الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الوطن.. نعمة كبيرة

الوطن.. نعمة كبيرة
الوطن هو الدفء الذي ينعم به كلّ مواطن، والعائلة الآمنة لكلّ من سكن فيه، والمكان الذي يجتمع فيه الناس من كل الفئات ومختلف الأعمار ليعيشوا مع بعضهم في جو يملؤه التعاون والمودّة، فيأكلوا من ثمراته وينتفعون من خيراته، فالوطن هو المكان الذي ننتمي إليه ونترعرع على أرضه الخضراء وتحت سمائه الصافية، ونتنفّس من هوائه النقيّ، ونحتمي في أحضانه وطبيعته اليانعة المُفعمة بالحُسن، وطننا كم هو جميلٌ بليله ونهاره بأنهاره وأشجاره وجباله وحدائقه وأماكنه الخلّابة هذا الوطن الذي يتجمّل أيضاً بطيبة أهله وساكنيه إنّ حبّ هذا الوطن يسري في أعماقنا، ولا ينافسه حبّ أيّ شيء، فحبّه ليس حكراً على أحد، بل يكمن في قلب كلّ فرد يعيش على أرضه وينتمي إليه.
لقد حثّ ديننا الإسلاميّ الكريم على حبّ الوطن والوفاء له، وتقديم العطاء غير المشروط له، فقد علّمنا قدوتنا ورسولنا الحبيب -صلّى الله عليه وسلّم- الحبّ الحقيقيّ النابع من القلب للوطن، إذ قال عن موطنه مكة المكرمة: (ما أَطْيَبَكِ من بلدٍ! وأَحَبَّكِ إليَّ! ولولا أن قومي أَخْرَجُونِي منكِ ما سَكَنْتُ غيرَكِ).
الإنسان دون وطن يشعر بالضياع والانكسار وعدم القدرة على العيش، فهو الذي يحميه ويضمن له الكرامة، ويحقّق له الأمن والاستقرار، لذا يجب أن نحافظ عليه ونحمي ممتلكاته العامّة، ونبذل الغالي والنفيس في سبيل ازدهاره والارتقاء به نحو الأفضل، وذلك يبدأ من الأسرة أولاً، من خلال تربية الآباء لأبنائهم على حبّ الوطن ونشر الوعي لديهم بأهميّة الانتماء إليه.