الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

حال العرب في نهاية العام 2019

حال العرب في نهاية العام 2019
بقلم: فادي عيد وهيب باحث ومحلل سياسي ـــ مصر

لم يحدث منذ بداية الحرب الكونية على سوريا أن تقدم الجيش العربي السوري شمالا، محاصرا جنود تركيا بمرتزقتها كما كانت الحال في معرة النعمان بإدلب خلال الأيام القلية الماضية، إلاَّ وقامت اسرائيل بعدوان على نقاط حيوية واقتصادية في الجنوب السوري للضغط على دمشق كي تتراجع.

فكل إرهابي يفلت من مدافع ودبابات قوات الجيش العربي السوري، يتم ترحيله إلى طرابلس ليبيا بأمر من الخليفة العثماني رجب طيب أردوغان، والحقيقة أن طرابلس الليبية وصل لها ما يكفي من مرتزقة في الأونة الأخيرة.


وفي مشهد ليس ببعيد عن سوريا وثورة جنود الدجال فيها، أعلن داوود اوغلو عن تأسيس حزبه "حزب المستقبل"، فكان أحد أبرز مؤسسي ذلك الحزب هو ألبتكين هوجا أوغلو ـ ولمن لا يعرف ذلك الاسم فهو المعارض أو بالأدق العميل السوري خالد الخوجة الرئيس السابق ما يسمى بـ"الائتلاف السوري".


واضح من كل ذلك أنها عملية كبرى لتدوير الإسلاميين في تركيا، وتحضير البديل من الإسلام العثماني أيضا فى حال سقوط اردوغان.

وفي السودان أخذ حميدتي( محمد حمدان دقلو)، قائد قوات الدعم السريع، أول خطوة فى طريقه نحو الرئاسة بانضمام قواته لحزب"الأمة" (الصادق المهدي)، فطموح حميديتي السياسي تكلمنا عنه منذ البداية، وكذلك تمنينا من الدول العربية الداعمة له من مراجعة نفسها، لأن هناك من يرى فيعه عبئا على عبد الفتاح البرهان، بل وعلى السودان ككل.

اما في ليبيا فإن الأطراف الإقليمية، بات كلٌّ منها ينتظر الآخر أن يأخذ الخطوة الأولى بشكل مباشر أي عسكريا في الميدان الليبي.. فالكل ينتظر الفعل وجميعهم مستعدون لرد الفعل، ولكن الأخطر لو دخل الملف الليبي فى طريق المقايضة الروسية ــ التركية كحال الملف السوري، فحينها سيكون الأمر أسوأ من سوريا وبمراحل، وهو ما تنبأت به المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، ولذلك الإنتظار من جانب حلفاء الجيش الوطني الليبي ليس فى صالحهم، إلا إذا حدثت معجزة من الجيش الليبي وتمكّن من تحرير طرابلس.

وفي تونس جاءت الحال كما توقعنا أيضا، وقلنا من البداية مع فوز قيس سعيد، وربما من قبل فوزه، بأنه سيكون منصف المرزوقي في نسخة ثانية بنكهة أردوغانية، و في يوم الأربعاء الماضي استقبل قيس سعيد الرئيس التركي أردوغان ومعه مولود تشاووش أوغلو، وخلوصي أكارـ وزيرا الخارجية والدفاع على التوالي ــ ومدير المخابرات التركية، وطبعا كلمة السر في هذا اللقاء التي لم يعلن عنه مسبقا هي"ليبيا".

ففي عهد الرئيس التونسي السابق باجي قائد السبسي كان من يدير ملف ليبيا حزب النهضة الإخواني، واليوم صار راشد الغنوشي هو الحاكم الخفي والعلني والفعلي لتونس، ولا عزاء لمن لا يدرك مفهوم كلمة"رجل دولة" ويهتم بالخطابات" الحنجورية" فقط، ولا يزال يعيش دور المحاضر الأكاديمي الواعظ، الذى يهتم بصيغة الكلام والقافية والسجع على حساب المضمون.

أخيرا وليس آخرا، يبقى المستفيد الأكبر فى كل ما يحدث الأن ومنذ 2011 هي نفس دولة الإحتلال، التى ينهار كل من حولها ويتفكك، والتى تستعد لكتابة أول سطرين فى معادلات "غازـ شرق المتوسط" مع بداية العام الجديد عبر توقيع أتفاق لمد أنبوب غاز لقبرص واليونان كي يتم تصديره لأوروبا، واتفاق ثاني مع مصر لتوريد الغاز لها، وخلال سياستها التوسعية تضع غور الأردن والنظام الهاشمي نفسه كهدفا لها.