الجمعة - 16 مايو 2025
الجمعة - 16 مايو 2025

2019 .. عام الأمل واليأس بيئيّاً

2019 .. عام الأمل واليأس بيئيّاً


بقلم: إيمان الرياحي إعلامية وكاتبة ـ تونس

يبدو أن عام 2019 كان أكثر سوءاً من السنة الفارطة من وجهة نظر بيئية.. يكفي أن تنتقل بين صفحات جوجل كي تكتشف مدى تدهور الوضع البيئي في العالم أجمع، فالتاريخ لن ينسى ما حدث هذا العام من حرائق الأمازون وتهجير العديد من السكان سبب هذه الكارثة، التي اعتبرها البعض طبيعية وألقى البعض الآخر نتائجها على عاتق السياسيين.


لقد شهد 2019 العديد من مشاهد الدخان والحرائق، حتى أن البرلمان الأوروبي أعلن حالة طوارئ مناخية، أين طالب المشرّعون المفوضية الأوروبية بالعمل على الحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري، الذي أصبح بلا شك خطرا يحدق بالأجيال القادمة.


كما أفاد بعض الأخبار بتأكيد أكثر من 11 ألف عالم وباحث في تخصصات مختلفة حول العالم:" أن الأرض تواجه حالة طوارئ مناخية واضحة، ولابد من اشراك صُنَّاع القرار والسياسيين في إيجاد حل عاجل لهذه الظاهرة".

إن الأرض مسكن أجسادنا وحربنا معها نتيجتها الخسارة الفادحة سواء ربحنا أم هُزمنا، وتكمن المشكلة الرئيسية في عدم اكتراث سكان منطقة معينة بحرائق في الأمازون، أو دخان في أستراليا أو ذوبان الثلج في القطب الجنوبي، طالما أنها منطقة بعيدة جدا عن مساكنهم، كما لا يكترث أحدهم بانقراض أحد الكائنات الحية الأخرى طالما أنها لا تدخل في عادته الغذائية، ولا يكترث أيضا بكثرة المواد البلاستيكية في أعماق البحار طالما أنه يعيش على البرّ.

غير أن المواد البلاستيكية الضارة بالكائنات البحرية هي نفسها، التي تنتقل إلينا عبر الأسماك فوق طاولة الغداء، وانقراض بعض الكائنات الحية ــ حتى إن لم يكن ضمن عاداتنا الغذائية ــ هو حتما وراء تدهور النظام البيئي أجمع، مما سيخلف انقراض العديد من الكائنات الحية الأخرى، كالنحل مثلا، إذ أصبح ضمن الكائنات المهددة بالانقراض، والكوارث الطبيعية في بعض المناطق حتى وإن كانت تبعد أميالا عن مسكننا، فهي فوق أرض واحدة، مصيرها مصير واحد.

من ناحية فللعام 2019 جانبه الإيجابي، إذْ شهد أعظم مسيرات من أجل المناخ، كان وجهها الإعلامي الفتاة الشابة "غريتا ثنبورغ" ابنة الستة عشر ربيعا، التي اختارتها مجلة "تايم" الأمريكية شخصية العام بعد أن أسهمت في إلهام العديد من الشباب والمراهقين في الدفاع عن كوكب الأرض، كما حمّلت السياسيين والبالغين المسؤولية المطلقة في التحدي لهذه الظاهرة، التي اعتبرتها تهديدا لوجود الانسانية.

كلامي السابق لم يكن مدججا بحجج العلماء، كما لم يكن تقريعا في لامبالاة أغلب السياسيين وصناع القرار، وأيضاً لم يكن وصفا مفصلا في ذكر مدى خطورة حالة المناخ الحالية، وتأثيرها على إمكانية وجودنا في المستقبل.. فغايتي هي أنت عزيزي القارئ، إذ عليك أن لا ترمي المسؤولية المطلقة على أصحاب القرار، لأنه بإمكان عاداتك الصغيرة أن تؤثر إيجابيا وتنقذ ما يمكن إنقاذه، كالتقليل من استهلاك المنتوجات الحيوانية، وتجنب استعمال البلاستيك غير قابل لإعادة التدوير، خاصة عدم رميه في الشواطئ والشوارع، والامتناع عن تبذير المياه هنا وهناك، إلى غيرها من العادات اليومية القادرة على تحقيق غد أفضل و ضمان أرض أجمل للأجيال القادمة.