الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

رمضان الجالية الباكستانية .. «جامي شيرين» وشاتو وباكورة تجسد التآلف الاجتماعي

تتجلى في طقوس الجالية الباكستانية الرمضانية في الإمارات مظاهر التكافل الاجتماعي وروحانيات الشهر الفضيل، فمن توزيع وجبات الإفطار على المعوزين وتبادل الزيارات ودعوات الإفطار الجماعية في الحدائق والمنتزهات، يمضي الشهر الفضيل حاملاً معه كل أسباب السعادة على المقيمين الباكستانيين تحت مظلة دولة السعادة والتسامح.

وبرغم أن باكستان تتكون من أقاليم أربع «البنجاب، السند، خيبر، وبلوشستان» ولكل منها عاداته وطقوسه الخاصة إلا أن هناك عدداً من الطقوس المشتركة التي يحرص عليها الجميع والمتمثلة في تبادل الزيارات والحرص على ختم القرآن لأكثر من مرة.

وتسود مشاعر الحب والألفة خلال تواصل أبناء الجالية الباكستانية بحلول شهر رمضان المبارك، مهنئين بعضهم البعض بدعوة لتناول السحور معاً، وكذلك تناول الإفطار بالحدائق أو على شواطئ البحر، حيث تتنوع أصناف المائدة الباكستانية والتي لا تخلو من الباكورة والسبموسة وسلطة الفواكه بصلصة التشات ماسالا الحارة.


بهجة وعيد


وتحرص ربات البيوت من الجالية الباكستانية على إعداد غالبية المقبلات التي تتطلب وقتاً وجهداً في التحضير قبل حلول شهر رمضان، بحسب آمرا محمد، المقيمة في عجمان، معددة هذه المقبلات مثل: حشو لفائف السمبوسة وعجينة البف، وكذلك تحضير خلطة الكباب، وحفظها مجمدة بالفريزر، فضلاً عن تجهيز بقية أنواع الصلصات التي يجري تناولها بجانب الأطباق الرمضانية كصلصة الطماطم والنعناع الحارة والأرز البخاري.

وقالت: «تحرص الباكستانيات على تفصيل ملابس جديدة من الأزياء التقليدية التي تتكون من قطع السروال والقميص والشال بألوان زاهية متناسقة، خصيصاً لارتدائها خلال أداء صلاة التراويح في الشهر الفضيل» مشيرة إلى أن الباكستانيين يعتبرون الشهر الفضيل عيداً يجب أن نتزين فيه بأجمل ما لدينا من ملابس تليق بقيمته بين الأشهر.

ولفتت آمرا إلى أن أبناء الجالية الباكستانية عادة ما يتبادلون الزيارات لتناول السحور معاً، حيث يجري تقديم بعض الأطباق الخفيفة لديهم مثل: البطاطس المقلية وخبز الروتي والبراتا الذي يؤكل مع الدجاج بصلصة الكاري واللبن الرائب، وعادة ما يختمون السحور بتناول كوب من الشاي.

ابتهال وتهجد

يحرص نبيل محمد شريف، المقيم بالإمارات منذ سبعة أعوام على أن يرسل مبلغاً مالياً لزوجته وأبنائه الثلاثة المقيمين في مدينة سيالكوت بباكستان، في حين يفطر يومياً مع أصدقائه وأقاربه المقيمين بالإمارات في أحد الخيام الرمضانية، على أن يجتمعوا لصلاة التراويح والعبادة كي يخففوا ألم الغربة على بعضهم البعض.

وأشار إلى أن الباكستانيين يحرصون على ممارسة بعض العادات الرمضانية كتناول الطعام أرضاً بشكل مجموعات سواء في المساجد أو المنازل والحدائق العامة.

ولفت إلى أن ليلة النصف من رمضان لا تقل أهمية عن ليلة القدر لدى الباكستانيين، إذ يحرصون على صلاة التراويح والابتهال وقيام الليل والدعاء وتلاوة القرآن، الذين يختمونه ما يقارب ثلاث مرات خلال الشهر الفضيل.

مشروبات منعشة

وأوضح محمد عدنان، المقيم بالإمارات منذ 11 عاماً أن هناك طقوساً يحرص عليها الباكستانيون منها الإفطار على التمر أو شرب العصائر المنعشة كمشروب «روح أفزا» و«نوراس» و«جامي شيرين» والذي يخلطه بعض الباكستانيين مع الحليب ليشكل عصيراً أكثر كثافة، ويضيف إليه معظم الناس لوزاً مبشوراً، بينما يفضله البعض الآخر ممزوجاً بفواكه مجففة لإضافة نكهات أخرى لذيذة وصحية، وللحصول على شراب طازج.

وأشار إلى أن البنجابيين يحضرون شراب «شاتوو» المنعش قبل حلول رمضان بمدة، والذي يتكون من: الفواكه المجففة والسكر وعصير الليمون، ويمكن خلطه مع أي نوع من السوائل الأخرى مثل الماء أو الحليب.قال الباكستاني آغا رياز، المقيم بالشارقة: يأتي رمضان ليعيد إحياء تقديم العديد من الأطباق التقليدية الباكستانية التي نتوق لتناولها كل عام، على رأسها «الباكورة»، التي تأتي بشكلين: أحدها بغمس شرائح خضراوات البطاطس والباذنجان بدقيق الحمص وقليها، والثانية خليط من دقيق الحمص مع البصل والطماطم والفلفل الأخضر الحار والملح والتوابل، وتؤكل مع صلصة الكاتشب، وكذلك طبق «داهي فولكي» المكون من كرات دقيق الحمص المقلية واللبن الرائب الحلو.

وأضاف بأن سلطة فواكه الـ «تشات» من الأطباق التي لا تغادر المائدة الباكستانية طيلة الشهر الفضيل، حيث تتكون من فواكه عدة مثل: العنب والتفاح والموز والبرتقال والرمان والجوافة التي يضاف إليها صلصلة التشات ماسالا الحارة.مائدة عامرة