الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أفريقيا.. وبوصلة القيادة

أفريقيا.. وبوصلة القيادة
بقلم: خديجة حبيب صحافية ومنتجة محتوى ـ إريتريا

على مر عقود طويلة من الزمان تم تصدير أسباب لا تمت للواقع بصلة، قدمها الآخرون مبرراً لتأخر قارة أفريقيا، وتصويرها بالأمم المستجدية لمساعدات المجتمع الدولي، والعاجزة عن تقرير مصيرها، مع أنها قامت بالعديد من الثورات واستقلت من الاستعمار القديم.

غير أنها في الوقت الحالي لا تزال تعاني مع أن كل مواردها البشرية والطبيعة تمثل معيناً أساسياً للتنمية والتطور لكل الدول المتقدمة، وعليها تتكالب كل القوى الدولية، وأغلبها تأتي من المدخل الاقتصادي.


الصورة السابقة للقارة وحالتها الراهنة متسقتان تماماً مع مصالح المنتفعين من استمرار تدهور وضع شعوبها، التي بطبيعة الحال لا تساعد سكانها على تولى قيادة أمورهم، ورفع وعيهم حيال واقعهم، بل عوضاً عن ذلك تم إغراقهم في مسائل ثانوية ونزاعات مختلقة، وهم في جانب كبير مسؤولون عنها، ويتحملون نتائجها.


والواقع أن الأفارقة يعانون من غياب القائد، والحس الخدمي، والوعي المجتمعي، وذلك هو أبرز وأهم ما يفتقرون إليه، لذا ـ وفي هذه المرحلة تحديداً ـ عليهم توفير قيادة مسؤولة تخولهم إدارة كنوز قارتهم، التي تزداد المطامع حولها يوماً بعد يوم، لا سيما بعد تحولها لأرض تصفية حسابات بعيداً عن أراضي الدول المتنازعة، من ذلك على سبيل المثال: ليبيا، والصومال، وجيبوتي.

لقد أصبح لزاماً على الأفارقة أن يقتنعوا، ويعملوا بناء على ذلك، بأنهم غير مدينين لأحد بأي شيء، فكل ما قدمه المستعمر، والدول الكبرى بحجة إنعاش ودعم القارة لم يكن سوى لتسهيل وجودهم، وخدمتهم، لا لخدمة القارة وأهلها، عليه، يجب أن ينفضوا عنهم غبار المستعمر القديم، ويتخلصوا من دور الضحية المستضعف من أجل أفريقيا أفضل.