الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«ومضى قطار العمر».. وداعاً سمير صبري

وكأنه كان يتنبأ بموته، لذلك حرص على أن يسرد حياته من وجهة نظره، فما كان منه إلا أن قدم الفنان المصري الشامل سمير صبري لجمهوره ومحبيه كتابه «حكايات العمر كله» قبل أن يرحل اليوم الجمعة عن 85 عاماً و140 فيلماً و40 مسلسلاً تلفزيونياً وإذاعياً، وعشرات البرامج والمسرحيات إلى جانب الفوازير.

شكل سمير صبري حالة فنية وإنسانية خاصة، فكل فنان له معه حكاية، وكل من عمل معه أو احتك به يذكر له موقفاً إنسانياً ويشعر نحوه بالامتنان لأنه كان مبادراً بالخير، ساعياً للوقوف بجوار كل محتاج من غير من أو أذى، ومن دون أن ينتظر جزاء أو كلمة شكر.





فنان متكامل

توفي الفنان الذي أحب ليلى مراد وهو في مراهقته، وتحول عشقه إلى نجلاء فتحي في شبابه، وتزوج مرة واحدة من سيدة إنجليزية أنجبت له ابنه الوحيد، ومن بعده ثلاثة أحفاد، حالت ظروف كورونا دون أن يتواصل معهم.

كان رحمه الله فناناً متكاملاً، يتقن اللغات الأجنبية بطلاقة، ويجيد التمثيل والرقص والغناء، وفوق كل هذا كان أنموذجاً للمذيع المثقف صاحب الروح والكاريزما والقبول لدى الناس، إلى جانب قدرة هائلة على السرد والحكاية.



ومع سمير صبري وحده لا تشعر بالوقت ولا تمل أبداً لأنه كان «كنز» حكايات، ومنبع أسرار، وشاهد على طرائف ونوادر ومواقف لكبار المبدعين.

ومع قدرته على الكلام وموهبته كـ«حكاء»، لم يعر ف عنه أنه اغتاب زميلاً أو أفشى سراً لأحد، أو رد الإساءة لمن ظلمه أو هاجمه.

بدأ سمير صبري مشواره الفني مذيعاً في الراديو باللغة الإنجليزية، قبل أن يتجه بكل جوارحه نحو الفن غناء وتمثيلاً.





النادي الدولي

وما زال الناس يتذكرون له برنامجه الشهير «النادي الدولي» وصنوه الآخر «هذا المساء»، وفي الإذاعة ما زال في الوجدان «ما يطلبه المستمعون» باللغة الإنجليزية، ومعه كان يحلو السهر، ويخاصم النوم جفون متابعيه.

اتسم بروح الدعابة، وكان فناناً استعراضياً من الطراز الأول، وهو من الفنانين القلائل الذين خاضوا تجربة الفوازير بما كان يتمتع به من خفة دم وثقافة وموهبة في الرقص والغناء، وتمكن من الأداء والدراما بكل أشكالها وأنواعها.



ومن الصعب أن نرصد أهم أعماله ومن بينها أفلام: اللص والكلاب، جحيم تحت الماء، وبالوالدين إحسانا، التوت والنبوت، ومضى قطار العمر.

ولأنه متفرد خارج السرب، أسس، نقابة فنية سميت باسم «الأحرار المنفتحين» بالاشتراك مع كل من الكاتب رفيق الصبان والمخرجين يوسف شاهين وحسين كمال.

كما كون فرقة استعراضية ظلت على مدى سنوات الفقرة الرئيسية في كبرى الحفلات والسهرات، وفي عام 2021 تبرع بكامل ملابس هذه الفرقة لمسرح البالون.

وينطبق على الفنان الراحل المقولة الخالدة أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً، بعد أن كرمه مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة عن مجمل أعماله، بحضور عدد من معجبيه وأبناء جيله وفي مقدمتهم صديقته نيللي.



عاصفة من الحزن

خلف خبر موت سمير صبري موجة عارمة من الحزن والصدمة، فكتبت الفنانة بشرى عبر حسابها على إنستغرام «إنا لله وإنا إليه راجعون.. مش قادرة أصدق..» يا من عملت خير، لو عشنا أعمار فوق أعمارنا والله ما نقدر نوفيك حقك ولا نرد لك عشر اللي عملته مع خلق الله كلهم.. يا حبيبي يا غالي».

ومن جانبها، قالت ليلى طاهر: "الحمد لله أنه لم يتألم كثيراً، خبر سيئ جداً أحزن جميع الفنانين" وأضافت: "عمري الفني كله كان مع سمير صبري».

بينما وصفه الفنان حسن يوسف بأنه "إنسان محترم وابن ناس ومثقف وله تاريخ إعلامي، خبر صادم جداً، بحاول أمسك نفسي من البكاء".