الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

التسامح الإماراتي.. الميراث والنهج

التسامح الإماراتي.. الميراث والنهج

الساحة (3)

بقلم: عباس ناصر كاتب وصحفي ــ البحرين

نهجُ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، نهجٌ إنساني أذهل البعيد قبل القريب، وجذب العالم كله لسخائه وعمق إنسانيته.. حيث كان يقول:«الأفعال تُترجم الأقوال، لا تبح بعمل الخير إذا لم تفعلهُ، وحتى بعد إتيانك الخير لا تتحدث عنه، بل دع الآخرين يتحدثونً عنه لا أنت، وأجعل نية العمل الصالح لله سبحانه وتعالى، تفز بالدنيا والآخرة».

لقد كانت فطرتهُ التي تقودهُ إلى ذلك، لم يكن ينتظر شُكرَ الشاكرين له، حيث كان يُساعد المحتاج ويمضي، تماماً كما كان يزرع صحراء الإمارات الواسعة نخيلا وأشجارا ليأكل منها الغني والفقير، وليستظل بظلها المارة والكادحين ولتتغذى منها الدواب والأنعام، ويمضي باحثاً عن بُقعةً أخرى عُطشى ليرويها بيدهِ وبكرمهِ عطاءا وخيرا، وهناك حكاياتٍ كثيرة ينقلها من كانوا مع المغفور له بإذن الله تعالى زايد بن سلطان، سمعتها أذنٌ المقيمين والزائرين.. تشرح جميعها حنوه على الأنسان والأنعام والأشجار، سائر في ذلك على نهجُ الأنبياءَ والصالحين.


إذاً هو تاريخٌ ناصع، مُشرف ومُضيء، من هناك كانت البداية وهناك صِيغت الرسالة والرؤية، واستمر الأبناء على هذا النهج القويم، وتعلمتهُ الأجيال، وما تشهده الامارات اليوم من تسامح هو نهجٌ أصيل أسسهُ باني النهضة زايد بن سلطان طيب الله ثراه، حتى أصبحت تجربتها الإنسانية اليوم محط أعجاب دولي كبير.


وعلى خلفية هذا الميراثـ استطاعت الإمارات العربية المتحدة ترجمة رؤيتها إلى واقعٍ ملموس، في الوقت الذي وللأسف الشديد هناك دول كثيرة لا تزال تائهة لا تعرفُ الطريق.