الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

في الاختلاف قوة

في الاختلاف قوة

الاختلاف

قلم: د. معراج أحمد الندوي أستاذ بجامعة عالية كولكاتا - الهند

الاختلاف هو سنَّة ربانية أوجدها الله في الكون وجعل منه وسيلة للتعايش بين الناس، ووجوده في الأفكار والآراء والطرق والسبل هو من أهم الوسائل للوصول إلى النهضة، كما أنه قوة حضارية وطاقة إنسانية تسهم في تحقيق التقدم والارتقاء، إضافة إلى ذلك فهو قاعدة كونية بينما التماثل والتطابق هو استثناء للقاعدة.

إن التطابق يجعل الحياة فاقدة لروح التجديد، ولما كانت الظروف التي يعيشها البشر في بيئاتهم، ومستوى وعيهم وثقافتهم، وتجاربهم في الحياة مختلفة، بالإضافة إلى اختلافهم في العمر والخبرة في الحياة واختلاف الأمزجة والنفسيات، كان من الطبيعي أن يكون الاختلاف في أفكارهم وآرائهم ووجهات نظرهم.


فالاختلاف في الفكر والرأي له فوائد كثيرة، حيث يمكن من خلاله الاطلاع على الفكر الآخر والاستفادة منه، واكتشاف مصدر قوته مما يوجد معاني إيجابية ومؤثرة، فمثلاً اختلاف عناصر ومكونات المجتمع يمكن أن تصير مصدر قوة، فليس هناك تناقض بين كون جسد المجتمع نسيجاً واحداً متجانساً وأن تكون عناصره ليست متماثلة أو متشابهة، لذلك من الغريب حقاً محاولة البعض جعل الناس كلهم يؤمنون بفكر واحد وثقافة واحدة ومعتقد واحد وقيادة واحدة.


إذن الاختلاف أمر طبيعي، ويقره الفكر والعقل والتاريخ، فقد يكون سبباً لاستثارة الأذهان والعقول، وباعثاً لتنشيط حركة الفكر والاجتهاد، وتوسعة على الناس بتعدد الخيارات والحلول أمامهم في بعض المسائل الفردية والجماعية والوطنية.

ومختصر القول: إن الاختلاف في الفكر والرأي مصدر قوة، وله دور كبير في إثراء التنوع الثقافي في المجتمع، وإن المشكلة ليست في الاختلاف بل في طريقته وآلياته وأساليبه، وهو ضروري جداً ومفيد سياسياً واقتصادياً وثقافياً، فالعلماء ليسوا أصحاب فكر واحد، ولكن مع اختلاف الفكر أجمعوا على الاكتشافات والنظريات، نظراً لاختلاط الأفكار.