الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

لمن يريد التوظيف.. ذكراً أو أنثى

لمن يريد التوظيف.. ذكراً أو أنثى
هناك من يقول: إن عمل المرأة يزيد من نسبة البطالة بين الشَّباب الذُّكور، وهو كلام يفرض واقع الحال والمنطق عدم صحته، لأن أيّ جهة عمل ستسعى إلى توظيف الأكثر تأهيلاً وفائدة لها، بغض النظر عن كونه رجلاً أو امرأة.

وفي الأصل، موضوع تجنب البطالة يستلزم الاجتهاد الكبير على تأهيل النفس لسوق العمل تأهيلاً منطقيّاً وناجحاً، ومن ذاك اختيار دراسة التخصصات أو المهارات التي تطلبها جهات التوظيف.

وبما أن عصرنا اليوم زمن الكفاءات فإنه أيضاً لم يعد كافياً في كثير من الوظائف امتلاك شهادات التخصص فقط، بل أصبح من المهم ـ وبجدّيّة ـ امتلاك المهارات والمعارف والقدرات، التي تعد مكملات الكفاءة، مثل: مهارات الاتصال والتحدث، والتحلي بالمرونة وروح العمل الجماعي، وأمور أخرى باتت ضرورية لجودة مخرجات العمل، ويبدو أن المرأة حققت تلك المكملات إلى حدّ بعيد.


مهما يكن التقييم لواقع العمل، فإنه على من يريد أن يتجنَّب البطالة مستقبلاً ـ من الجنسين ـ أن يجتهد، ويعمل على تأهيل نفسه لسوق العمل بشكل أكبر، ومن ذلك الاهتمام بتدريب وتعزيز المهارات التي من شأنها أن تبني الكفاءة، وتعزز الحصول على وظيفة.


من ناحية أخرى، فإن معايير التوظيف على كافة الأصعدة تزداد ارتفاعاً بمضي الوقت، فمن تعب واجتهد على نفسه ورفع من مستوى كفاءته سيفرض وجوده، وستكون هناك حاجة، تلقائيّاً، لتوظيفه، بغض النظر عن نوعه سواء كان ذكراً أم أنثى.

وتبقى الحقيقة الأهم، التي تدحض أي مخاوف من أن يأخذ أحد رزق آخر، وهي أن الرزق بيد الله سبحانه وتعالى، «فرزقك لا يستطيع أحد أن يصرفه عنك، ورزق غيرك لا يقدر أحد أن يوصله إليك».

وفي هذا السياق قال الشافعي:

ففي أي شيء تذهب النفس حسرة

وقد قسَّم الرحمن رزق الخلائق.