السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الذكاء الاصطناعي.. ومستقبل الصحافة

الذكاء الاصطناعي.. ومستقبل الصحافة
لفهم عمليّة تطبيق الذكاء الاصطناعي في الصحافة، علينا أن نَعِي أولاً أن المحتوى هو محور كل نشاط على الويب، حيث يقوم المستخدم بتصفح المعلومات والبحث عن الأخبار والمنتجات بناء على المحتوى المكتوب أو المصور أو المسموع، بالإضافة إلى المستندات والمحادثات المنشورة عبر الإنترنت.

فالمحتوى أمر بالغ الأهمية لأي منفذ إخباري، ذلك أن الحصول على زُوَّار ومتابعين لمصادر الأخبار يعتمد على إمكانية قدرة المنصة الإخبارية على نشر الأخبار ذات الصلة بسرعة وبانتظام.

ولإدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في عملية صناعة المحتوى، علينا تقسيم المحتوى إلى فئات مختلفة، تفصل بين المحتوى اعتيادي المستوى، كأخبار الطقس المحلية والأخبار الرياضية والصفقات التجارية، والصحافة الاستقصائية رفيعة المستوى ومقالات الرأي المعنية.


وبعد أن نقوم بتقسيم المحتوى إلى أقسام ـ تتدرج من أخبار اعتيادية إلى رفيعة المستوى ـ يمكننا البدء في تكملة المستويات الاعتيادية بشكل جيد، حيث توجد بالفعل أدوات تسمح بنشر أخبار آلية بالكامل، على سبيل المثال: مباريات كرة القدم مباشرة بعد لعبها، أو أخبار عن حركة المرور، أو الشركات الجديدة في المنطقة، ومن المحتمل قراءة الأخبار الآلية من الجمهور المتابع بالفعل دون إدراك منه لذلك، وهذا أمر رائع للصحفيين الذين يمكنهم التركيز على مهام أكثر إبداعاً.


قد يتساءل المرء: كيف يمكننا صناعة ونشر أخبار آلية بالكامل عبر وسائل الذكاء الاصطناعي؟.. المسألة ههنا متعلقة بتوصيل مصدر البيانات بخوارزمية نموذجية مبرمجة.

من جهة أخرى، يوفر مصدر البيانات دفقاً من البيانات حول معلومات معينة، وتمنحنا خوارزمية النموذج المبرمجة نصاً يستند إلى هذه البيانات («موجهاً» باستخدام مصطلحات التعلم الآلي)، علماً، بأن خوارزميات القوالب تختلف عن البرامج البحتة المصممة هندسياً لنماذج إنشاء لغة التعلم العميق.

من الجدير بالذكر أنه كلما زاد مستوى التقنيات التكنولوجية، زاد مستوى المحتوى الذي يمكّن آليته تلقائيّاً، ما يجعل دور الصحفي مرتبطاً بشكل كبير بتحليل البيانات واختيار المصادر للمتابعة، وقد لا يتطلب من الصحفي كتابة أي محتوى على الإطلاق، حيث تتم مطابقة هذه المعلومات بعد ذلك مع العبارات ذات الصلة في قالب القصة، وتضيف الآلة المعلومات، لإنشاء سرد يمكن نشره عبر منصات مختلفة، ويمكن للبرامج المزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي أيضاً تنبيه الصحفيين إلى أي حالات شاذة أو لافتة يجدها في البيانات.

بشكل عام، ما يمكن أن يتم آلياً سيكون آلياً، ويمكننا ألا نتوقع أن التطورات الحالية للذكاء الاصطناعي في الصحافة هي العمود الفقري لدور الصحفي أو الكاتب، ولكن لا يمكننا تجاهل تأثير الذكاء الاصطناعي في العمليات المتكررة والبسيطة.

فعلى سبيل المثال، المنشورات التي توظف فرقاً من الأشخاص للقيام بمهام بسيطة، لتقصي الحقائق أو التحقق من الحقائق (الوظائف التي يتم التعامل معها عادة في الخارج)، من المحتمل أن تكون قادرة على «استبدال» تلك الأدوار المحدودة والمتكررة بنظام قد يكون أسرع ـ وبالتأكيد مع مرور الوقت ـ بأقل كلفة ممكنة، كما سيتم «تعزيز» معظم الوظائف الأخرى سواء في مطبوعة كبيرة، أو في غرفة أخبار بإمكانات إضافية لجمع البيانات وإدارتها.

على العموم، سنرى ما إذا كانت غرف التحرير في المستقبل ستُدار بشكل كامل بأجهزة وتقنيات ذكية، أو ستستأنف بمراسلين بشريين يعملون معاً من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي.

من الواضح أن دور الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار سيوفر الوقت والمال، ويزيد من السرعة والكفاءة لمساعدة الصحفيين البشر، والقنوات الإخبارية، على البقاء في الصدارة.