الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الرواية العربية.. غزارة وأزمة

الرواية العربية.. غزارة وأزمة
د. محمد قطب الدين أستاذ بجامعة جواهرلال نهرو ـ الهند

شهد القرن الحادي والعشرون تقدماً مفاجئاً في إنتاج الرواية العربية حتى حلت محل الشعر العربي مكانةً وقبولاً، والروايات العربية المتداولة لا تقل قيمتها عن مثيلاتها في الآداب العالمية الأخرى مضموناً وأسلوباً وفناً.

وقد بدأت المبدعات والمبدعون العرب الترويج لهذا الجنس الأدبي القيِّم بإبداعاتهم الروائية الرائعة، الكاشفة عن تطورات حاصلة في المشهد الثقافي والسياسي والعلمي والفني في مجتمعنا المعاصر.


والفضل يعود إلى تنوع ثقافات المبدعين العرب، وظهور مواهبهم الإبداعية المكنونة، واطلاعهم على الآداب العالمية والوعي الثقافي والسياسي عن طريق التعليم، والاحتكاك مع المثقفين والأدباء الأجانب، خاصة الأوروبيين، فأدباؤنا العرب يستحقون جل الثناء والتقدير لتنويرنا وتزويدنا بالغذاء العلمي والثقافي الدسم، في زمن أصبح ادخار المال وكسب المناصب منتهى أهداف حياة البشر عامة.


هذا، وربما لم ينل كتّابنا وفنانونا العرب التقدير والمكانة في مجتمعنا العربي الشرقي، لا من الفرد ولا من المنظومة الحكومية، كما ينبغي، إلا من رحم ربي، وربما تكون نسبة القراءة لدينا أقل من نسبة الإنتاج.

وبالعكس، نجد الكتّاب الغربيين ينالون بالغ الاهتمام والتقدير من جمهور القراء والحكومات كذلك، ونسبة مبيعات إبداعاتهم وقراءتها أرفع بكثير، ما يضمن لهم التكريم في المجتمع والترفيه في المعاش، كما يكسبهم سمعة واحتراماً في العالم.

وإزاء هذا الوضع المتأزِّم يشغل بالنا السؤال الآتي: لماذا لا يهتم المجتمع المدني العربي والشرقي وغالبية المنظومات الحكومية بترويج ثقافتها من خلال تكريم الأدباء والمبدعين وتقدير إبداعاتهم حق التقدير شراءً وقراءة ونقداً، حتى تتوفر لهم حوافز كافية لمواصلة مسيرتهم نحو الإبداع، وبالتالي إثراء الساحة الأدبية والثقافية على النحو المطلوب؟