تُشيع جنازة الفنان الكبير سمير صبري غداً من مسجد الشرطة بمنطقة الشيخ زايد، على أن يتم دفنه بمقابر الأسرة في مدينة الإسكندرية، وأن يقام سرادق العزاء بنفس المسجد الاثنين القادم.
وقال مصدر في الفندق الذي توفي فيه الفنان سمير صبري، إن أسرة الفنان الراحل تنتظر قراراً من النيابة من أجل نقل جثمان الفنان الراحل إلى ثلاجة الموتى بمستشفى العجوزة، للقيام بترتيبات الدفن والجنازة.
نشأته
وكان سمير صبري قد تعرض لأزمة صحية في فبراير الماضي، ونُقل على إثرها لإحدى المستشفيات بسبب معاناته من مشاكل فى القلب جاءت بسبب الأدوية التي كان يتناولها طوال العام الماضي بعد إصابته بمرض السرطان، وعانى صبري من مشكلة في الصمام الميترالي بالقلب وكان من المُقرر أن يقوم بإجراء جراحة لتوسعته.
وستُشيع جنازة سمير صبري غداً من مسجد الشرطه بالشيخ زايد عقب صلاه الظهر، على أن يوارى الثرى بمسقط رأسه بمدينة الإسكندرية.
وُلد سمير صبري في مدينة اﻹسكندرية عام 1936، وهو في سن السابعة انفصل والده عن والدته ليعود معه إلى القاهرة، ويسكن بإحدى العمارات التي يسكنها عدد كبير من الفنانين على كورنيش العجوزة، ودرس في المدرسة الشهيرة فيكتوريا كولدج، ثم عاد للإسكندرية ليدرس الآداب.
تبناه الفنان عبدالحليم حافظ بعد كذبة أجادها، ويحكي عنها أنه خدع عبدالحليم، حيث كان يرى العندليب عند عودته ليلاً وكان يتعمد أن يعرقله عن الصعود بسحب «الأسانسير» لأعلى بينما ينزل هو على السُلم ليُقابله.
وقال إنه حاول لفت نظره، فحدثه بالإنجليزية، وأوهم سمير صبري حليم بأنه طفل أمريكي، وعندما اكتشف حليم خدعته صارت بينهما صداقة كبيرة.
وقدمه العندليب للبنى عبدالعزيز ليصبح وعمره 10 سنوات نجم البرنامج الأوروبي حيث قدم معها حلقة في برنامجها «ماما لولو» في ركن الطفل، وحصل على 50 قرشاً كأول أجر تقاضاه في حياته.
وكان أول ظهور له في أغنية «بحلم بيك» لعبدالحليم حافظ، وظهر مع الجمهور لمدة ثانية واحدة.
وقال سمير صبري إن مدينة الإسكندرية شكلت وجدانه حيث تعرف على عدد كبير من الجاليات الأجنبية التي سكنت المدينة الساحلية، ومنها تعرف على صوفيا لورين وغيرها، وتكونت ثقافته الأوروبية سواء عالم السينما الفرنسية أو الإيطالية أو اليونانية.
وقال سمير صبري إن الحياة في الإسكندرية في فترة طفولته شكلت وجدانه الفني بعروض المسرح ليوسف وهبي وغيره من نجوم المسرح، خصوصاً تعدد الثقافات التي اكتسبها.
نجم الاستعراض
عمل سمير صبري في بداياته مذيعاً في الإذاعة الإنجليزية ثم اتجه إلى التمثيل والغناء، وله العديد من الأفلام المصرية التي قام بتمثيلها منذ بداية مسيرته الفنية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.
ويُعتبر سمير صبري نجم الاستعراض الأول، وله 3 ألبومات أغنية من إنتاجه الخاص، ولفترة طويلة كان هو نجم الأفراح الأول، كما قدم أكثر من 200 عمل متنوع ما بين المسرح والسينما والتليفزيون، بالإضافة لبرامجه المتنوعة كمذيع لامع.
وقال سمير صبري إن عمار الشريعي هو من شجعه لدخول عالم الغناء، وعلّق في حوار تليفزيوني: «كانت أول أغنياتي مع عمار الشريعي في أحد الأفراح «بطلو ده واسمعوا ده» وكادت الأغنية أن تحول الفرح إلى كارثة ومشكلة بين عائلة العروسين».
وقال إنه أعاد أغنية «يوم الخميس» لمحمد فوزي حتى ظن الجمهور أنها تخصه.
وتابع: «دائماً كنت أقدم الجديد في الأفراح، ومنها إشراك العروسين في فقرات حفل الزفاف».
وأضاف: «أحببت الفن وقدمت كل ما كنت أريده، أحببت الغناء فقدمت ما أريده وكنت ملك الأفراح، قدمت»التوت والنبوت«و»أهلاً ياكابتن«و»عائلة شقية جداً«، وغيرها، ولديّ شبع وقناعة، وأتمنى أن تبقى دعوة أمي: ربنا يحبب خلقه فيك ياسمير».
ابن وحيد
وخلال السنتين الماضيتين أعلن سمير صبري عن أن له ولداً وحيداً اسمه حسن، وتزوج مرة واحدة من فتاة إنجليزية في بداية فترة شبابه.
وقال سمير صبري إنه تعرض للعديد من الشائعات في حياته لكنه لا يُعطيها أي اهتمام، عملاً بنصيحة الفنان محمد عبدالوهاب له، بأن يترك الشائعات، فالناجح دائماً هو من تلاحقه الشائعات.
وقال: «ابني اسمه حسن ولذا كنت أُسمي نفسي «حسن» في الأفلام، ولديّ 3 أحفاد طارق ونيللي وفايزة».
الجدير بالذكر أن الفنان سمير صبري كان قد رحل عن عالمنا، صباح اليوم، عن عمر ناهز 85 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، وقبل وفاته بأيام كان قد سجل آخر حلقات برنامجه الإذاعي ذكرياتي.
رحل سمير صبري وتحققت دعوة والدته التي طالما دعا أن تتحقق: «ربنا يحبب فيك خلقه»، حيث بكاه كل مُحبيه بعد رحيله.