صفاء الشبلي
رفض الفنان المصري أحمد فتحي، وصف الجمهور له بأنه «الكوميديان»، حيث يرى أن الفنان الحقيقي لابد أن يُجيد أداء كل الأدوار.
وفي حديثه مع «الرؤية» تطرق فتحي لمسيرته الفنية وبداياتها وكيف لم يستطع البعد عن التمثيل مجال عشقه وحبه الأول.
وقال الفنان أحمد فتحي: إنه دخل عالم التمثيل على المسرح في 1997، وظل يمثل في عالم "أبوالفنون" فقط حتى عام 2005، ومن ثم ترك مصر وسافر إلى الخارج، وعمل في مهنة أخرى خارج التمثيل لمدة 11 شهراً، لأن المجال الفني في تلك الفترة لم يكن يكفيه مادياً، لذا سافر للمملكة العربية السعودية وعمل في مجال بيع الهواتف المحمولة، لكنه لم يتحمل البعد عن التمثيل، فعاد من جديد ليُكافح في سبيل إثبات موهبته الفنية.
هجر الفن والرجوع إليه
وقال فتحي إنه لا يخجل من تداول حكايته مع الفن وكيف رجع إليه بعد أن ابتعد عنه، مشيراً إلى أنه أخد قرار ترك التمثيل والسفر للخارج لأنه لم يجد ما يسد رمقه.
وتابع فتحي: في تلك الفترة أُصبت بكل الضغوط النفسية التي قد يشعر بها إنسان.. بعد أن ابتعدت عن الفن، لكن عطاء الله كان كبيراً بعد ذلك، وعلمتني تلك التجربة أنني «حتى لو مت جوعاً، فلا يجب أن أتخلى عن حلمي وعملي كمُمثل مهما كانت العقبات، الإنسان الموهوب بحق لا يستطيع التخلي عن فنه أو موهبته».
مشروع استثماري
وحول تأمين مُستقبله مالياً من خلال الفن خوفاً من أن تحدث معه أزمات مالية كما حدث في بداية مشواره، ومدى تفكيره مثلاً في إقامة مشروع استثماري كما يفعل مُعظم الفنانين يقول فتحي: «للأسف أنا شخص استهلاكي جداً.. لما بتيجي فلوس بصرفها».
وتابع: «لا أحسب للأيام وأقضي اليوم بيومه، أنفق ما يأتيني من أموال، رغم أن التفكير الاستثماري للفنان أمر مهم جداً، لأن لا أحد يضمن الظروف، أتمنى أن أُقدم على تلك الخطوة يوماً ما».
في عام 2007 كانت الانطلاقة للفنان أحمد فتحي بفيلم «بنات العم» الذي لفت نظر الجماهير له، ومن ثم توالت الأعمال له بشكل كبير، وفي كل عمل يُشارك به تكون له بصمته الخاصة والمميزة.
ويتابع فتحي: «أنا أحب التمثيل بعيداً عما قد يحيطه من مال أو شهرة، الموهبة لا بد أن تُدعم بتعليم وصقل لها، فهي وحدها لا تكفي، فالموهبة وصقلها بالتعليم تختصر سنوات كثيرة من الخبرة».
الموهبة وحدها لا تكفي
وعن بطالة الفنانين ومدى ارتباطها بالموهبة يقول: «ليس كل صاحب موهبة يستطيع إيجاد فرصة، وليس كل الفنانين الموجودين على الساحة موهوبين، هناك الكثير من الفنانين على قدر كبير من الجودة في مجالهم لم يحصلوا على فرصة حقيقية، وهي فعلاً مسألة مؤلمة جداً».
وعن الأسباب التي قد تدفعه يوماً للاعتزال يقول: «الفن شيء بديع، لم يراودني هذا الشعور يوماً، لن أتنصل من الفن الذي أحبه وملأني حبه، فلماذا أعتزل، أو حتى قد يراودني هذا الشعور لأي سبب مهما كان».
لست «كوميديان»
وعن تنوع أدواره ما بين الكوميدي والتراجيدي يقول فتحي: الممثل الجيد هو من يجيد تجسيد شخصيات متنوعة، وخلق شخصيات من لحم ودم تصل للمُشاهد، وفي هذا الصدد أرفض تصنيفي كفنان كوميدي لأنني مُمثل والتمثيل يحمل بين ضفتيه الكوميديا والتراجيديا ومن يلعب نوعاً منهما دون آخر يعاني نقصاً في حرفيته وموهبته.
التأثير الحقيقي
وعن مدى اهتمامه بالسوشيال ميديا يقول: «أجد اهتماماً كبيراً من البعض بالسوشيال ميديا، وكم من فنانين يخرجون على جمهورهم (بروب الحمام) أو داخل طائرات خاصة، هؤلاء ليسوا فنانين حقيقيين، فشهرة الفنان الحقيقي ليست بما يجنيه من مُتابعين على (السوشيال ميديا)، الفنان الحقيقي شهرته في الشارع وسط الناس، يلمس حبهم في الشارع ويكون بينهم، أنا بعيد عنها تماماً، أعتبر نفسي خارج هذا الإطار تماماً، رغم أنه وبمقاييس هذا الزمن ربما تكون مهمة، لكن لدي وجهة نظر مُختلفة، فالسوشيال ميديا ليست على هوايَ».
مهمة مش مهمة
وقال أحمد فتحي: إنه شارك في فيلم مهمة مش مهمة، إنتاج مصري، وسيكون في دور العرض قريباً جداً في المملكة العربية السعودية.
وعنه قال: «المخرج سعودي وهذا هو التميز، والمُمثلين بيومي فؤاد وهالة فاخر ومصطفى البنا، والمُمثل السعودي عبدالمجيد الرهيدي، الفيلم مهم جداً رغم أنه كوميدي لأنه أول تعاون مصري سعودي في المجال السينمائي، وأتمنى أن ينجح الفيلم جماهيرياً».
وعن الانفتاح الفني في السعودي: «أمر مهم جداً الانفتاح الفني في المملكة، سيفتح آفاقاً كبيرة للتعاون الفني بين مصر والسعودية وكل الدول العربية، وهو ما يعني إنتاجاً أكثر من الأفلام، وكنت أتمنى حضور الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر، لكن لم أستطع ذلك حيث كنت مُلتزماً بعرض مسرحية (عائلة لاسعة جداً) مع النجم أحمد زاهر ضمن مهرجان الرياض».
وعن أعماله المُقبلة أوضح أنه لم يتعاقد على أي عمل لموسم رمضان 2022، لكنه يصور الجزء الثالث من مسلسل «اللعبة» مع هشام ماجد وشيكو.