السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

حمود الخضر: "اختياري" باكورة تعاوني مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين

حرص الفنان والمنتج الموسيقي الكويتي حمود الخضر، بالعزف على وتر الإنسانية منذ ظهوره بالوسط الفني خلال العقد الماضي، سواءً كانت بالتعامل مع الآخرين، من خلال التركيز على مكارم الأخلاق، أو حتى على الصعيد الشخصي بحب وتطوير الذات. فعناوين الأغنيات بحد ذاتها تسبق الرسائل الإيجابية والتحفيزية التي تحملها الكلمات والألحان، منها: "كُن أنتَ"، "حاول مرة أخرى"، "اضحك"، "أصير أحسن"، فضلاً عن أغنيته التي لا زالت تجدد شهرتها كل شهر رمضان، ناشرةً البهجة والفرح بحلول الشهر الفضيل، "مرحب يا هلال" بالرغم من إطلاقه لها عام 2016.

فأطلق الفنان بالتزامن مع شهر العطاء والخير، بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أغنية "اختياري" التي أنتجتها شركة "بريزميك ميديا" في الكويت باللغة العربية ويتوقع ترجمتها إلى الإنجليزية قريباً، والتي تمكن من خلالها إلى لفت أنظار العالم نحو أهمية دعم اللاجئين والنازحين قسراً، لا سيما مع قدوم شهر رمضان الفضيل، الذي تزيد فيه متطلبات هذه الفئة من مياه وطعام ولباس والمأوى، واحتياجات أساسية أخرى تساعدهم على صوم الشهر دون عيش معاناة وصعوبة في الوصول إليها.

كما يعد الخضر واحداً من الشخصيات الفنية المعروفة التي تدعم جهود المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث يشارك في دعم حملاتها خلال شهر رمضان والشتاء منذ عام 2020، ومشاركاته الفنية الإنسانية بدأت منذ إطلاقه أغنية بعنوان "زملوني" في عام 2013 للتوعية حول من يعانون في الشتاء.


وأكد خلال حواره مع "الرؤية" بأن الهدف من أغنية "اختياري" نبيل وسامي وإنساني، كونها تشرح للمجتمعات أن اللاجئ والنازح قسراً هو إنسان مثلنا لديه أحلام وآمال وطموحات، اختار أن يقاوم التحديات اليومية التي يعيشها بسبب الظروف القاهرة والصعبة التي تعرض لها بإصرار وعزم.


ولفت بأن أغنية "اختياري" الجديدة من شأنها تذكير المجتمعات بأن اليوم هناك أكثر من 84 مليون لاجئ في العالم يواجهون الفقر والظروف القاهرة غير الإنسانية، في حاجة للعطاء وللدعم المادي والمعنوي والحيوي أكثر من أي وقت مضى، والمفوضية ستعمل كجسر لإيصال هذه المساعدات.

وتم تصوير فيديو كليب خاص بالأغنية بشكل مبتكر ولافت، حيث يظهر اللاجئين من عائلات وكبار سن وأمهات وأرامل وأطفال ومرضى، وأحوالهم المعيشية الصعبة تحت أدنى مستويات الفقر، دون وجود سقف فوق رؤوسهم ليحميهم من برد الشتاء وحر الصيف، أو وجود ماء أو غذاء.

"اختياري" هو العمل الأحدث بالنسبة لك، من أين استوحيت فكرة الأغنية وكم استغرقك من الوقت للعمل عليها؟

فكرة الأغنية كانت من كاتبها وملحنها الفنان الإماراتي سيف فاضل بعد أن طرحت علينا المفوضية إنتاج أغنية خاصة لتسليط الضوء على قضية اللاجئين. فكان اقتراح سيف أن تكون الأغنية بلسان اللاجئ، وأن تعزز جوانب القوة والتحدي والإصرار عند اللاجئ بدلاً من جانب الألم والمعاناة التي نراها في غالباً في الحملات التوعوية.

كيف بدأ التعاون بينك وبين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين؟

التعاون مع المفوضية بدأ من عدة سنوات من خلال الترويج لبعض مشاريعهم وحملاتهم الخيرية على صفحاتي في مواقع التواصل الاجتماعي، وفخور جداً بالتعاون الأخير أنني استطعت أن أقدم لقضية اللاجئين مشروعاً من صُلب عملي وشغفي وهو الغناء والموسيقى

لماذا اخترت عنوان "اختياري" للأغنية؟

اللجوء هو أن تترك البلد الذي تعيش فيه بسبب ظروف قاهرة ليس لديك اختيار فيها، وهذا ما يتم التركيز عليه في العادة عند الحديث عن قضايا اللاجئين، حرصنا في هذا العمل أن نركز على اللاجئين الذين اختاروا أن يتحدوا هذه الظروف بالإصرار والعزيمة وأن يصنعوا من محنتهم منحة.

من هو فريق عمل الأغنية؟

الأغنية من كلمات وألحان الفنان سيف فاضل، وتوزيع الفنان المصري المعروف حمزة نمرة، وتم تنفيذ الوتريات (الكمنجات) مع فريق بودابست أوركسترا سيمفوني. أما بخصوص الفيديو فكان من إنتاج شركة بريزميك ميديا وإخراج الكويتي جاسم الحربان.

طرحت الأغنية باللغة العربية فقط، هل هناك خطط لترجمتها باللغة الإنجليزية أو أي لغات أخرى؟

فكرة ترجمة كلمات الأغنية جاري العمل عليها لتكون مقروءة مع الفيديو، أما إن كان المقصود أن يتم غناؤها بلغات مختلفة فهذه فكرة جيدة، ربما ننفذها في المستقبل.

حدثنا أكثر عن كواليس تصوير الأغنية ومن أين جاءت الفكرة، وأين تم التصوير؟

فكرة الفيديو كليب بسيطة وهي عبارة عن لقطات بطولية للاجئين من مختلف الجنسيات والأعمار، تعرض هذه اللقطات على شاشة كبيرة في مسرح غنائي. تم تصوير لقطات الغناء والمسرح في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي في الكويت بينما لقطات اللاجئين تمت في دول مختلفة.

لماذا اخترت بأن تطرح الأغنية تزامناً مع الشهر الفضيل؟

حتى تكون بالتزامن مع الحملة السنوية التي تطلقها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين حملتها كل رمضان، حيث يكون الناس في العالم الإسلامي أكثر إقبالاً على العطاء ودعم المحتاجين.

كيف وجدت تفاعل الناس مع الأغنية في الأيام الأولى من طرحها؟

بحمدالله تفاعل الناس مع الأغنية والأصداء التي وصلتني إيجابية جداً، وأقرب هذه الأصداء لقلبي كانت من بعض اللاجئين أنفسهم الذين شعروا بأن الأغنية بالفعل تعبر عنهم، وهذا أكثر ما يُسعدني ويشعرني بالفخر.

تتناول أغنياتك مواضيع اجتماعية وإنسانية في الغالب، هل ينجح الفن في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية في كل مرة؟ أم أن هنالك عوامل معينة لنجاح العمل الفني الإنساني؟

بالطبع الأعمال الفنية الاجتماعية والإنسانية تخضع لنفس معايير النجاح والانتشار لأي عمل فني آخر. يجب التركيز على كل العوامل الفنية من ألحان وتوزيع موسيقي وإخراج وتسويق حتى تزيد فرصتها في النجاح، ولا يمكن افتراض أنها يجب أن تنجح فقط لأنها إنسانية.

هل سيكون هناك تعاون جديد بينك وبين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قريباً؟

حالياً نحن نحتفل بنجاح هذا العمل الذي استغرق العمل عليه قرابة العام، ويسعدني أن أجدد التعاون مع المفوضية في مشاريع مستقبلية.