الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

المقاطعة والمصالحة.. واللعب على المكشوف

المقاطعة والمصالحة.. واللعب على المكشوف
مع انتشار نغمة «المصالحة» في شبكات التواصل الاجتماعي، ثار الكثير من الجدل والنقاش في الأوساط الإعلامية والسياسية، متسائلين: «هل حان وقت عودة العلاقات؟».

موجة أخذت انتباهي إلى اتجاه آخر.. ما الذي جرى في عامين؟ بنى الحمدان نظامهما على مبدأ اللعب في الظلام، وإنشاء شبكات في الخفاء في كافة المجالات، سياسية واقتصادية وإعلامية وحتى رياضية، في حين أنشأ الآباء المؤسسون الإمارات على الشفافية مع شعبها بالمواقف والأهداف، والوضوح والوفاء بالعهود في السياسة الخارجية.

هذا الحال، جعل الموقف مواجهة بين طيب وشرير، الطيب مقيد لا يستطيع التحرك في العلن، بموجب العلاقات الأخوية واحترام العهود مع شعب شقيق، مبادئ لا يعرفها الطرف الشرير، الذي يقسم على الوفاء، ثم يلعب في الظلام غير آبه بمصالح إخوته ولا منطقته.


المقاطعة كانت خطوة أولى، سمحت للإمارات بالتحرك في العلن كما اعتادت، دفاعاً عن أمنها من جهة، وعن نظرتها الإيجابية لمستقبل عربي خالٍ من التطرف، والاتجار بالدين، وتركيز مطلق على الإنجاز والازدهار بموجب مبادئ واضحة من التسامح مع طالب السلام، والمواجهة الحاسمة مع طالب الحرب، من جهة أخرى.


إنجازات عدة حصدتها الإمارات في كافة الملفات خلال عامين، فقد نشطت في الملعب الذي تعرفه، تحت الأضواء ودون أن تنكث عهداً، فالمواجهة مع تنظيمات إرهابية تدعمها قطر معلنة، لتحقق الإمارات تقدماً ملموساً في ملفات الأمن الخليجي، واليمن وليبيا، وتحجيم الإسلام السياسي، وإعلاء قيم التسامح والإخاء الإسلامي.

المقاطعة بالنسبة للإمارات حققت أهدافها، فهي لم تكن تنوي المضرة بقطر ولا تحطيمها، فشعبها إخوة للشعب الإماراتي وفي عيون قادته، لكنها كانت تهدف لتصحيح مسار المنطقة على المكشوف وليس في الخفاء، وهذا ما حدث.