الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

نزار قباني.. وكتف المشاعر

نزار قباني.. وكتف المشاعر
محترف دون شكّ أو جدال، عرف من أين تؤكل كتف المشاعر، واكتشف نقطة ضعف النساء، فصنع منها سلماً من حرير العواطف المتماشية مع تعرجات مشاعرهن المتكسّرة، الباسقة كما الجبال.

ها أنت اليوم تقف على قمة مجد الأشعار، بعد أن سحبت سلّم الصعود إلى سماء الهيام من تحت أرجل الشعراء، محتفظاً بسر مصنعية الكلمة في صندوق أسود، حيث لم يستطع شاعر إلى الآن فكّ سر طلاسم أريجك الذي أسرت به قلوب النساء.

أهو تعطشهن لرومانسيتك ورقية الأصل، خرافية الواقع، بعيدة المنال؟ أم جرأتك التي تعدّت حدود المعقول والمقبول حد الذهول؟ تُرى كيف أقنعت الكلمات أن تعاهدك بألّا تعيد صياغة نفسها كما فعلت بين أناملك؟ يا من قُلت إن الشاعر يجب أن يبقى دائماً متربصاً كثعلب في غابة، وإلا تحول إلى حيوان أليف لا يفعل شيئاً، كيف لك أن تكون بهذا اللطف، وأنت من اخترت أن تُعجن بصفة الدهاء؟ أهي حقيقة، قصور العشق التي بنيت لنا؟ أهي فخمة بالصدق كما أوحيت لنا؟ أم هي بقية آهات العاشقين مغلّفة بقصيدة شعر ونحن من صدقناها؟


خمسة وثلاثون ديوان غزل، اقتاتت منها بنات، وسيدات حتى أصبن بداء سكّري الحب وحمى الفارس ذي الجواد الأبيض، الذي لطالما انتظرن خروجه من بين سطور أبياتك.


أحقاً أتقنت فن معاملة النساء أم هو ذاك العطش الذكوري المرتوي من حاجة النساء لعون كلماتك؟

لا تكن بخيلاً، وأرسل لنا ما جعلك «نزار قباني» الشعر في حلم رومانسي، أو بتعويذة كتلك التي وضعتها في طيّات أشعارك.