الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

ما أقواك.. إن أردت

ما أقواك.. إن أردت
شيخ محمد سعيدي مهندس مدني ـ الإمارات

تمر بنا أيام ونحن نتصارع مع الوقت خوفاً من مسؤوليات وأحداث لم تكن بالحسبان، تثقلنا ثواني الأحداث وتنهكنا ولا تدع لنا رمقاً لغرض العيش.

وما تظلنا سويعات في تلك الأيام إلا وقيود الهمّ والحزن قد غدرت بنا وشلَّت مشاعرنا، راسمةً نظرة الدهشة على وجه أحاسيسنا، ولم تترك لنا أي وسيلة للتعبير أو الإفصاح بما يحتوينا.. العجيب أن جل هذه الأمور تأتينا من غير حول ولا قوة، وإذا أردنا إزاحتها عن دربنا، فإننا لا نملك لها حلاً ولا إجابة.


عندها دعني أسألك: هل رحمت نفسك يرحمك الله؟ قف من بعيد وراقب، وعش حياة الغريب في حياتك.. تصفح أيام الناس وانظر.. لتعلم أنك لست وحيداً، لتدرك أن كل شيء قد وقع لسبب ما.


لحظاتك التي اختليت بها بنفسك وسألتها: من هي؟ تجد إجابتها في ساعات القيادة وحيداً لوجهة غير محددة أوصلتك لوجهتك.. شعورك بأنك تمر بشيء غير طبيعي في حياتك دليل على حياتك.. أنت بخير ما دمت محباً للحياة بأبسط تفاصيلها، وترى الخير يلوح في أفق بصرك عندما لا يراه غيرك.

تذكر دائماً أنك أنت اليوم نجم نفسك بالأمس.. لقد خطوت بمخاوفك وصعابك ووصلت إلى يومك هذا وأنت على أمل بأن غدك سيصبح أجمل لأن يومك كان أجمل من أمسك.

افتح كفيك وعدّد المواقف التي ظننت أنك لن تنجو من بعدها ونجوت، واحمد الله على كل تدابيره، فعلمه غير علمك وقدرته غير قدرتك، وتذكر دعاءك المعروف في كل صلاة «إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علاّم الغيوب».