السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

سارقات الكيس.. و«البقرة الضاحكة»

سارقات الكيس.. و«البقرة الضاحكة»
كثير مَن «يُفطَمون» عن حليب الرضع، لكن لم يكتمل لديهم الضمير الحي، وهناك من يُفطمون عن أخلاق الأم السلبية ثم هم للعهد ناكثون، فالفطام ليس عن سائل الحليب فحسب، إنما بعناصر تربوية وأخلاقية متعددة، لتكتمل الأشواق حينها للصورة «الفاطمة» و«الأمينة» كصفة ملازمة للنفس البشرية.

تلك مقدمة يمكن أن نؤسس عليها لقصة رُويت في ديسمبر عام 2018، وهي من الحياة الاجتماعية في الخليج.. تذكر القصة أن فتاتين تلبسان الأسود وتبديان ابتسامة مخادعة تأسر قلوب الحاضرات، كانتا وعدد من النسوة المتخفيات يحملن الجهل والتعدي على جسم البراءة الإنسانية، حيث قُمن بالحضور إلى حفل زفاف لرجل قريب منهنّ بغرض الإضرار بالعلاقة الزوجية.

فعلهن الإجرامي، صورت مشاهده المروعة ـ دون علمهن ـ 3 كاميرات مخفية واحترافية، وثقت طريقة اقتحامهن لغرفة العروس المخصصة للأغراض الخاصة، بدءاً من كثرة الحركة ذهاباً وإياباً إلى حين أخذ الكيس الخاص للزوجة حتى الوصول إلى منطقة آمنة (حسب ظنهن البائس وصورت لهن أنفسهن)، ومن ثم بث المواد الغريبة داخل الكيس، وسرقة أحد المقتنيات دون مراعاة لأدب أو خلق أو مروءة، وبعدها رمي الكيس بمكان آخر محاولة منهن لطمس دلالات الجريمة غير «الفاطمة والأمينة» للنفس السوية.


ولا يزال الفيديو الموثق بفضل الله من أهل العريس والعروسة، يمثل دليلاً مادياً حول دناءة الفعل وسوء النية، وتهديداً لسمعة الفتاتين وأمهما ذات الصيت السيئ لما تقوم به من أعمال شعوذة وسحر، وممارستها لذلك بأسماء مباحة - حسب ظنها - كجلب الحبيب، والعطف، والتسخير، والمحبة.. وغيرها من الأعمال التي تقوم بها لصالح العوام والجهلاء والغافلين، فبئس الطريق، وبئس المصير لهن.


لقد قامت تلك النسوة بوضع قطعة بخور خشبية مليئة بالطلاسم والشعوذة، مع طقم ذهب وتقديمه كهدية للعروس، بهدف إكمال مخططهن الشرير، وهذا يعيدنا إلى التأمل من جديد في علبة الجبن المثلث الفرنسي (لافاش كي ري)، المعروف بجبن «البقرة الضاحكة»، وأن تتمعن في صورة البقرة الباسمة، ستجد الأذنين الواسعتين متدليتين من رأسها، كنوع من الترويج المبطّن، وأيضاً لرسم صورة إيجابية ذهنية للمستهلك عن أن اقتناء الجبن دلالة السعادة.

الواقع العربي بخصوص الشعوذة والسحر مزرٍ، ففي مصر، مثلاً، وحسب تصريح منشور بصحيفة الوطن المصرية في 15 يناير 2020، كشفت الدكتورة سعاد عبدالرحيم، رئيسة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن المصريين ينفقون ما يراوح بين 10 و25 مليار جنيه سنوياً، لفك الأعمال والسحر، وهنا لي جملة من الوقفات، منها:

أولاً- محاكم التفتيش واللوم والخصام داخل الأسرة الممتدة والقبيلة جنت علينا بويلات ومصائب عديدة.

ثانياً- سارقات الكيس وأمهما ذات السلوك (كالبقرة الضاحكة) حيث لا يستقيم الظل والعود مائل، وأعظم تربية هي احترام إنسانية وخصوصية البشر.

ثالثاً- هناك طوفان عربي عام وقاتل، يتمثل في قنوات الشعوذة في الدول العربية، عددها مرتفع ومروّع.

على خلفية ما سبق ذكره، أتقدم ببعض المقترحات، على النحو الآتي:

أولاً- إطلاق هيئة إماراتية متخصصة تُدعى (هيئة مكافحة الشعوذة والخرافات)، ويحق لها قانونياً معرفة الاتصالات المشبوهة للقنوات ومدعي الطاقة والشعوذة.

ثانياً- وضع الحلول الوطنية لدفع الأضرار عن بيوتنا وأسرنا المواطنة والمقيمة.

ثالثاً- وضع قضايا مصيرية تحت السطح والطرح، خشية دفع الناس للوسوسة، التي هي بمثابة قتل البشر بأول أكسيد الكربون السام، دون حلول بيئية مناخية للتخفيف من إطلاقه أو الحد من تبعاته السلبية.

رابعاً- مناقشة موضوع الشعوذة من منظور ديني وثقافي واجتماعي واقتصادي، بغية الوصول إلى إيقاف جائحة (سارقات الكيس) وشعوذة البقرة الضاحكة.