الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

قرارك أنتِ

قرارك أنتِ
كانت هواية الكتابة موجودة عندي منذ الصِّغر، أستمتع بها، وأصب بمكنونات صدري في دفتري الصغير كل يوم، فتشعرني بالراحة والأُنس والإنجاز، وتجعلني راضية وبعيدة عن الملل، وقد يمكن اعتبار الكتابة آنذاك هي هوايتي الخاصة.

ولا شكّ أن كلاً منَّا لديه شَغفه بهوايته الخاصّة في هذه الحياة، وهو ـ كما نعرف ـ يختلف عن غيره، فمِنّا مثلاً من تهوى الرسم، وأخرى تستمتع بالطبخ، وثالثة ترى نفسها ماهرة بفنون التطريز والخياطة، وغيرها من الأشغال اليدوية.

إن القضية التي أحاول توضيحها هنا هي بمثابة دعوة لغيري من النساء، حيث أقول لكل واحدة منهن:


«كوني أنتِ» ولا تجعلي أحداً غيرك يقرر ماهِيَّتك، أو أن يكون بديلاً عنكِ في الفعل أو الاختيار.


وأنا هنا لا أتحدث عن الهوايات فقط، والتي هي مجرد قطرة في بحر واسع.

هذه الحياة التي نعيشها ـ أفراداً وجماعات ومجتمعات ـ فيها كثير من المواقف، التي يقررها المرء وحده ـ رجلاً كان أم امرأة ـ وفيها تتجلّى إرادته، منها على سبيل المثال: دراسته الجامعية، وظيفته، حياته المستقبلية، ففي كل ذلك هو وحده صاحب القرار.

خطابي هنا موجّه للمرأة كونها تمثلني، وبالطبع هي الأقرب إليّ، لذا أكرّر الآتي:

لا تدعي غيرك يقرِّر لك ما تفعلين أو ما يجب عليك فعله.

غير أن هذا لا يحول دون طلبك المشورة من غيرك، لكن إن لاحظت أن تلك المشورة قد تطورَّت لتصبح أمراً، فهنا عليك التوقف، وإعلان وجهة نظرك ـ بكل احترام ـ بالقول:

هذا قراري وهذه حياتي.

عزيزتي المرأة، لا تدعي كلام الناس يؤثر فيكِ، فتنقادين لقولهم وتفعلين ما يرضيهم، فمصلحتك أنت أدرى بها، وحياتك بين يديك تديرينها كيف تشائين، ما دامت في طاعة الله، فتوكلي عليه، جل جلاله، فمنه الرضا والتوفيق.