مسرحية «المحطة» تُعبر فيها عن حزنها لغياب زوجها، فكانت أغنية «سألوني الناس»، التي لحنها ابنها زياد الرحباني في عمر الـ17 عاماً فقط.

ورغم تحقيق الأغنية نجاحاً كبيراً إلا أن المُلحن عاصي الرحباني ألغاها من المسرحية عقب شفائه وخروجه من المُستشفى، لأنه اعتقد أن زوجته فيروز وشقيقه منصور تاجرا بمرضه عندما أخرجا تلك الأغنية التي لم تكن في الأساس ضمن المسرحية، لكنه ما لبث أن تراجع عن قراره بعد النجاح الكبير للأغنية.

وتمر الأيام وتغني فيروز تلك الأغنية مرة أخرى في إحدى الحفلات، ولكن تلك المرة دون عاصي الذي رحل عن عالمنا في يونيو 1986، وعند مقطع «لأول مرة ما منكون سوا» تبكي فيروز على المسرح، ولم تستطع استكمال حفلها.

سهر الليالي.. مسرحية لولو 1974

"شو كانت حلوة الليالي.. والهوى يبقى ناطرنا.. تيجي تلاقيني وياخدنا بعيد.. هدير الماي والليل".

تلك الأغنية التي تنشر أجواء البهجة في كل الحفلات والمُناسبات الخاصة، والتي جاءت ضمن مسرحية «لولو» وغنتها فيروز على مسرح البيكاديلى ببيروت عام 1974 ضمن أحداث المسرحية التي تحكي قصة فتاة تعرضت للظلم والسجن لمدة 15 كاملة، قبل أن تعود لتنتقم من ظالميها، وتقوم فيروز بغناء تلك الأغنية ضمن الأحداث.

مثلت تلك الأغنية أصلاً شهادة المرور للمُلحن الكبير إلياس الرحباني لمدرسة أخويه عاصي ومنصور، وحتى الآن تُعتبر الأغنية أيقونة في معظم حفلات الزفاف، واختارها المؤلف تامر حبيب اسماً لفيلمه الذي شارك ببطولته عدد كبير من نجوم الفن العربي منهم حنان ترك وفتحي عبدالوهاب وشريف مُنير وعلا غانم وأحمد حلمي وغيرهم، ليرقص الجميع على نغماتها وكلماتها في نهاية الأحداث.

ع هدير البوسطة... ألبوم وحدن 1998

"اتذكرتك يا عليا.. واتذكرت عيونك.. يخربيت عيونك.. يا عليا شو حلوين"، أغنية لا بد أننا جميعاً ندندنها في أوقاتنا المليئة بالشغف والحب والصخب كل هذا في آن واحد، ولتلك الأغنية قصة فزياد الرحباني ابن فيروز وعاصي كان يُريد الاستقلال عن "الرحبانية" كنوع من الاستقلال وتحقيق الذات، وهو بالفعل ما حدث في بداية السبعينيات، فكون فرقته الخاصة، وحقق نجاحاً كبيراً في عدد من المسرحيات المهمة منها: "سهرية"، و"نزل السرور"، و"بالنسبة لبكرة شو"، وفي مسرحية "بالنسبة لبكرة شو" لحن وكتب أغنية "ع هدير البوسطة" وأداها المطرب جوزيف صقر، لكن عندما وصلت الأغنية لمسامع عاصي الرحباني طلب أن يشتريها من ابنه، والذي وافق بالفعل نظير مبلغ 500 ليرة، لتغنيها فيروز على مسارح باريس بعد ذلك مُحققة نجاحاً كبيراً.

و«البوسطة» هي الحافلة كما يسمونها ببيروت، وهي تمثل وسيلة المواصلات التي رأى فيها الزوج عليا، والتي كاد من فرط جمال عينها أن يترك زوجته وأبناءه من فرط جمالها.

لكن تلك الأغنية تسبت في أزمة كبيرة لزياد الرحباني وقتها داخل لبنان، إذ تم اتهامه بالتحريض على الخيانة الزوجية خصوصاً بسبب هذا المقطع: «فيه واحد هو ومرته ولو شو بشعة مرته، وحياتك كان بيتركها تطلع وحدها ع تنورين.. ولو بيشوفوا عيونك يا عليا شو حلوين».

كيفك أنت

بعد أغنية «ع هدير البوسطة» كانت فيروز حذرة في التعامل مع ابنها زياد الملقب بالعبقري المجنون، خصوصاً بعد أزمة اتهامه بالتحريض على الخيانة الزوجية، بعدها انفصل الابن عن عائلته وتزوج بامرأة لم تكن فيروز راضية عن زواجه بها.





وتمر السنوات ليعود الابن لحضن أمه بأغنية «كيفك أنت»، التي ترددت لمُدة 4 سنوات كاملة قبل أن تتخذ قرار غنائها، حيث استغربت فيروز كلماتها خصوصاً «ملا أنت» وتعني «يا جميل أنت»، وبعد الأغنية تعرضت فيروز لهجوم بسبب هذا «المُصطلح»، إذ اعتبروه غزلاً صريحاً، إلا أن الأغنية حققت نجاحاً كبيراً حتى الآن، كما أصدرت السيدة فيروز ألبوماً غنائياً يحمل اسم الأغنية في عام 1991.

سمرا يا أم عيون وساع.. 1957

"سمرا يام عيون وساع والتنورة النيلية.. مطرح ضيق ما بيساع رح حطك بعينيي.. يا عيني عهالعينين العا دنية ورد انفتحوا.. وكيف ما التفتوا عالميلين قلوب قلوب بينذبحوا".

وتعود قصة تلك الأغنية المُوجهة لمدح فيروز نفسها حينما توجهت برفقة زوجها المُلحن عاصي الرحباني إلى بيت الشاعر اللبناني زين شعيب، حينها كان المنزل مليئاً بالزوار، ولم تجد الست فيروز مكاناً لتجلس فيه، فما كان منها إلا أن نادت على الشاعر زين: «وين بدنا نقعُد يا زَين؟ فأجابها قائلاً: سمرا يا ام عيون وساع والتنورة النيلية.. مطرح ضيّق ما بيساع رح حطك بعيني»، حينها طُرب عاصي الرحباني من كلمات الأغنية وطالب الشاعر زين شعيب باستكمال القصيدة لتغنيها فيروز.