السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

شهداؤنا.. رواية عشق أبدي

شهداؤنا.. رواية عشق أبدي
في كل عام ونحن نحتفل بيوم الشهيد في وطننا الغالي الإمارات، يحق لنا البكاء، لفراق من أحببناهم، ولكن لا يليق بنا الحزن ونحن نتذكر أولئك الرجال الشرفاء، الذين قدموا أثمن ما يملكون في سبيل الله والوطن، فالشهيد هو من تخلى - عن طيب نفس - عن متاع الدنيا وزينتها في سبيل إعلاء كلمة الله والحفاظ على كرامة وطنه.

وإن جاز لنا أن نحتفل بيوم الشهيد بالانحناء لروحه الطاهرة، فإن من الواجب علينا في هذه المناسبة الوطنية والإنسانية بمعانيها الأخلاقية الكبيرة أن نتوقف عند الدور الكبير الذي تتكبده كل امرأة فجعت بفقدان ذلك الشهيد العظيم، فقد كانت شريكة له في مسيرة الحياة، وهي الآن تقف خلفه طوداً عظيماً لتستنير بهديه في إكمال المسيرة.

وعلينا في يوم الشهيد أن نستذكر كل شهداء هذا الوطن، يوم ميلادهم واستشهادهم سيان، والتعريف بما قدموه في سبيل الله والوطن، لأن الشهادة ليست إلا رسالة إلى كل الأجيال في كل العصور تعلمهم التضحية والعطاء في سبيل الله والوطن، والقيم الإنسانية النبيلة التي لا يعي فضلها إلا من أوتي قلباً متعلقاً بالله وجنته، ومن أوتي من العقل والحكمة نصيباً عظيماً، ومن أوتي روحاً تعشق وطنها، وهي 3 عطايا من المولى لا يُلقَّاها إلا ذو حظ عظيم.


إن هذه المناسبة التي تجمع بين الضدين، الحزن والفخر، يجب أن تكون مناسبة للحديث مع أبنائنا عن هؤلاء الشهداء العظماء، وسرد القصص البطولية التي سطروها بدمائهم، والتحدث عن أبطال الإمارات، والتغني بأمجادهم، والوقوف عند كل اسم، لأنهم يستحقون احترامنا وتقديرنا لهم ولعوائلهم الكريمة، التي فقدت أعز ما لديها، ولا سيما زوجات الشهداء، اللائي فرض عليهن استشهاد أزواجهن أعباء جديدة وتحديات كبيرة، فبتن الأمهات والآباء في آن واحد، وعلى أكتافهن المثقلة بالحزن باتت مسؤولية تربية الأبناء وتنشئتهم، بحيث يفخرون بآبائهم الأبطال، لا سيما أن زوجة الشهيد التي تعاني بصمت تتذكر الشهيد دائماً، فهي التي فقدت الحبيب والصديق ورفيق الدرب، وهي التي عاهدت الله أن تكمل مسيرة تربية الأبناء وحدها فهي الأم والأب معاً، وأي رسالة أكثر إنسانية من رسالة الوالدين في هذه الحياة، فما بالك حين تُلقى المسؤولية المنوطة بالاثنين على كاهل أحدهما وحده؟


وأراني في هذه المناسبة الجليلة وأنا أبارك لزوجي الراحل الحي بوسام الشهادة الذي تقلده «محمد علي زينل البستكي»، فخورة بالذي كان ولا يزال وسيبقى معي ومع أسرته حاضراً بأخلاقه ومواقفه الوطنية، وأفخر كذلك بشهداء الوطن كافة، وإنني لأتوجه بدعوة لأولياء الأمور في بلادنا الحبيبة، وزوجات الشهداء خاصة بأن يجعلوا من هذه المناسبة الوطنية، مناسبة لشرح معاني الشهادة، وقيمها الدينية والوطنية والأخلاقية لأبنائهم، وتعزيز انتمائهم الوطني، واعتزازنا بهويتنا الوطنية، كما أتمنى من الآباء والأمهات استغلال هذه المناسبة لزيارة واحة الكرامة، التي تجسد صورة القيم النبيلة التي يمثلها الشهيد بالنسبة للمجتمع، فالاحتفال بيوم الشهيد مناسبة جد مهمة لتعزيز القيم والمبادئ الوطنية والدينية والأخلاقية التي استشهد أبطالنا للدفاع عنها، ولرفع راية وطننا الغالي خفاقة بين الأمم، ولكي تكون هذه المناسبة الوطنية عيداً وطنياً بامتياز تشارك فيه كل المؤسسات والمدارس وشرائح المجتمع على اختلافها، إكباراً وإجلالاً للشهادة والشهداء.

وأخيراً لا بد من القول إن ما يقوم به أولياء الأمور في هذا الإطار- وخصوصاً زوجات الشهداء - لا يقل أهمية أبداً عن المسؤوليات الجسيمة التي يضطلع بها جنودنا الأشاوس في ساحات الشرف في سبيل الله، ومن أجل الدفاع عن الوطن.