الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

الآخر.. وضرورة الاختلاف

الآخر.. وضرورة الاختلاف
عمر حجّار رجل أعمال ـ لبنان

نستنكر، وندينُ تصرفات داعش أو غيرها من الجماعات الدينية المتشددة أو المتطرفة، وندّعي دائماً أن الإسلام دين الرحمة والسلام، هو كذلك طبعاً لكن كل هذا التشدد والقتل وظلم الآخر لم يأتِ من فراغ، فحين نقول إن رأينا هو الصائب ورأي الآخر خاطئ لأنه استند لفتاوى أو لمذاهب أخرى، أو حين ندعي الكمال ونعتقد بالنجاة، وحين لا نتفهم الآخر ونُضيِّق الحياة على البشر بتعاليم و فتاوى منسلخة عن الواقع ونعود بهم وبنا إلى زمن ولّى هو وأهله، فإن كل ذلك يعني عدم فهم الآخر، وبالتالي إقصاءه، ومن ثم إلغاءه.

تجليّات عدم فهمنا للآخر القريب تظهر في تضييقنا للدين انطلاقاً من قاعدة «افعل ولا تفعل»، وهذا حلال وذاك حرام، كما تظهر في نكراننا لمعتقد الآخر وحريته، وأيضاً في ظلم المرأة باسم الدين، والظلم هنا نابع من عادات شرقية لا علاقة لها بالدين، وتصدق المرأة ذلك وتتنازل عن حقوقها.. أليس في كل ذلك تمهيد لداعش وغيره؟


الحلال بيِّن والحرام بيِّن، ولا نطالب بدين جديد وأحكام جديدة، وشرع الله أوسع، لكن نحن اهتممنا بالشكليّات والمظهر، ولم نتعمَّق في الدين، ونسينا الجوهر، وأن النبي أرسله الله رحمة لله للعالمين أو كان خلقه القرآن، وليست الجنة ملكاً لنا لندخل إليها من نريد، ولا إصدار الأحكام بدخول النار من اختصاصنا.


في المحصلة، الاختلاف رحمة ويجب ألا يؤدي إلى مقاطعة، ورأيي يحتمل الخطأ، ورأي المخالف قد يكون صواباً، وكما يقولون: الزائد أخ الناقص، ويظل التشدد نتيجة لأفق ضيق وجهل ظاهر أو مستتر.