السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الفن.. مسؤولية تجاه البشر والطبيعة

الفن.. مسؤولية تجاه البشر والطبيعة
بقلم: حسين الربيعي كاتب ـ العراق

الفن هبة إلهية وموهبة منه، سبحانه وتعالى، وحقيقة جد فاخرة، مع أن بروزه يتحقق في كيفية التعبير عنه، إلا أن هذه ليست كل حقيقة الفن، إذ يسبق هذا التعبير إدراك وشعور فني، ما يعني أن الفن مرتبط بالجمال الروحي للإنسان.

هنا نسوق المثال الآتي: عندما انهار الاتحاد السوفييتي قام الشعب الروسي بكسر جميع تماثيل السياسيين، ولم يقترب من تماثيل الفنانين والأدباء والمبدعين، وهو محق في ذلك، فبلد بلا فن هو بلا ضمير.


من جهة أخرى، الفن هو الشيء القائم على الخيال الحر والملتزم للإنسان، ومعناه المقيد المكبل.. فكيف يجتمع هذان الضدان؟.. ذاك يعد تصوراً، وهو طبعاً ليس بالتصور الصائب، فقضية ومسؤولية الفنان والتزامه تعود أساساً إلى كونه إنساناً، وبالتالي مسؤولاً.


لا شك أن المسؤولية الأولی للإنسان تكون حيال الناس الآخرين، مع أنه في الوقت ذاته ملتزم أيضاً أمام الطبيعة كلها بما فيها الأرض والسماء، إلا أن مسؤوليته الكبری هي حيال الآخرين.

غيرأنه للفنان في الوقت ذاته وبسبب خصوصيته المميزة جداً التزام مستقل غير ذلك الذي ذكرناه.. فالفنان مسؤول علی صعيد شكل فنه وقالبه كذلك علی صعيد مضمون فنه.

عملياً، الإنسان ذو القريحة الفنية ينبغي ألّا يكتفي بالمستويات الدنيا، وهذا نوع من الالتزام، أما الفنان الكسول وعديم السعي والذي لا يبذل جهداً في سبيل رفعة عمله الفني، وتفجير الإبداع فهو لا يلتزم في الواقع بمسؤوليته الفنية حيال الشكل والمضون.